القدس المحتلة / سما / نشرت صحيفة "الجيروزاليم بوست" اليوم الأحد، تحليلاً حول تطورات الأحداث في سوريا، أكدت من خلاله أن النظام السوري غير مهتم بإشعال الجبهة الشمالية مع "إسرائيل"، وساقت عدة مؤشرات دللت من خلالها على وجهة نظرها. وقالت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لا يعتقد في الوقت الحاضر، أن قوات الأسد تُعد أو تعتزم مهاجمة "إسرائيل" على الحدود، وعلى العكس من ذلك، فإن المؤشرات على الأرض تدلل أن الأسد يريد الحفاظ على الهدوء مع "إسرائيل"، خوفاً من أن ذلك سيمنعه ويشغله عن قمع الثوار السورين الذين انقلبوا عليه. وأضافت الصحيفة، أنه كان واضحاً في يوم النكبة في شهر مايو الماضي هذه الرغبة، عندما شوهدت قوات الأسد تمنع المتظاهرين السوريين من الاقتراب من الحدود، ومثال أخر حدث قبل بضعة أسابيع عندما قام الأسد باستبدال القادة على طول الحدود لفرض الانضباط الشديد على الحدود وتشديد الأوامر بهذا الخصوص. وحسب الصحيفة "أن القتال بين الثوار والجيش السوري، لا تدور بشكل مباشر على طول الحدود مع "إسرائيل"، ولكن بالطبع ليست بعيدة عنها، وعلى سبيل المثال مدينة درعا شعلة الثورة السورية لا تبعد عن "إسرائيل" سوى 11 كيلو متر فقط". واضافت "في غضون ذلك وقبل أسابيع قليلة اقتحم مدنيين سوريين نقطة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على طول الحدود مع "إسرائيل"، علما أنه لم يسمع عن مثل هذا الحادث في "إسرائيل" منذ عام تقريباً، ولكنه بالتأكيد يدلل على إن الأسد بدء يفقد سيطرته على بلاده". وفي إشارة ابعد من ذلك، –حسب الصحيفة-، يلاحظ زيادة في عدد الألغام الأرضية التي وضعت من قبل مدنيين سوريين بالقرب من الحدود وبعضها يلقى داخل "إسرائيل"، موضحة أنه منذ بداية العام، ألقي حوالي ستة ألغام داخل "إسرائيل" مقارنة بلغمين عام 2011، مقابل صفر حوادث في العام الذي سبقه (2010). يضاف كل هذا حسب الصحيفة إلى تقييم قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، بأن سوريا ذاهبة لتصبح دولة مختلطة، وأن الأسد سيواصل السيطرة على بعض أجزاء في الدولة، وخاصة المناطق السكنية الرئيسية مثل دمشق وحلب، مقابل خسارته أجزاء أخرى مثل حوران وهي منطقة في جنوب غرب سوريا وتطل على الحدود مع "إسرائيل". ولهذا السبب، فان الجيش الإسرائيلي حيب الصحيفة يمتنع عن إصدار توقعات واضحة عن مصير نظام الأسد ووقت سقوطه، ويركز بدلاً من ذلك على الاستعداد لسيناريوهات يعتقد أنها يمكن أن تتطور على مدى الأشهر المقبلة، مع التركيز على زيادة وجود عناصر الجهاد العالمي في سوريا وإمكانية مشاركتهم في هجمات ضد "إسرائيل". وأضافت الصحيفة أن التغيرات الحاصلة في سوريا هي أمر مهم للجيش الإسرائيلي، والتغيير الأكثر أهمية بالنسبة للجيش هو التغير الحاصل في هضبة الجولان، مما دفع الجيش إلى الاستثمار في خلق عراقيل على مدار السنوات الماضية بهدف منع دخول دبابات الجيش السوري إلى "إسرائيل". واليوم يعكف الجيش الإسرائيلي حسب مصادر عسكرية على خلق عراقيل تستهدف منع المتسللين السورين من الدخول إلى "إسرائيل"، وهو جزء من الفهم لدى الجيش، بأن التهديد الجديد هو حرب العصابات. وأوضحت الصحيفة أن تحرك الجيش على هذا الصعيد هو خلاصة الدرس الذي تعلمه من الجبهة الجنوبية مع دولة مصر، وتحول منطقة شبه جزيرة سيناء على الحدود لتهديد حقيقي لإسرائيل، بعد أن كانت تحت سيطرة النظام حسني مبارك السابق، ولكنها تحولت اليوم إلى منطقة تخضع لقانون (الإرهابيين). وتطرقت الصحيفة إلى موضوع إسقاط الطائرة التركية الأسبوع الماضي على يد قوات الأسد في سوريا، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي وضع في أعقاب هذه الحادثة أنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهب وعلى مستوى عالي نسبياً، وفي ظل أيضاً القلق الغربي من توافر سبل التدخل العسكري. وتقول الصحيفة ان " الجيش السوري انشقاق واسع في صفوفه، إلى جانب النقص والضعف في العمل الاستخباري ومشاكل في السيطرة والقيادة في معركته ضد الثوار". ووفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي، فقد انشق حتى اليوم 12 ألف جندي وضابط سوري عن الجيش الا " أنه على الرغم من كبر العدد المنشقين إلا أنه لا يُحدث تأثير فعلي على الجيش السوري الذي يصل تعداده إلى 400 ألف".