خبر : عرب اسرائيل سببوا كارثتهم/بقلم: دان مرغليت/اسرائيل اليوم 16/5/2012

الأربعاء 16 مايو 2012 03:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
عرب اسرائيل سببوا كارثتهم/بقلم: دان مرغليت/اسرائيل اليوم 16/5/2012



 يعرف يوم النكبة ارتفاعا وانخفاضا. فقبل سنة تم الاختراق الكبير في هضبة الجولان وتسلل أحد المتظاهرين من سوريا الى يافا. وسجل أمس رمي يهود بالحجارة قرب الخليل. وأخذ الجدل هذه السنة أبعادا مبدئية بسبب الاختلاف في الرأي في أنه أكان يجوز تمكين المتظاهرين العرب والقلة من مؤيديهم اليهود من جمع أنصارهم في الحرم الجامعي في جامعة تل ابيب. أجازت الجامعة المظاهرة، لكنها رفضت الانفاق عليها وهذا صحيح. وقام طلبة يهود بمظاهرة مضادة وهذا ايضا صحيح. ان الجدل العام هو مُسوغ وجود الديمقراطية وخلاصتها، وما بقي يجري بغير عنف واخلال بالنظام فمن الواجب حمايته. هذا الى كون كل عربي اسرائيلي يعلم ان المأساة التي حلّت بأبناء شعبه في 1948 سببها قبل كل شيء قادته في واقع الامر. بالغت صحيفة "هآرتس" أمس حتى انها قالت ان النكبة جزء من حكاية نهضة اسرائيل، وكان يمكن التسليم لمقولة كهذه لو قيلت في سياق قريب من الحقيقة التاريخية. أضاعت اسرائيل بمفاهيم ما فرصة لاستغلال النكبة لتورث الجيل العربي الشاب صورة متزنة في الوعي. وبكنسها تحت البساط التاريخي للخطة الدراسية، أبقت الفصل الصعب في أيدي دعائيين فلسطينيين منعوا كل نقاش عميق وجعلوها فأسا يحفرون بها سياستهم القومية. يبدو الى الآن أنه اذا وجد ناس تربية ومؤرخون وعلماء آثار يهود وفلسطينيون وخبراء دوليون فسيكون ممكنا ان نجد خطة معقولة متزنة تقوم على أسس صلبة: ان عرب ارض اسرائيل سببوا كارثتهم برفضهم ان يقبلوا في 1948 قرار الامم المتحدة على انشاء دولتين للشعبين. وكان توجههم الى محاربة الاستيطان العبري ذروة سلوك سياسي زاد تطرفا منذ الشغب على يهود الخليل في 1929. ان أكذوبة قصد اليهود الى المس بمسجدي جبل الهيكل "فرية الاقصى في خطر"، وهذا هو كتاب نداف شرغاي الجديد، وتأييد عرب البلاد للنازيين طوال الحرب العالمية الثانية كلها هما المقدمة فقط للكارثة التي جلبها العرب على أنفسهم في 1948. يعلم من يدرك هذا ويجمع تفصيلات الحقائق ان اليهود منذ هوجموا تصرفوا مثل سائر الشعوب. وهم لا يتحملون أي مسؤولية عما حدث لكنهم يميلون بسبب تراثهم الانساني الى إبداء تفهم للمعاناة ومشاركة في اعادة تأهيل اللاجئين الفلسطينيين في اماكن وجودهم أو في دولتهم السيادية في المستقبل لكن لا في اسرائيل. ان النكبة هي معاناة الفلسطينيين لكنها تسويغ لليهود. ولن تكرر اسرائيل بعد الآن خطأ اهود اولمرت الذي عرض ان يستوعب داخل اسرائيل عشرات الآلاف من اللاجئين. لكن أبو مازن هرب منه وجنب دولة اليهود هذا الفصل المحرج والمُثقل. اذا قوي عند اليهود في فهمهم ومعرفتهم ووعيهم انه لا يوجد "حق عودة" ولن يكون، فلا سبب يدعو الى عدم قدرتهم على إبداء تفهم يعطف على مصير اللاجئين المر. أولا لأنهم غادروا بيوتهم بارادتهم الحرة في حيفا ويافا، ولأنهم استوعبوا بعد ذلك في بيئة لا تعطف عليهم بين اخوتهم في الدول المجاورة التي لم تُبد اهتماما حقيقيا بمستقبلهم.