في الوقت الذي توجه قوات المعارضة السورية ضرباتها للجيش السوري في دمشق تجري الاستعدادات في اسرائيل لسقوط الرئيس السوري النهائي ويعبرون عن خشيتهم على مصير ترسانة السلاح غير التقليدي الذي يمتلكه النظام. الولايات المتحدة ايضا تتابع عن كثب مصير الترسانة الكيماوية – البيولوجية السورية خشية استخدامها لقمع التمرد داخل سوريا، وبالامس افيد بان مصادر في البيت الابيض قد تحادثات مع مدرائها في القدس حول امكانية ابادة السلاح من خلال ضربة وقائية. بالامس تجول وزير الدفاع ايهود باراك عند الحدود الاسرائيلية – السورية واستطلع السيناريوهات المحتملة التي يستعد لها الجيش الاسرائيلي. باراك كان قد وصل الى احد المواقع المتقدمة في المنطقة التي يمكن منه مشاهدة قذائف الراجمات وهي تسقط على قرية سورية وسماع صوت الرشاشات في المعارك الجارية بين قوات المتمردين والجيش. "انفراط العقد السوري حقيقي، والاحداث الاخيرة في دمشق ستسرع سقوط الاسد"، قال وزير الدفاع، "لا يمكن لاحد أن يعرف ما سيحدث لاحقا. هناك أيضا أطراف مختلفة مثل المعارضين والفارين والجهاد العالمي. وكلما استطالت المعارك – كلما كانت هناك حالة فوضى عارمة بعد سقوط الاسد". وفي معرض تطرقه للسلاح غير التقليدي في سوريا قال باراك: "نحن نخشىى من أن تؤدي حالة الفوضى الى سقوط منظومات سلاح حساسة. هناك قدر غير قليل من الاسلحة الكيماوية في سوريا وهي موزعة في كافة أرجاء الدولة وهناك الكثير من السلاح في يد المدنيين. نحن نتابع امكانية محاولة حزب الله نقل صواريخ أرض – أرض ثقيلة ووسائل قتالية كيماوية خلال سقوط الاسد". وهناك سيناريو آخر تطرق له وزير الدفاع يتعلق بامكانية محاولة فرار حشود اللاجئين السوريين الى اسرائيل. في مثل هذه الحالة، قال باراك، سيعمل الجيش الاسرائيلي على منع دخولهم الى البلاد. كما أن جهاز الدفاع يستعد الى امكانية تحول سوريا الى منطقة سائبة تنشط على اراضيها الجهات الارهابية بحرية ضد اسرائيل. بعد مغادرة وزير الدفاع للموقع بدقائق معدودات بدى وكأن احد مخاوفه قد تحقق –حوالي عشرة سوريين قاموا باطلاق النار نحو الجدار الحدودي الا أن ضررا لم يحدث. حالة التأهب القصوى اعلنت في المنطقة ولكن بعد ساعات من الاستعدادات تمت العودة الى الحالة الطبيعية. إثر الاحداث الاخيرة في بلغاريا ايضا وكذلك في سوريا قرر الجيش الاسرائيلي بالامس الاعلان عن ايقاف الاجازات ولكن بعد مدة وجيزة سمح بتسريح بعض الوحدات. ترقب أمريكي في واشنطن أيضا كما قد أسلفنا سابقا يتابعون بقلق حالة الفوضى الناشئة في سوريا. بالامس افادت "نيويورك تايمز" ان الخشية في البيت الابيض تتزايد من قيام الاسد باستخدام السلاح غير التقليدي الموجود في حوزته والذي يعتبر أحد أكبر الترسانات في العالم، كمخرج أخير في محاولة منه لقمع الاضطرابات. في واشنطن يدركون المخاوف الاسرائيلية من وصول السلاح الى اياد غريبة ووفقا للتقرير – أجرت جهات في وزارة الدفاع الامريكية مؤخرا محادثات مع نظرائها الاسرائيليين من أجل تدارس امكانية قيام اسرائيل بابادة الترسانات. مع ذلك ذكر بان الامريكيين يحذرون من عدم القيام بخطوة من هذا النوع لانه قد يعزز من شعبية الاسد في آخر المطاف ويمكنه من تحويل غضب مواطنيه نحو اسرائيل. التقرير ينضم الى معلومات نشرت سابقا في الاسبوع الماضي في صحيفة "وول ستريت جورنال" والتي اشارت ايضا الى الخوف من امكانية استخدام الاسد لترسانة أسلحته او من امكانية سقوط سلاحه غير التقليدي بيد المتمردين. وفقا لنفس التقرير وكالات الاستخبارات الامريكية نجحت مؤخرا في متابعة تحركات مقلقة في ترسانة السلاح الكيماوي السورية وفي وضع غير اعتيادي نقل بعض هذه الاسلحة خارج المخازن الدائمة المخصصة لها. "الخوف الاكبر الذي يساور نظام اوباما يتعلق بغاز الاعصاب"، كتب حينئذ. وفي موازاة ذلك حذر الناطق بلسان وزارة الدفاع جورج ليتال من انه من المهم جدا ان يحتفظ النظام السوري بسيطرته وحمايته للاسلحة الخطرة. الاردن أيضا قلق القلق على مصير السلاح الكيماوي – البيولوجي والمراقبة الحذرة لهذه الترسانة ليست محصورة في اسرائيل وامريكا فقط. ملك الاردن عبدالله الثاني عبر هذا الاسبوع عن قلقه من امكانية سقوط ترسانة السلاح بيد نشطاء القاعدة. "معلوماتنا تشير الى وجودها في عدة مناطق في سوريا"، قال الملك عبدالله لشبكة السي.ان.ان واردف بان احدى السيناريوهات المرعبة هو ان يسقط السلاح الكيماوي بايادٍ غير صديقة. ما الذي يمتلكه الاسد: عشرات الاف الصواريخ التي تصل الى اسرائيل سوريا تعتبر دولة عظمى من حيث ترسانتها الكيماوية. حيث تمتلك ترسانة كبيرة من السلاح غير التقليدي الموزع في جنبات الدولة الى جانب صواريخ ارض – ارض القادرة على حمل رؤوس غير تقليدية الى مسافات بعيدة. سوريا بذلت جهودا كبيرة في السنوات الاخيرة لتطوير سلاحها الكيماوي وقدرتها على اطلاق الصواريخ بعيدة المدى بفضل المساعدة الايرانية وغيرها. وفقا للتقارير الاجنبية احد الاسباب التي تقف من وراء ذلك هو فشل المشروع النووي السوري إثر الضربة الاسرائيلية التي وجهت للمنشأة النووية السورية في العام 2007. في الاونة الاخيرة قال نائب رئيس هيئة الاركان اللواء يئير نافيه ان سوريا تمتلك ترسانة كيماوية هي الاكبر في العالم. وفقا للتقديرات تشمل هذه الترسانة غاز السارين الفتاك بصورة استثنائية و 70 حتى 80 ألف صاروخ قادرة على الوصول الى اسرائيل وبعضها محمل برؤوس كيماوية. منذ تزعزع نظام الاسد بدأت اسرائيل بمتابعة الترسانة السورية خشية سقوطها بايادٍ غريبة في حالة حدوث ثورة. السيناريو الذي تخشاه اسرائيل هو وصول السلاح الى حزب الله وانتقاله الى لبنان. وفقا لتقارير "وول ستريت جورنال" السوريون حركوا مؤخرا ترسانة السلاح غير التقليدي الامر الذي اشعل ضوء أحمر في اسرائيل ودول اخرى.