نابلس / سما / أصيب مواطنين فلسطينيين في مواجهات وقعت, مساء السبت، في بلدة عصيرة القبلية جنوب مدينة نابلس شمال، اثر اقتحام مجموعات من المستوطنين البلدة بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت مصادر محلية إن عشرات من المستوطنين من مستوطنة "يتسهار" هاجموا البلدة وأضرموا النار في الأراضي الزراعية القريبة من المستوطنة، وذلك قبل أن يعتدوا على المواطنين الفلسطينيين برشق الحجارة، في الوقت الذي يطلق فيه جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه المواطنين". وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية إن "مواطنين فلسطينيين أصيبوا بجراح مختلفة إثناء تصديهم لاعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال، موضحا بأن الموطن نمر عصايرة (24 عاما) أصيب بعيار ناري في الرقبة ووصفت المصادر الطبية حالته بالخطرة، فيما أصيب المواطن أحمد جبريل (30 عاما) بحجر في العين, وتم نقلهم إلى مستفى رفيديا الحكومي. وأشار دغلس إلى أن المواجهات بين المواطنين ومجموعات المستوطنين التي تحميها قوات الاحتلال ما زالت مستمرة حتى الآن. وقال شهود عيان في وقت لاحق إن "أكثر من 100 مستوطن من "يتسهار" بعضهم مسلح وملثم وصوا إلى محيط بلدة عصيرة القبلية، وشرعوا برشق المواطنين بالحجارة، فيما أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المواطنين، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات وحالات اختناق. من جانبه تفقد واطمأن أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، اليوم السبت، على صحة جرحى عصيرة القبلية، في مستشفى رفيديا في نابلس، التي تتعرض لهجوم متواصل من قبل المستوطنين. وقال عبد الرحيم عقب تفقده الجرحى الأربعة، برفقة محافظ نابلس اللواء جبرين البكري، ’إن هذا الهجوم البربري من قطعان المستوطنين على قرانا وأراضينا وأبناء شعبنا الآمنين، ما كان له أن يحدث وما كان لهؤلاء القطعان من المستوطنين أن يقوموا به، لولا حماية الجيش الإسرائيلي لهم’. وأضاف أن هذه الجرائم التي يرتكبها المستوطنين وبحماية الجيش الإسرائيلي تهدف لاستجلاب ردود فعل تهدف إلى جرنا لمربع الفوضى والفلتان من أجل التهرب من الاستحقاقات المترتبة على الجانب الإسرائيلي، لكن شعبنا وسلطتنا أوعى مما يعتقدون، وسنبقى مزروعين ومنغرسين فوق أرضنا ندافع عنها بالنواجد وبالغالي والنفيس. وأكد عبد الرحيم أنه لا تعايش مع هذه العصابات والقطعان المنفلتة من عقالها، ولا شرعية لوجودهم فوق أرضنا، وكل القوانين والأعراف الدولية ترفض الاستيطان وتعتبره غير شرعي، وعلى هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية أن تتوقف عن حماية المستوطنين والزج بهم للنيل من صمود أهلنا واقتلاعهم من أرضهم. واعتبر عبد الرحيم أن هذه الجرائم والتصعيد الخطير من الجانب الإسرائيلي هو رد واضح من الحكومة الإسرائيلية على رسالة السيد الرئيس محمود عباس التي أرسلها مؤخراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو. وقال هذه الأعمال مرفوضة ومستنكرة تماما، ولن تقف السلطة الوطنية مكتوفة الأيدي اتجاه هذه الممارسات، ونطالب المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه هذه الجرائم التي ستؤدي الى انهيار وزعزعة الأمن في المنطقة برمتها.
