تسيبي لفني أبلغت أمس رئيس الكنيست اعتزالها الكنيست؛ هذا بلاغ مؤسف. الساحة السياسية في اسرائيل ليست وفيرة بأناس يتمسكون بمبادئهم. لفني كانت هكذا. ينبغي الامل بان مثلما قالت، لن تكف بالفعل عن النشاط الجماهيري. وقد اعتزلت لفني بعد أن انتصر عليها خصمها المرير، شاؤول موفاز، في الانتخابات التمهيدية. يمكن ان نفهم قلبها. فهي لم تخفي رأيها السلبي في من هو الان رئيس الحزب. وهكذا، فان لفني تتخذ موقفا مبدئيا وتظهر استقامة. في المرة السابقة التي فعلت ذلك، عندما عارضت الانضمام الى حكومة اليمين المتدينين لبنيامين نتنياهو، تعرضت، بغير حق، لواب من الانتقاد. ينبغي الامل أن يثير اعتزالها الان ردود فعل اخرى. لقد تمكنت من تحويل حزبها، كديما، الى الحزب الاكبر في اسرائيل، ولكنها لم تتمكن من تحويله الى معارضة كفاحية. وهي نفسها باءت بفشل ذريع في اداء الدور الحيوي لرئيس المعارضة في دولة اسرائيل. وهكذا تركت الساحة السياسية دون أي بديل جدي وهام. وعلى ذلك، ضمن امور اخرى، عوقبت بهزيمتها أمام موفاز. لفني مفعمة بالايمان بامكانية الوصول الى تسوية سلمية مع الفلسطينيين. وفي هذا ايضا اصبحت بذرة نادرة في مطارحنا. فليس ثمة الكثير من السياسيين الاسرائيليين الاخرين الذين يشاركونها ايمانها. دورها الان هو الا تتنازل والا تدع ما اصبح علمها الرئيس. ينبغي الامل في أن تجد الاطار المناسب لمواصلة كفاحها لتحقيق تسوية سلمية، خلافا لروح العصر التي لم تعد تؤمن بها. حاليا على الاقل لا يبدو ان الانتخابات القريبة ستحدث تغييرا جوهريا في وجه السياسة الاسرائيلية. وهذه ستواصل المراوحة في المكان، تفويت الفرص المصيرية وتبذير الوقت الثمين. في وضع كهذا، فان استمرار وجود لفني حيوي لا مثيل له. وحتى لو اعتزلت الكنيست الحالية، فان عليها أن تواصل أداء دور عام ذي مغزى، سواء في الكنيست القادمة أم في اطار آخر – سواء في كديما أم في حزب آخر. وعليه فيجب أن نقول للفني اليوم: سلاما و (نعم) الى اللقاء.