غزة / سما / في عام 2009، أدت الحرب والجوع إلى نفوق عدد كبير من الحيوانات في حديقة " الغابة الجنوبية" بخان يونس في غزة، ولكن ذلك لم يمنع صاحبها من عرض الأسود والنمور والقردة النافقة أمام الزوار. وباستخدام تقنيات بدائية تعلمها عبر شبكة الانترنت، عمل محمد عويضة صاحب الحديقة على حشو وتحنيط الحيوانات التي نفقت بسبب الجوع والمرض والإهمال خلال عملية التوغل الإسرائيلي في المنطقة. ونجح عويضة الذي لم يتلق تدريبا في الطب البيطري في حياته، في تحنيط 10 حيوانات حتى الآن، عمل على حشوها بنشارة الخشب ومادة الفورمالديهايد. وتعرض هذه الجثث المحنطة في الحديقة الفلسطينية الفقيرة إلى جانب 65 حيوانا حيا منها طيور النعام ونمور وغزلان. ونقلت صحيفة "التلغراف" عن عويضة قوله "إن فكرة تحنيط الحيوانات بدأت بعد حرب غزة التي تسببت في نفوق عدد كبير من الحيوانات مثل الأسود والنمور والقردة والتماسيح، فقررنا تحنيطها." وتحفظ الحيوانات الحية والميتة على حد سواء، في أقفاص مؤقتة صنعت من صناديق الشحن ومن بقايا المستوطنات الاسرائيلية التي فككت عام 2005، مثل علب المشروبات الغازية. وقال عويضة، الذي افتتح حديقة "الغابة الجنوبية عام 2007، لوكالة أسوشيتد برس "إنه خسر أهم الحيوانات المعروضة في الحديقة خلال التوغل الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية عام 2009، فاضطررنا إلى هجر الحديقة مما أدى إلى نفوق أسد وقرد جوعاً." وأصبح التحنيط الحل الوحيد للحفاظ على الحيوانات في حدائق غزة وتجنب التكاليف الباهظة لاستيراد حيوانات جديدة. ففي عام 2009، لجأت حديقة حيوان أخرى في مدينة غزة لرسم خطوط حمار على حمار وحشي لاستبدال اثنين من الحمير الوحشية التي قتلت خلال الهجوم الإسرائيلي. يذكر أنه بعدما سيطرت حركة المقاومة الاسلامية حماس على قطاع غزة عام 2007، أغلقت السلطات الاسرائيلية الحدود البرية والبحرية والجوية للمدينة، ولم تترك خياراً أمام أصحاب حدائق الحيوان سوى استيراد الحيوانات الغريبة عبر الأنفاق من مصر. وتعيش الحيوانات في حدائق غزة تحت ظروف مزرية حيث لا تجد من يحميها ويهتم بها، حتى أن علاجها يتم عن بعد عبر الهاتف من قبل بيطريين في مصر، ولكنها مع ذلك فهي نقطة جذب للعديد من الزوار الذين يفتقرون لأدنى وسائل الترفيه. ويلقي الدكتور سعود الشوا، الذي يدير عيادة خاصة للطب البيطري في مدينة غزة، باللوم عن حالة الحيوانات المحزنة على كل من الحصار الاسرائيلي الذي أدى إلى نقص اللقاحات، والإهمال من جانب السلطات في غزة. وأوضح أن "الحيوانات جلبت عبر الأنفاق من مصر دون أي إشراف أو رقابة بيطرية وغالبا ما تكون هذه الحيوانات أصلا مريضة، فضلا عن النقص الحاد للقاحات، ومعظمها غير متوفر أصلا. وأضاف "أنه وبفضل الله فإن بعضا من هذه الحيوانات لا تزال سليمة، على الرغم من الصعوبات التي نواجهها هنا، ونحن نبذل قصارى جهدنا مستعينين بالوسائل والتسهيلات المحدودة المتوفرة لدينا."
