ما الذي يقف خلف التصريح الاستثنائي هذا الاسبوع للرئيس الامريكي براك اوباما بشأن التدخل العسكري المحتمل في سوريا. يتبين أن الحديث يدور عن معلومات استخبارية وصلت الى الامريكيين وبموجبه ايران تضغط على الاسد لنقل جزء من مخزونات السلاح الكيماوي الى حزب الله. وحذر اوباما من أن استخدام السلاح الكيماوي السوري أو نقله من مكانه هو مثابة "خط أحمر" وقد يؤدي الى استخدام القوة العسكرية ضد نظام الاسد. في مؤتمر صحفي في البيت الابيض اشار اوباما الى أن رسالة بهذه الروح نقلتها الادارة الامريكية الى دمشق. ويستند التحذير الى معلومات استخبارية جديدة وصلت الى الادارة الامريكية ونقلت الى اصدقاء قريبين من الولايات المتحدة، تفيد بانه يوجد ضغط ايراني متصاعد على الاسد لنقل السلاح الكيماوي الى حزب الله، قبل أن يسقط في أيدي الثوار. تقدير محافل غربية في هذا السياق هو أن قيادة الادارة الامريكية تقدر بان نظام الاسد – الذي معروف انه حرص على الحفاظ على مخزوناته من السلاح الكيماوي محمية – لن يبقى لزمن طويل آخر. وهذا هو السبب الذي جعل ايران تبدأ بالضغط على الاسد بنقل جزء من مخزونات السلاح الكيماوي الى "الذراع العسكري" لايران على الحدود الاسرائيلية – منظمة حزب الله في لبنان. ويشار الى أن مؤخرا فقط التقى الاسد علنا برئيس مجلس الامن القومي الايراني، سعيد جليلي، في دمشق. في الغرب يقدرون بان دمشق راكمت كميات هائلة من غاز الخردل، غاز سارين وسيانيد. وادعى الاسد ومسؤولون آخرون في النظام في الماضي في أنهم لن يستخدموا هذه الوسائل القتالية الا في حالة تدخل عسكري خارجي، في خطوة تعتبر كمحاولة لمنع التدخل الدولي في سوريا. "نحن لا يمكننا أن نسمح بوضع تسقط فيه وسائل قتالية كيماوية او بيولوجية الى الايدي غير الصحيحة"، أعلن اوباما قبل عدة أيام. "لدينا جملة امكانيات لخطط العمل. عقدنا اتصالا مع كل جهة في المنطقة واوضحنا بان هذا خط احمر بالنسبة لنا. هذا الموضوع لا يتعلق فقط بسوريا، بل يتعلق ايضا بحلفائنا في المنطقة، بمن فيهم اسرائيل، هذا يتعلق بنا". واشار الرئيس الامريكي الى أن الازمة المستمرة في سوريا هي "موضوع صعب جدا". وكرر موقفه في أن الاسد فقد شرعيته كرئيس وعليه أن يعتزم منصبه. وفي حالة انتقال السلاح الى جهات معادية، فان هذا لن يكون خطا أحمر للولايات المتحدة وحدها، بل واسرائيل ايضا. وتدرس الولايات المتحدة امكانيات عمل مختلفة لاحباط تجسد هذه السيناريوهات، ضمن امور اخرى من خلال استخدام قوات الكوماندو.