خبر : ايران تطالب الغرب بتعهد بعدم الهجوم طالما تستمر محادثات النووي../هآرتس

الأحد 15 أبريل 2012 03:46 م / بتوقيت القدس +2GMT
ايران تطالب الغرب بتعهد بعدم الهجوم طالما تستمر محادثات النووي../هآرتس



 جولة المحادثات بين الدول العظمى الستة وايران على برنامجها النووي انتهت أمس في اسطنبول دون اختراق ذي مغزى، ولكن باتفاق مشترك بين الاطراف بالاجتماع مرة اخرى الشهر القادم. وأفاد دبلوماسيو غربيون وأتراك باجواء ايجابية وبناءة في اللقاء، الاول منذ 15 شهرا.  ممثلو الدول السبعة، خمسة الاعضاء الدائمين في مجلس الامن، وكذا ألمانيا وايران، التقوا في مركز المؤتمرات في اسطنبول لتهيئة الارضية لما وصفته الولايات المتحدة بانه "الفرصة الدبلوماسية الاخيرة لحل الازمة". الدراما المركزية بالتالي هي قبل كل شيء في مجرد انعقاد المحادثات، هذه المرة دون شروط مسبقة – لا من جانب الايرانيين، الذين رفضوا في اللقاء السابق في كانون الثاني 2011 البحث في البرنامج النووي دون التزام برفع العقوبات، ولا من جانب الولايات المتحدة التي طالبت في حينه بوقف التخصيب قبل مجرد النقاش في العقوبات. الانجاز الثاني هو في استعداد الاطراف لعقد لقاء آخر في 23 أيار في بغداد.  سقف المحادثات كان منخفضا منذ البداية ويبدو أن الاطراف تجاوزته بنجاح. وزير الخارجية التركية احمد داوداوغلو قال مسبقا انه "ستكون له أنباء طيبة يرويها بعد انتهاء الحوار"، وكأن في جعبته وعد مسبق باتفاق بين الاطراف. أحد التسريبات من قاعة المؤتمرات يروي عن أن الدول الغربية ستوافق على مواصلة تخصيب اليورانيوم بمستوى 3.5 في المائة، ولن تطالب بتفكيك المنشأة التحت أرضية في بوردو قرب قُم، ولكنها ستطالب بفرض رقابة دائمة ووثيقة في المواقع التي يوجد فيها اشتباه بان الايرانيين يطورون فيها تكنولوجيا نووية لاهداف عسكرية. مصدر حكومي تركي قال لـ "هآرتس" ان "الانطباع في تركيا بعد سلسلة الاتصالات التي أجراها اردوغان مع القيادة الايرانية، هي أن ايران ستكون مستعدة للتخلي عن تخصيب اليورانيوم في مستوى 20 في المائة في غضون مرحلة زمنية قصيرة ومحددة مسبقا، ولكنها ستطالب بالمقابل بازالة بعض من العقوبات منذ الان وتحديد جدول زمني لازالة متدرجة للعقوبات". تقدير آخر يتحدث عن أن ايران ستوافق على استبدال اليورانيوم المخصص لديها بقضبان من الوقود النووي من انتاج أجنبي تستخدم في المفاعلات النووية المدنية لديها، ولكن مثل هذا الاقتراح سبق أن عرض على الغرب في العام 2009 ورفض. بعد سنة من ذلك وقع الاتفاق بين تركيا، البرازيل وايران على ايداع 1.200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب الى مستوى 3.5 في المائة في الاراضي التركية. هذا الاتفاق رفضته الولايات المتحدة وذلك لان ايران ستواصل كونها مالكة المادة المخصبة ويمكنها أن تستعيدها في أي وقت.  فضلا عن ذلك، قبل بضعة أسابيع أوضحت ايران بانها تنتج بنفسها وقودا نووية ولهذا فان على الغرب أن يأتي باقتراحات جديدة. كما ستطالب ايران بتعهد امريكي واوروبي في الا تهاجم طالما تجري المحادثات. على الطاولة سيطرح في اللقاء القادم الاقتراح الروسي لصياغة خريطة طريق متبادلة ومحددة بجدول زمني تستهدف تثبيت الثقة المتبادلة بين ايران والدول الغربية. وحسب الاقتراح، تكف ايران عن تخصيب اليورانيوم بشكل تدريجي وليس فوريا والغرب يرفع العقوبات بالتوازي. في نفس الوقت صرح أمس الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بان ايران لن تتنازل "قيد أنملة" عن حقها في تخصيب اليورانيوم وتطوير برنامجها النووي الذي يستهدف بزعمه اغراضا سلمية.  وتتطلع الدول الغربية الى تحقيق تفاهم على المعايير التي بموجبها يتقرر اذا كان البرنامج النووي الايراني يستهدف أغراضا عسكرية أم سلمية. هذه التفاهمات ستتضمن أيضا اتفاقا مشتركا على شكل الرقابة على المنشآت النووية، ومن جهة اخرى على المقابل الذي تحصل عليه ايران لقاء السماح بزيارة المراقبين. وتدعي ايران بان برنامجها لا يستهدف أغراضا عسكرية بل وتضيف بانها تعارض مجرد تطوير ووجود سلاح نووية. وزير الخارجية الايراني، علي أكبر صالحي ذكر في مقال في "واشنطن بوست" يوم الجمعة فقال: "اننا شددنا بقوة على معارضتنا لاسلحة الدمار الشامل. قبل سبع سنوات نشر الزعيم الاعلى علي خمينئي فتوى حظرت الانتاج، التخزين والاستخدام للسلاح النووي... وحتى عندما هاجمنا صدام حسين بسلاح كيماوي لم نرد بسلاح مشابه، وحتى الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تنجح في ايجاد دليل على أن لبرنامجنا جوانب عسكرية". نائب وزير الخارجية الروسي سيرجيه ريفكوف، مندوب روسيا الى المحادثات في اسطنبول، قال يوم الجمعة انه "حسب المعلومات التي لدي، لا يحتمل أن يكون البرنامج النووي الايراني يستهدف أغراضا سلمية فقط، ولكن هذا يختلف تمام أن نقول ان لهذا البرناج جوانب عسكرية". يمكن بالطبع فهم أقوال ريفكوف بطريقتين، ولكن مجرد التشكيك بماهية البرنامج يلمح أساسا بالاتجاه الذي تميل اليه روسيا في هذه المحادثات. روسيا ستوافق على توثيق الرقابة التي تستهدف تأكيد الطابع غير العسكري للبرنامج الايراني ولكن ليس لوقف تخصيب اليورانيوم لاغراض سلمية. وفي هذه الاثناء يشير المشاركون الى المساعي التي تبذلها الاطراف لخلق أجواء من الاحترام المتبادل والاستعداد للتعاون. وهكذا مثلا يشدد الايرانيون مثلا على أن موقع الانترنت الايراني "مشرق" المقرب من المحافل الراديكالية في طهران نشر تقريرا مادحا لمندوبة الولايات المتحدة للمحادثات ويندي شيرمن مشيرا الى أنها معروفة بأنها "تفتح الابواب".  مستشار كبير لخمينئي، غلام علي حداد عادل، الذي كان رئيس البرلمان وصهر خمينئي ويعرف جيدا اراءه، قال لذات الموقع ان "الفارق بين المحادثات الحالية وسابقاتها هو أن الطرفين تبنيا نبرة معتدل ويتخذون لهجة مصالحة واحترام"، وفسرت أقواله كجزء من نية خمينئي لاعداد الجمهور في ايران للتنازلات. كما أن وزير الخارجية صالحي اشار في مقاله في "واشنطن بوست" الى أن هذه المرة "تصل الاطراف الى طاولة المباحثات دون شروط مسبقة"، الامر الذي في نظره هام لنجاح المحادثات. مشوق في هذا الشأن "المذكرة" التي نقلها صالحي الى الادارة الامريكية. في مقاله كتب ضمن امور اخرى يقول: "قبل 45 سنة، باعت الولايات المتحدة لبلادي مفاعلا بحثيا وكذا وقود نووية في مستوى التخصيب العسكري للمفاعل. بعد وقت قصير من ذلك وافقت الولايات المتحدة على المساعدة في نصب دائرة نووية كاملة لانتاج الوقود النووي مع المفاعلات النووية. الادعاء الامريكي كان في حينه أن القوة النووية ستدعم الاحتياجات المتزايدة للاقتصاد الايراني وتحرر احتياطات النفط لدينا للتصدير او للاستبدال بمنتجات بتروكيماوية. هذا المنطق لم يتغير منذئذ وحتى اليوم".