غزة / سما / أكد مصدر مسؤول في لجنة الانتخابات المركزية أن حركة "حماس" وضعت شروطاً جديدة من أجل إعادة فتح مراكز تسجيل الناخبين في قطاع غزة والسماح للجنة الانتخابات بالبدء في عملية التسجيل التي أعلنت عن توقفها في الثالث من الشهر الجاري.وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ "الأيام" إن آخر شروط "حماس" الثلاثة التي أبلغت بها اللجنة عن طريق الفصائل التي تتواصل معها على مدار الساعة لإعادة فتح مراكز التسجيل والسماح للجنة الانتخابات بالبدء في عملية التسجيل هي أولاً، إعادة تسجيل الناخبين في الضفة بشكل متزامن مع تسجيلهم في غزة، وثانياً أن تسير عملية تسجيل الناخبين بشكل متزامن مع معالجة كافة ملفات المصالحة، وخاصة وقف الاعتقالات السياسية بالضفة والإفراج عن المعتقلين في سجون السلطة، وثالثاً إعادة تصويب أوضاع لجنة الانتخابات المركزية.كما جددت "حماس" مطالبتها بتعيين أشخاص ومؤسسات تابعة لها في لجنة الانتخابات المركزية العاملة في قطاع غزة.وقال محمود الزق عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي لـ "الايام" ان "حماس" اعادت هذا الطلب بعد ان كانت تراجعت عنه قبل ذلك، مؤكداً ان "حماس" تريد إجراء تغييرات في الطواقم المحلية التابعة للجنة الانتخابات المركزية.وأكد الزق ان هذا الطلب جاء على لسان خليل الحية القيادي البارز في حركة حماس خلال اجتماع موسع للقوى الوطنية والإسلامية في غزة يوم الخميس الماضي، لافتاً إلى أن "حماس" تتذرع بأن لجنة الانتخابات المركزية مكونة من لون سياسي معين، الأمر الذي نفته لجنة الانتخابات سابقاً، مؤكدةً أن عملها مهني مستقل.ونوه إلى أن الحية طرح داخل الاجتماع انتقادين لعمل لجنة الانتخابات المركزية أولها عدم التزامن في عمل لجنة الانتخابات كما تم الاتفاق عليه، وخاصة عدم فتح السجل الانتخابي في الضفة الغربية الى جانب ما تعتبره قصوراً في عمل لجنة الانتخابات.يشار الى ان "حماس" سبق وان طالبت بتعيين عدد من المقربين فيها في الطاقم الاداري للجنة الانتخابات المركزية، إلا أن الأمر تم تجاوزه وبدأ عمل اللجنة قبل ان تعيد "حماس" وقف عملها.وقال الزق ان لجنة الانتخابات اكدت ان السجل الانتخابي تم تحديثه في الضفة الغربية وأنها على استعداد لتسجيل من هو غير مسجل في السجل الانتخابي.وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن جهوداً دولية مكثفة تبذل في هذا الاتجاه، حيث زار نائب القنصل البريطاني بنجامين ساؤول والوفد المرافق له، مقر لجنة الانتخابات المركزية في غزة، واجتمع مع المسؤولين هناك، وطالب بإعادة فتح باب تسجيل الناخبين، كما زار مقر اللجنة أيضاً مكتب كارتر لمراقبة الانتخابات للاطلاع على أوضاع اللجنة وسير العمل فيها.وأشار المصدر إلى أن جميعهم وخاصة روبرت سيري منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الأراضي الفلسطينية الذي زار أيضاً المقر الخميس الماضي، حث حركة حماس على السماح باستئناف عمل لجنة الانتخابات في القطاع.من جهته، أوضح جمال أبو نحل عضو المكتب السياسي لحزب "فدا"، عضو لجنة القوى لحل أزمة لجنة الانتخابات، أن مثل هذه الشروط التي وضعتها حركة حماس اليوم بعد قطع لجنة الانتخابات المركزية ذات الطابع المستقل والحيادي شوطاً كبيراً، وبعد أن أعطت عملية فتح المراكز الانتخابية الأمل للمواطنين بأن انفراج الأزمة القائمة أصبح قريباً، هو غير مبرر على الإطلاق ويتوجب على "حماس" التراجع عنه.وقال أبو نحل لـ"الأيام"، إن اجتماعات واتصالات كثيرة جرت بعد قرار حركة حماس بتعليق عمل اللجنة بغزة. حيث تحاول كثير من الأطراف الاتصال بحركة حماس للعدول عن قرار تعليق عمل اللجنة، مشيراً لوجود اتصالات من قبل الفصائل ومصر ولكن حتى اللحظة لا توجد أي نتائج للاتصالات.وأكد أن القوى والفصائل ستعقد اليوم اجتماعاً مع لجنة الانتخابات المركزية لنقل وتدارس ما طرحته "حماس" من مبررات لإغلاقها مراكز تسجيل الناخبين وتعليق عملية التسجيل في غزة، سيما وأن اللجنة غير سياسية وليس من مسؤوليتها الكثير مما طرح، خاصة ما يتعلق بإنجاز قانون انتخابات المجلس الوطني، ودعوة الإطار القيادي لمنظمة التحرير للانعقاد، لبحث كافة القضايا العالقة وآليات تنفيذ المصالحة.وأشار أبو نحل إلى أنه في حال عدم تجاوب "حماس" مع مطالب القوى بفتح مراكز تسجيل الناخبين، ستتداعى القوى نفسها قريباً إلى اجتماع تعلن فيه الخروج عن صمتها وإلى تصعيد إجراءاتها الاحتجاجية إما بتنظيم مسيرة أو إقامة خيمة اعتصام للضغط باتجاه عدول "حماس" عن قرارها هذا.يُذكر أن المدير الإقليمي في لجنة الانتخابات المركزية جميل الخالدي دعا حركة حماس لإعادة النظر في قرارها وفتح المركز لإعادة تسجيل وتحديث السجل الانتخابي بعد أن كانت اللجنة على وشك فتح المراكز، مشيراً إلى التعاون من قبل وزارتي الداخلية والتربية والتعليم بـ"المقالة". إلى ذلك قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول "إن تعطيل حركة حماس لمسيرة المصالحة من خلال قرارها الأخير تعليق عملية تحديث سجل الناخبين في القطاع كان متوقعاً".وأوضح مقبول في تصريح صحافي أن هناك فئة من "حماس" في غزة ترغب باستمرار الانقسام لحماية مصالحها لأنها مستفيدة من الامتيازات التي يتيحها لها الوضع الراهن.كما رأى مقبول أن هذه الفئة من "حماس" في غزة تظن أن المتغيرات السياسية في مصر قد تخدمها.بدوره طالب زكريا الأغا عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية حركة حماس بالعدول عن قراراها المفاجئ بتعليق تحديث سجل الناخبين في قطاع غزة.وأكد الأغا في كلمة ألقاها أمس، في المؤتمر الوطني العام السادس للجبهة الديمقراطية لإقليم قطاع غزة، على أن جميع ملاحظات "حماس" على الانتخابات يتم علاجها بالحوارات، معرباً عن أمله أن تعي حركة حماس وأن يعي الجميع نتيجة هذا القرار وانعكاسه السلبي على ملف المصالحة.