إنزال جنود ملثمين في قرية فلسطينية في ميدان اطلاق نار لغرض التوثيق ورسم الخرائط للبيوت نشاط شاذ للجيش الاسرائيلي في منطقة جنوب جبل الخليل التي تعرف بانها ميدان اطلاق نار 918، تثير في أوساط السكان الفلسطينيين الاشتباه بان اسرائيل تتقدم في خطة الاخلاء والهدم للقرى في المنطقة. وكانت مروحيتان للجيش الاسرائيلي أنزلتا صباح امس جنودا في جنبة، قرية الكهوف المنعزلة في جنوبي الضفة الغربية، والتي هي من القرى الثمانية التي أعلن وزير الدفاع ايهود باراك عن وجوب اخلائها وهدمها للسماح للجيش الاسرائيلي باستئناف تدريباته في المنطقة. وحسب تقرير السكان، فان كل مروحية أقلعت وأنزلت جنودا ست مرات. وأقام الجنود خيمة خارج القرية ووقفت الى جانبها سيارتا جيب ومركبة هامر. وروى السكان بان الجنود، الملثمين والمسلحين، اجتاحوا القرية، صوروا ورسموا خرائط للكهوف السكنية، الخيام والمباني، وأجروا فيها تفتيشات جذرية في ظل الحاق اضرار بالاملاك. وحسب هذا التقرير، أفرغ الجنود محتويات الخزائن وفي بعض الحالات سكبوا جرات الحليب والزبدة. وكان في القرية عشرات الاطفال ممن يتعلمون في معظمهم في بلدة يطا. ويروي أهاليهم بانهم فزعوا لمشهد جموع الجنود الملثمين الذين تناثروا بين بيوت القرية. ولم يقدم اي تفسير عن هذا النشاط للسكان. وكان الجيش الاسرائيلي قام بعمل مماثل قبل اسبوع في اثنتين من القرى الاربعة في المنطقة، غير المرشحة للاخلاء والهدم. ويوم الاثنين من الاسبوع الماضي وصل أربعة جنود الى طوبة وفحصوا هويات السكان المتواجدين في ظل مقارنة هوياتهم بقوائم في ايديهم. وفي ذات اليوم، في قرية مرير العبيد، صور الجنود الكهوف والخيام، ولا سيما منظومة الكهرباء والصفائح الخلوية التي ركبت هناك في السنة الماضية. وكانت المروحيات تحوم فوق الخيام والكهوف في القرية لتثير الفزع بين سكانها. وفي هاتين القريتين أيضا، لم يقدم الجنود اي تفسير لافعالهم. وحول اجتياح جنبة أمس قالت المحامية تمار فيلدمان من جمعية حقوق المواطن انه في العام 2000 أصدرت المحكمة امرا احترازيا يمنع اخلاء السكان ويامر بالسماح لهم بالسكن في المكان وفلاحة اراضيهم. وعلى مدى السنين، تعهدت الدولة الا يتدرب الجيش في ظل المس بالاراضي الزراعية لسكان القرى. فما بالك انه لا يجب المس بالسياق السليم لحياة السكان والحاق الضرر باملاكهم. المحامي شلومو لاكر الذي يمثل سكان جنبه يقول ان اجتياح الجيش الاسرائيلي للقرية هو "خرق فظ للامر الاحترازي الصادر عن الرئيس أهرون باراك من العام 2000". وقال الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي انه لا يقدم تفاصيل عن نشاطات عملياتية. وعن النشاط في طوبه ومرير العبيد قال ان الحدث ليس معروفا له وان "الموضوع سيفحص".