الرسالة التي نقلتها الولايات المتحدة الى ايران في القنوات السرية الاكثر حساسية هي رسالة لا لبس فيها: اذا هاجمت اسرائيل، لن نقف خلفها ولن نجر الى الحرب. في الايام الاخيرة توجه مسؤولون كبار في الادارة الامريكية الى نظرائهم في ايران من خلال دولتين في اوروبا، تشكلان قناة اتصال عند الازمة. وأوضح هؤلاء للايرانيين بان الولايات المتحدة لا تعتزم الانجذاب الى المعركة اذا قررت اسرائيل الهجوم بشكل احادي الجانب ودون تنسيق معها وقالوا انهم يتوقعون من ايران الا تهاجم اهدافا استراتيجية امريكية في الخليج الفارسي. ويدور الحديث، ضمن أمور اخرى، عن قواعد عسكرية واسطول السفن وحاملات الطائرات التي تجوب المنطقة. وتنضم هذ الرسائل الى التصريحات التي اطلقها علنا رئيس الاركان الامريكي، الجنرال مارتين دامبسي، في مناسبتين. فقد قال دامبسي ان الجيش الاسرائيلي لن ينجح في تصفية البرنامج النووي الايراني بقواه الذاتية وأوضح قائلا: "لا أريد أن أكون شريكا في حرب في ايران اذا ما قرروا عمل ذلك". وتشير محافل اسرائيلية الى درك أسفل غير مسبوق في العلاقات بين جهازي الامن الامريكي والاسرائيلي. يبدو أن إدارة اوباما قررت تحذير أصحاب القرار في اسرائيل من النتائج الهدامة لهجوم بلا تنسيق مع الولايات المتحدة. وتشرح هذه الامور ما نشر بشأن المعارضة الشديدة لهجوم في ايران دون اسناد امريكي، يطلقها قادة جهاز الامن في آذان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك. ويضيف مراسلنا ايتمار آيخنر بانه في جلسة الحكومة أمس تناول نتنياهو باستطالة المسألة الايرانية فقال ان "الايرانيين يستخدمون المحادثات مع القوى العظمى كي يكسبوا الوقت ويدفعوا الى الامام برنامجهم النووي. أعتقد أنه يجب قول الحقيقة: الاسرة الدولية لا تضع خطا أحمر واضح لايران، وايران لا ترى تصميما دوليا لوقف برنامجها النووي. الى أن ترى ايران هذا الخط الاحمر الواضح وهذا التصميم فانها لن توقف تقدم برنامجها النووي – ومحظور أن يكون لايران سلاح نووي". وذكر نتنياهو مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران وتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية والذي سرب بعض منه يوم الخميس الماضي كدليل على صحة طريقه في الموضوع الايراني. وقال: "الاسبوع الماضي اجتمع ممثلو 120 دولة في طهران. وقد استمعوا الى الترهات اللاسامية لحاكم ايران، وذلك استمرارا لاقواله عن إبادة اسرائيل. لم ينهض اي منهم. لم يترك اي منهم القاعة. والامر اكثر خطورة على خلفية تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي نشر في نهاية الاسبوع ويؤكد ما اقوله منذ زمن بعيد: العقوبات الدولية وان كانت تثقل على الاقتصاد الايراني، الا انها لا تعيق بصفتها هذه تقدم البرنامج النووي".