مكة المكرمة / سما / أعرب بيان صادر عن الدورة الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي بمكة المكرمة، عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، على دعوته لعقد هذه القمة الإسلامية لتعزيز التضامن الإسلامي والدعم المستمر الذي تسديه المملكة لمنظمة التعاون الإسلامي. ورحب المؤتمر بالنتائج المحرزة في تطبيق البرنامج العشري الصادر عن قمة مكة المكرمة الاستثنائية عام 2005، الذي يستند الى مبادئ الاعتدال والتحديث والتضامن في العمل وبصفة خاصة اعتماد ميثاق واسم جديد للمنظمة، وإنشاء الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان، ومنظمة تنمية المرأة، وإدارة الشئون الإنسانية بالأمانة العامة، ومنظمة العلوم والتكنولوجيا والابتكار. واطلع المؤتمر على التقارير المقدمة له والتوصيات المرفوعة إليه من اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة الاستثنائية، مستعرضاً عدداً من القضايا الهامة المدرجة على جدول أعماله والمتصلة بالعالم الإسلامي وما يمر به من ظروف استثنائية تستوجب النظر فيها لمعالجتها والتعامل معها بشكل يصب في تعزيز التضامن الإسلامي. ودعا الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى بحث الملف السوري ومن المنتظر أن ينظر اجتماع القادة في المقترح الذي رفعه وزراء الخارجية والقاضي بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، حيث يؤكد المؤتمر على ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها، كما يدين بشدة استمرار إراقة الدماء في سوريا، ويشدد على تحمل السلطات السورية مسئولية استمرار أعمال العنف وتدمير الممتلكات، ويعبر عن بالغ قلقة إزاء تدهور الأوضاع وتصاعد وتيرة عمليات القتل التي راح ضحيتها آلاف المدنيين العزل وارتكاب المجازر في المدن والقرى على يد السلطات السورية. كما يدين المؤتمر إسقاط سوريا لطائرة عسكرية تركية ويعتبر أن هذا العمل يشكل خطراً كبيراً على الأمن والاستقرار في المنطقة. ويدعو المؤتمر السلطات السورية إلى الوقف الفوري لكافة أعمال العنف ضد المدنيين العزل والكف عن انتهاك حقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبيها والوفاء بكافة التزاماتها الإقليمية والدولية والإفراج عن كافة المعتقلين والسماح للهيئات الإغاثية بتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين جراء هذه الأحداث بالتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي. كما يطالب المؤتمر الدول الأعضاء بتكثيف مشاركتها في تكثيف البرامج المتضمنة في البرنامج العشري، وتعزيز تعاونها في إطار منظمة التعاون الإسلامي من خلال التوقيع والمصادقة على الاتفاقيات والمعاهدات متعددة الأطراف في إطار المنظمة من أجل إدخالها حيز التنفيذ. وكان قد أوصى وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، وذلك احتجاجاً على الطريقة التي تتعامل بها الحكومة السورية مع الأزمة المستعرة في البلاد.فقد أعلن الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو، أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في المنظمة أقروا توصية بتعليق عضوية سوريا، وستعرض التوصية على اجتماعات قادة البلدان الأعضاء في المنظمة التي ستبدأ اليوم في مدينة مكة، وستكون الأزمة السورية من أبرز الملفات المطروحة عليها. وقد استبق وزير الخارجية الإيراني على أكبر صالحي، الموافقة على هذه التوصية بتأكيد رفض بلاده لأي تحرك من هذا القبيل. وقد تبنى وزراء الخارجية هذه التوصية - رغم معارضة إيران - في المؤتمر التحضيري الذي عقدوه بمدينة جدة السعودية قبيل انعقاد القمة الاستثنائية التي دعت إليها السعودية. ويدين المؤتمر إسرائيل لاستمرارها في اعتقال آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجونها وتعريضهم لشتى أنواع العتذيب. كما يشجب منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعض أعضاء اللجنة الوزارية الخاصة بفلسطين في حركة عدم الانحياز من الدخول إلى رام الله الأمر الذي أدى إلى إلغاء الاجتماع الاستثنائي للجنة والذي كان مقرر عقدة يومي 5، 6 أغسطس 2012. ويؤكد المؤتمر على القرارات السابقة بخصوص رفع الحصار الإسرائيلي غير القانوني المتواصل على قطاع غزة. ويعرب ايضا عن دعمه لانضمام دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة. ويستنكر المؤتمر سياسة التنكيل والعنف التي تمارسها حكومة اتحاد ميانيمار ضد جماعة الروهنجيا الإسلامية وأعمال العنف التي وقعت ضد مسلمي ميانيمار في الآونة الأخيرة، ويحث حكومة ميانيمار على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لاستعادة الاستقرار والشروع في عملية إعادة التأهيل والمصالحة في المنطقة. ويشيد المؤتمر بتبرع خادم الحرمين الشريفين بمبلغ خمسين مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية لمسلمي الروهنجيا. ويشيد المؤتمر بجهود المملكة العربية السعودية بقيام خادم الحرمين الشريفين في الدفاع عن المقدسات الإسلامية في مدينة القدس، كما يشيد بالجهود التي يبذلها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف، والوقوف في وجه الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدف تهويد المدينة المقدسة. كما يشيد المؤتمر بالجهود المستمرة التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية للحفاظ على مدينة القدس الشريف والساعية إلى تثبيت سكانها العرب على أرضهم في وجه المحاولات الإسرائيلية لتهويد مدينة القدس وتغيير معالمها العربية والإسلامية والمسيحية وإفراغها من سكانها الفلسطينيين المقدسيين. ويؤكد المؤتمر على ضرورة تنفيذ دعوة أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بالتوجه إلى مجلس الأمن الدولي بغرض استصدار قرار يقضي بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جميع الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل منذ احتلال عام 1967 في القدس العربية بقصد طمس معالمها الإسلامية والعربية. ويعرب المؤتمر عن قلقه الشديد للمأساة الإنسانية في مالي وساحل العاج، ويكلف الأمين العام باتخاذ الإجراءات اللازمة لحشد الموارد الضرورية التي من شأنها المساعدة على تذليل الصعاب التي يواجهها مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين في مالي والدول المجاورة. كما يدين المؤتمر بشدة ما ترتكبه المجموعات الإرهابية من مظالم في حق السكان المدنيين العزل، وما تقترفه من تدمير للمواقع التي صنفتها منظمة اليونسكو ضمن التراث الثقافي العالمي ولاسيما في تومبوكتو. ويؤكد المؤتمر على تضامنه ودعمه التام للسودان والصومال وأفغانستان وجامو وكشمير والعراق واليمن وساحل العاج واتحاد جزر القمر وجمهورية قبرص التركية في التصدي للتحديات التي تواجه هذه الدول، كما يدين اعتداء أرمينيا على أذربيجان ويدعو إلى انسحاب القوات الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية. ويؤكد المؤتمر على أن الإسلام هو دين الوسطية والانفتاح، ويرفض كافة أشكال الغلو والتطرف والانغلاق، كما شدد على إدانة الإرهاب بجميع أشكاله ورفض أي مبرر له، وشدد على ضرورة محاربة كافة الممارسات الإرهابية وجميع أشكال دعمها وتمويلها والتحريض عليها.