خبر : القتل يتعاظم موت وقف النار/بقلم: آفي يسسخروف وعاموس هرئيل /هآرتس 10/4/2012

الثلاثاء 10 أبريل 2012 05:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
القتل يتعاظم موت وقف النار/بقلم: آفي يسسخروف وعاموس هرئيل /هآرتس 10/4/2012



 اليوم يفترض أن تدخل الى حيز التنفيذ ¬خطة مبعوث الامم المتحدة الى سوريا، كوفي عنان، الذي وصل عدة مرات الى دمشق في الاسابيع الاخيرة في مهمة واضحة: أن يعيد الهدوء الى الدولة. وحسب الخطة، يفترض بالجيش السوري النظامي ان يسحب ابتداء من اليوم قواته من مراكز المدن وبعد يومين أن يوقف النار تماما.  ولكن، من الصعب التصديق بان احدا في سوريا أو في العالم يؤمن عن حق وحقيق فرص مبادرة عنان. يبدو أن حتى مبعوث الامم المتحدة نفسه فهم في نهاية الاسبوع بان مجرد وصوله الى دمشق في محاولة لوقف النار اعطى دون أن يقصد شرعية للنظام السوري لمواصلة ذبح مواطنيه دون تمييز. وفضلا عن التقارير امس عن منظمات حقوق الانسان عن اعداد اكثر من 100 مواطن منذ نهاية 2011، أمس فقط بلغت منظمات المعارضة في سوريا عن قتل أكثر من 150 شخصا، بينهم 17 طفلا.  النظام في دمشق أعلن منذ الان بان ليس في نيته سحب قواته من المدن دون التزام خطي من المعارضة بوقف النار من جانبها، بينما معارضو الرئيس رفضوا رفضا باتا كل تعهد كهذا خطيا. من هنا، يبدو أن كل الاطراف تواصل شحذ السيوف قبيل الاعلان الرسمي عن فشل مساعي عنان مما سيؤدي على أي حال الى تصعيد سفك الدماء في سوريا.  أحد استنتاجات منظمة Human Rights Watch من الشهادات التي جمعتها من شهود عيان على الاعدام، هو أن جنود بشار الاسد ببساطة لم يكونوا يكترثون. فقد قتلوا في وضح النار، امام ناظر شهود، فيما كانوا يعلنون بان هذا درس كي يرى الناس ويرتدعون. وبالفعل هذه هي المشكلة المركزية التي تواجهها المعارضة في سوريا، وكذا الاسرة الدولية: بشار الاسد لا يكترث من المثرثرين في الغرب او التهديدات بعقوبات اقتصادية اخرى. الرئيس السوري يفهم بان الاسرة الدولية لا تعتزم العمل ضده جسديا، ولما كان بالنسبة له يدور الحديث عن حرب بقاء بكل معنى الكلمة، فهو مستعد لان يتخذ كل وسيلة كي يضمن بقاءه، حتى لو كان معنى الامر هو قتل 150 مواطنا سوريا بالمتوسط في اليوم أو أكثر. من ناحيته، الكلاب في الغرب ستواصل النباح ولكن على الاقل قافلته ستواصل المرور.  الاسد بقدر ما يبدو الامر خياليا، شدد في الايام الاخيرة نشاط جيشه ضد مراكز المعارضة في محاولة لابقاء معارضيه ضعفاء ومحطمين، ولكن أكثر من ذلك، لخلق ردع بين الجمهور السوري. مشكلته هي ان سياسة "القبضة الحديدية" التي ينتهجها لم تثبت نفسها حتى الان ومشكوك أن تخلق في هذه المرحلة استعدادا لدى الجمهور للموافقة على مواصلة حكمه.  في اسرائيل ايضا يوجد شك كبير بالنسبة لفرص نجاح مبادرة عنان، حتى قبل تعاظم أعمال الذبح في الايام الاخيرة. مصدر أمني اسرائيلي قال لـ "هآرتس" ان "الامريكيين ايضا لا يعولون على عنان. وهم يخلقون بذلك شرعية للمرحلة التالية". ومع ذلك، على حد قوله، ليس واضحا بعد كم بعيدا ستكون واشنطن مستعدة للسير كي تساعد بشكل ناجع في تغيير نظام الاسد. في جهاز الامن الاسرائيلي يأخذون الانطباع بان استطالة الصراع العنيف بين الاسد ومعارضيه قد تدهور سوريا الى وضع "دولة فاشلة" يتعاظم فيها نشاط حزب الله وايران من جهة وعناصر سنية متطرفة تتماثل مع القاعدة من جهة اخرى.  مصادر الاستخبارات المختلفة في اسرائيل تشارك في التقدير بان الرئيس الاسد لن يتمكن من ان يجتاز بسلام الازمة الحالية وأن نهاية النظام ان ينهار. وزير كبير في الحكومة يقول ان "وضع الاسد لا مرد له. فهو لم ينجح منذ الان في اعادة بناء مكانته كزعيم سوريا. "لا حاجة الى التأثر بجولة الانتصار التي قام بها بعد المذبحة في حي بابا عمرو في حمص. الثورة ضده تندلع بالتدريج، حتى في دمشق".  في اسرائيل يتابعون بقلق ايضا استمرار انتقال وسائل قتالية ذات أهمية استراتيجية من سوريا الى لبنان الى ايدي حزب الله. الشهادات على نقل هذه الوسائل تتكاثر في الاشهر الاخيرة. ومع ذلك، بقدر ما هو معروف لا يدور الحديث في هذه المرحلة عن نقل سلاح كيماوي الى أيدي المنظمة الشيعية.