غزة / سما / دعت حركة حماس إلى تشكيل جبهة قضائية عربية لرفع دعوى ضد الاحتلال لكشف ملابسات اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقال القيادي في الحركة صلاح البردويل، في بيان وصل "سما" نسخة عنه إن حركته أكدت مراراً وتكرراً على ضرورة التحقيق الجدي في حادثة استشهاد الرئيس ياسر عرفات، والتي بدا واضحاً أنها كانت حادثة مدبرة ولم يكن موتاً عرضياً. وأضاف أن حماس أكدت مرارا وتكرارا أن "المستفيد الأول من هذه الجريمة هو العدو الصهيوني الذي سعى لمعاقبة الرئيس عرفات على مواقفه التي اعتبرها متشددة تجاه عملية التسوية في آخر أيام حياته". وأشار إلى أن البحث عن حقيقة استشهاد الرئيس عرفات واجب وطني بل واجب قومي عربي لابد أن تتضافر فيه كل الجهود من أجل الوصول إلى الحقيقة لفضح الاحتلال ومنع تكرار مثل هذه الجريمة البشعة التي تتناقض مع كل المواثيق والقوانين الإنسانية والدولية. كما أشار إلى أن الحقائق تتكشف اليوم وتثبت التحليلات المخبرية أن الرئيس عرفات قتل اغتيالاً بمادة البولونيوم المشعة القاتلة. وقال البردويل إن حماس تثمن كل الجهود التي وصلت إلى هذه النتيجة، وتدعو كل الأطراف المعنية؛ فلسطينية وعربية ودولية، إلى التعاون من أجل الوصول إلى هذه الحقيقة، و"كل من يتخاذل أو يتواطأ من أجل تأجيل هذا البحث يجب أن يشار إليه بأصابع الاتهام". ودعا في ختام البيان إلى تشكيل جبهة قضائية عربية لرفع قضية ضد الاحتلال، لاسيما وأن الاحتلال هو الذي يملك هذه المادة المشعة وهو الذي كان يهدد باستهداف الرئيس عرفات وكان يحاصره ويتحكم في دخول الدواء والطعام إليه. وأضاف أن "هذا التحقيق يجب أن يطال أي يد آثمة تواطأت أو تعاونت أو سهلت مهمة الاحتلال في إدخال هذه المواد السامة إلى جسد الرئيس عرفات". السلطة الفلسطينية توافق على فحص رفات عرفات قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أصدر تعليماته للجنة التحقيق في استشهاد الرئيس ياسر عرفات بمتابعة جميع المعلومات والتقارير التي تتعلق بهذا الموضوع، والاستعانة بالخبرات العربية والدولية العلمية للوقوف على حقيقة أسباب مرض واستشهاد الرئيس الراحل. وقال أبو ردينة، تعقيبا على التقرير الذي بثته قناة "الجزيرة" القطرية ليلة أمس، الثلاثاء، إن السلطة، وكما كانت على الدوام على استعداد كامل للتعاون وتقديم جميع التسهيلات للكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مرض واستشهاد الرئيس الراحل، وإنه لا يوجد أي سبب ديني أو سياسي يمنع أو يحول دون إعادة البحث في هذا الموضوع بما في ذلك فحص رفات الرئيس الراحل من قبل جهة علمية وطبية موثوقة وبناء على طلب وموافقة أفراد عائلته. وأضاف أبو ردينة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية "أن القيادة الفلسطينية تعهدت بمتابعة موضوع أسباب مرض واستشهاد الرئيس الراحل، من أجل الوقوف على الحقيقة التي تقطع الشك باليقين بهذا الشأن، واتخاذ كافة الإجراءات لمتابعته، حيث ما زال استشهاد الرئيس الراحل يشغل الرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي، لما له من أهمية قصوى، نابعة من أهمية باعث اسم فلسطين ورمزها وقائد نضال شعبها على امتداد أربعة عقود على طريق الحرية والاستقلال".