خبر : يوم الانتقام والجزاء الفلسطيني/بقلم: اسرائيل هرئيل/هآرتس 17/5/2012

الخميس 17 مايو 2012 02:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
يوم الانتقام والجزاء الفلسطيني/بقلم: اسرائيل هرئيل/هآرتس 17/5/2012



 تذكروا في اماكن كثيرة في العالم في التاسع من أيار استسلام المانيا في الحرب العالمية الثانية. وفي ذلك اليوم ندب آلاف النازيين الجدد بصورة منظمة بسبب "يوم الكارثة". وهم في بلادهم وفي العالم بيقين أقلية مُقصاة. فان الأكثرية المطلقة تنظر الى تلك الفترة على أنها كسوف، وجنون قادتهم ومثقفيهم وعسكرييهم الذين سببوا إبادة وحملات احتلال واخضاع شعوب. وهذه هي الدروس التي يستخلصها أكثر الالمانيين والشعوب التي تعاونت معهم من "يوم الكارثة". ان شعبا واحدا فقط أرسل طوابيره العسكرية ليساعد النازيين على أفعالهم لا يعبر عن ندم، بل بالعكس، يخصص بالذكر 15 أيار، وهو يوم غزو الجيوش العربية لدولة اسرائيل التي كانت قد أُعلن عنها من زمن قريب ليكون بكاءا وندبا لفشل تدبيرهم. لا يأسف العرب لخطيئة عدوانهم بل لأنهم لم ينجحوا في إتمام ما أبقاه المضطهِّد. وهم بخلاف الالمان لا يخجلون من ان آباءهم كانوا قتلة بل يخجلون من ضعفهم وعدم قدرتهم على تنفيذ المهمة. لم يعبر مواطنو اسرائيل العرب قط عن أسف لأن آباءهم قتلوا عشرات اليهود في المصانع في خليج حيفا، ولأنهم قتلوا المدافعين عن غوش عصيون بعد ان استسلموا وذبحوا 79 طبيبا وممرضة في قافلة "هداسا". ولا يوجد فيما يكتبون أي تعبير عن أسف لهذه الأحداث القاتلة وأحداث كثيرة اخرى، بل الأسف هو لفشل جهودهم في ان يُجروا على اليهود جميعا ما أجروا على قليل منهم. لم ينهض أي زعيم أو مؤرخ أو فيلسوف أو رجل دين عربي ليقول لأبناء شعبه – كما فعل مفكرون المان وبولنديون وهولنديون (ويهود ايضا في السياق الفلسطيني) – ان يُجروا حسابا للنفس، ويغيروا الرواية الكاذبة التي تُبث في المساجد وتُدرس في المدارس العربية وبتمويل من دولة اسرائيل عن ان "الكارثة" نبعت من مؤامرة يهودية بتمويل الاستعمار الغربي وتشجيعه. ولا يشير أحد منهم الى الشيخ أمين الحسيني باعتباره رجلا دمويا، وقد جند نفسه علاوة على المذابح التي نُفذت بأمر منه في أحداث 1929 و1936، لجهود هتلر في تقديم الحل النهائي وأرسل مجموعة من المقاتلين للمساعدة على ذلك الجهد. أصبحت أسماء القادة الاوروبيين الذين انضموا الى هتلر مُشهرا بها بين أبناء شعوبهم. وأصبح المفتي في المقابل بطلا قوميا فلسطينيا. وتُسمع هتافات "إذبح اليهود" التي ابتدعها هو في الشارع الفلسطيني والعربي منذ ذلك الحين الى اليوم وما تزال تثير حماسة الجماهير. هذه هي الذكرى وهذه هي النكبة. وقد أيد اساتذة جامعة من جامعة تل ابيب (ورئيس الجامعة العبرية ايضا) تذكرها في الحرم الجامعي. ان معنى الهتاف الحربي "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين" الذي يُصرخ به في الأحرام الجامعية الاسرائيلية وقت رفع أعلام فلسطين هو متابعة لنهج الكراهية عند المفتي وأتباعه. وان جزءا من معسكر السلام الاسرائيلي، ويا للتناقض (لا المفاجأة)، يُعاون على تشجيع هذا النهج. ليس في مراسم النكبة في الجامعات وخارجها رسائل مصالحة، بل تأجيج لأمل في أنه قد اقترب يوم الانتقام والمجازاة: فقد أخذ اليهود الذين تلتهمهم مشاعر الذنب يفقدون الايمان بعدالة طريقهم. وحينما تفسد نظم الارادة الوطنية ستبدأ مسيرة افتداء فلسطين.