غزة / سما / فند العميد تيسير البطش مدير عام الشرطة الفلسطينية بحكومة غزة الإدعاءات المتداولة عبر وسائل الإعلام حول حدوث حالة اختطاف بحق مواطن مسيحي اعتنق الإسلام في قطاع غزة. وقال العميد البطش خلال استضافته في البرنامج الدوري "تحت مجهر الرسالة" الذي تنظمه الصحيفة النصف أسبوعية الثلاثاء "هذا إدعاء عار عن الصحة ولم يحدث اختطاف ولا تهديد فهو اعتنق الإسلام وله الحرية وهذه ليست جريمة"، واصفاً تلك الإدعاءات بـ"الباطلة وغير الصحيحة". في سياق مشابه أجاب قائد الشرطة على استفسار حول سبب التعتيم الإعلامي الذي تفرضه الشرطة في بعض القضايا، عازياً السبب في اهتمام الشرطة بالحفاظ على النسيج الاجتماعي للمجتمع وبنيته الاجتماعية. الشائعات والإعلام وأضاف "تحت هذا العنوان والهدف نكتم على بعض المعلومات، كما أن الحجب والسماح في نشر المعلومات عبر الإعلام يتم وفق حاجة المجتمع والمصلحة العامة هي وحدة المجتمع وليست تدميره". وأوضح أن الشرطة تقوم بأولوية كتم المعلومات وليس التتبع، مؤكداً معالجتهم هذه القضايا بطرق مميزة عبر أرشفتها بطرق خاصة لا يطلع عليها الجميع. كما حذر العميد البطش من الانجرار وراء الشائعات، مشيراً إلى رسم الشرطة سياسة معينة في التعامل مع الأخبار المتداولة عبر الإعلام تشمل عدم التأكيد وعدم النفي. وأوضح قائلاً "ليس من الحكمة مجاراة الرد علي هذا الأمر ونُخرج مخرجات تخدم مصلحة مجتمعنا وشعبنا ونخرج في مؤتمرات صحفية وتصريحات لدحض الشائعات". أزمة الكهرباء وفيما يتعلق بالدعوات المنادية بتنظيم مسيرات في قطاع غزة احتجاجاً على استمرار أزمة الكهرباء، شدد العميد البطش على أن الشرطة لن تسمح بأي فعاليات مخالفة للقانون لم تحصل على تصريح من الجهات المعنية في وزارة الداخلية. وأضاف " من يريد الاحتجاج عليه التوجه للحصول على تصريح من الوزارة"، متهماً أطرافاً بالسعي لاستغلال أزمة الكهرباء لصالح جهات خارجية . وعلى صعيد إطلاق بعض المواطنين الأعيرة النارية في أجواء القطاع خلال الاحتفال بالمناسبات، حذر قائد الشرطة المواطنين من إطلاق الرصاص في الأجواء خلال احتفالات صدور نتائج الثانوية العامة المرتقبة. وأردف قائلاً "سيتم اتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق مطلقي الرصاص خلال الاحتفال بإعلان نتائج التوجيهي". ولفت إلى أن قطاع غزة يتميز بأنه تحت حالة المقاومة المشروعة المحتضنة من الحكومة والأجهزة الأمنية التي تحمي الجبهة الداخلية، مستدركاً "وضعها يفرض انتشار الأسلحة عبر الفصائل لكن سلاح المقاومة مقدس لا يمكن المساس به بل نوفر الحماية له في مواجهة الاحتلال". وشدد على رفض ومنع الشرطة استخدام أي سلاح للعبث بأرواح المواطنين، منوهاً إلى متابعتهم هذا الموضوع في الإطار القانوني. وزاد في حديثه "هناك تفاهم مع الفصائل الأخرى ونعزز هذا الوجود وهناك تفاهم بألا يستخدم فيما يمس الأمن العام في المجتمع ونسير بموجب هذا الاتفاق في السياسة الأمنية للداخلية". وبالنسبة لأحكام الإعدام التي نفذتها وزارة الداخلية صباح الثلاثاء بحث 3 مدانين بجرائم قتل، أوضح البطش أن أحكام الإعدام تسير وفق الإجراءات القانونية السليمة والكاملة قبل تنفيذ الحكم. العلاقة بالنيابة وعدَ علاقة السلطة التنفيذية وخاصة الشرطة الفلسطينية مع النيابة العامة والمؤسسات القضائية بأنها "علاقة تكاملية قوية تجري وفق تعاون لأبعد الحدود". واستدرك "لكن أحياناً هناك ثغرات بشكل عام رفعنا توصيات للمؤسسة التشريعية لتعديل بعض القوانين حتى تصبح فيها نوع من الردع للمخالفين في بعض الجرائم". وأشار في حديثه إلى تعاون الشرطة مع الأعيان والوجهاء وفق مساحة قانونية، مستطرداً "لكن خصوصية بعض القضايا تقتضي حلها من قبل لجان الإصلاح ونحن على علاقة وثيقة معها ونحيل إليها بعض القضايا". وتابع العميد البطش "نشرف على تنفيذ بعض الأحكام الميدانية والأحكام الصادرة عن المحاكم في قطاع غزة ونتدارك سوء الفهم عبر عقد لقاءات دائمة مع النيابة العامة ورؤساء النيابة في المحافظات ووكلاء النيابة المكلفين في مراكز الشرطة التي تتابع التحقيق في شكاوى المواطنين وقضايا وضبطيات المخدرات ومتابعة هذا الملف". في سياق متصل، أكد البطش عملهم على تعزيز العلاقة مع كافة أطر وشرائح المجتمع الفلسطيني، مضيفاً "تعمل الشرطة الفلسطينية جنباً إلى جنب مع المؤسسات الأهلية والمجتمعية والقضاء والنيابة لنصل لحالة من الأمن والاستقرار والردع للمخالفين الذي يحاولوا العبث في استقرار ساحة قطاع غزة". التعذيب في مراكز التوقيف وفيما يتعلق بما تتداوله بعض وسائل الإعلام المحلية من وجود حالات تعذيب جسدي في مراكز لاتوقيف التابعة للشرطة، شدد البطش على أن استخدام التعذيب الجسدي محظور وممنوع لدى الشرطة. وأضاف "لدينا تطور يومي في أداء أفراد وضباط الشرطة ونستثمر كل باب يفتح لضباط الشرطة عبر إرسال متدربين لمصر والسودان ونبحث عن كل ما هو جديد على أساس رفع كفاءة ضباط الشرطة". وبالنسبة لتكرار حوادث الاعتداء على الصحفيين، أكد العميد البطش احترم الشرطة للمؤسسة الإعلامية وجاهزيتها لحماية الصحفيين دوماً. وأردف "لا نسمح لأي كان التدخل في العمل المهني للشرطة والإطار القانوني فوق الجميع (..) نحن للجميع والجميع أمام مسافة واحدة". خطة طوارئ في سياق آخر، ذكر العميد البطش أن الشرطة وضعت خطة للتعامل مع أي تصعيد صهيوني يتسهدف قطاع غزة لا سمح الله. وأشار البطش خلال حديثه إلى أوضاع قطاع غزة غير المستقرة، مبيناً أن الشرطة تعمل وفق فلسفة قائمة في وزارة الداخلية نسير بها في الوضع الطبيعي وأوضاع التصعيد المؤقتة وأوضاع الحرب. ولفت إلى استمرار خدمات الشرطة للمواطنين خلال أوقات التصعيد عبر تنفيذ المهام الإدارية والميدانية والتعايش مع كل الظروف لتعزيز الأمن حتى في ظل التصعيد. انتشار الجريمة وعلى صعيد متابعة الجرائم في قطاع غزة، بين أن إحصائيات الشرطة تشير إلى أن معدل الجريمة في قطاع غزة طبيعي ليس عال. وأضاف "الجريمة في غزة ليست منظمة ولا يوجد أي مؤشرات حول أن الجريمة منظمة تقودها عصابات منظمة بل تقع نتيجة عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية"، نافياً في ذات السياق وجود جرائم ذات نسب عالية في قطاع غزة. ومضى يقول "ليس هناك مجتمع في العالم خال من الجريمة حتى تلك التي تملك مؤسسة أمنية بإمكانيات عتيدة". من جانب آخر، أكد العميد البطش احتياج الشرطة الفلسطينية لإمكانيات ووسائل كي تسهم في متابعة عملها الميداني اليومي، مردفاً "نحتاج لإمكانيات ووسائل حتى يكتمل عملنا ونعمل جاهدين على توفير الإمكانيات والاحتياجات اللازمة للشرطة". ونبه إلى امتلاك الشرطة كادر مميز من الضباط والأفراد رغم ضعف الإمكانيات، واصفاً حجم إنجازات الشرطة بأنه "كبير جداً". المرور وفيما يتعلق بملف الحركة المرورية، أشار البطش إلى تطور الأمور في هذا الصدد بشكل كبير جداً عبر ضبط حركة المركبات واستيفاءها للأوراق الثبوتية وصلاحية المركبة للسير على الطرقات وامتلاك قادة السيارات رخص القيادة والتزامه بأنظمة السير. وتابع "انتشار شرطة المرور كبير لكن حجم المركبات في قطاع غزة والدراجات النارية تضاعف عبر تدفق السيارات عبر الحدود والاستيراد والتهريب". وأكد قائد الشرطة سيطرتهم المرورية الميدانية لاستيفاء كل الإجراءات القانونية المتعلقة بالمركبات، معتبراً الحملات المرورية التي تنفذها الشرطة بين الفينة والأخرى جهداً استثنائياً مضاعفاً للتجديد وتوجيه رسالة للمخالفين . ولفت إلى أن الحصار يقف عائقاً أمام التطور السريع للأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية، مستطرداً "نحن نعمل ليل نهار لخدمة شعبنا والسهر على استقراره". شهر رمضان وفيما يخص خطة الصيف وموسم شهر رمضان المبارك ودور الشرطة الفلسطينية، قال البطش إن "الشرطة وضعت "أمر عمليات للعمل خلال الصيف". وأكد وضع الشرطة خطة متكاملة للعمل خلال موسم رمضان تتضمن توفير جو من الهدوء والسكينة والوقار والعبادة وتسهيل وسلاسة حركة المرور وتنظيم الأسواق، وعدَ الجهد الشرطي موزع في رمضان في كل مناحي الحياة بغزة.