لندن/سما/يبدأ رئيس الوزراء سلام فياض، اليوم الخميس، زيارة قصيرة إلى لندن يجتمع خلالها مع نائب رئيس الوزراء البريطاني نك كلج، ويلتقي خلالها عددا من المسؤولين وممثلي الأحزاب البريطانية ونشطاء من الجالية الفلسطينية والعربية. وعشية وصوله إلى لندن انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني بحدة، ’فشل الغرب في التعامل جديا مع إسرائيل وخروقاتها للقانون الدولي وعدم وفائها بالتزاماتها الواردة في خطة الطريق التي مضى على توقيعها تسعة أعوام ولم تقم الحكومة الإسرائيلية بتطبيق بند واحد منها’. وقال فياض في مقابلة خاصة نشرتها صحيفة ’الإندبندنت’ اليوم إننا ’نواجه تحدي تهميش القضية الفلسطينية بشكل لم يحدث في السابق وإن ذلك يعتبر أكبر العقبات امام التقدم نحو إقامة الدولة الفلسطينية’. وحذر فياض من ’التقويض التي تتعرض له السلطة الوطنية بطرق عديدة منها الازمة المالية وفقدان الشعب الفلسطيني الثقة بقدرة السلطة على إنهاء الاحتلال الذي يتكرس كل يوم’. وأشار فياض في السياق وكنموذج على سياسات الاحتلال، إلى ما تتعرض له بعض مناطق مدينة الخليل ومحاولة الجيش الاسرائيلي اقتلاع تجمعات سكانية من أراضيها بحجة التدريب العسكري المر الذي يثير السخط. وتحدث فياض عن الجهود السابقة للتوصل إلى حل وقال إن اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا والأمم المتحدة، ’بدأت عملية السلام بطريقة تبدو مستحيلة في الوقت الراهن، مع عدم الاهتمام الحقيقي بسلسلة الخروقات الاسرائيلية التي شملت التوسع الاستيطاني في الضفة القريبة المحتلة وذلك دون مواقف’ من الرباعية. وأشار فياض إلى الاعتداءات الإسرائيلية كل يوم على المنطقة الواقعة تحت سيطرة السلطة وفق اتفاق اوسلو مضيفا أن نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي كان عضوا في حكومة شارون التى وافقت على خطة خارطة الطريق وحيث لا تستطيع إسرائيل ادعاء أنها قامت بتطبيق بند واحد منها. وتطرق رئيس الوزراء إلى السياسات الغربية تجاه القضية الفلسطينية ولاحظ تغيّرا في التعامل مع جهود السلام وقال إن المجتمع الدولي أصدر خلال الأعوام السابقة بيانات تطالب بوقف حقيقي الاستيطان وقد قامت الولايات المتحدة سابقا ثم الاتحاد الأوروبي الآن، بإبلاغ الشعب الفلسطيني على نحو عملي، بأن ’قوانين اللعبة قد تغيرت’. وحذر ريس الوزراء من أن الفشل في استحواذ الثقة وفي تقديم أجوبة إلى الشعب الفلسطيني يعني الوصول إلى منطقة خطرة وتصاعد للمخاطر السياسية. وأعرب فياض عن ثقته بإمكانية تطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة لكنه ربط ذلك بتوجه جديد نحو الصراع يتبناه المجتمع الدولي.
