خبر : امريكا تعطس / بقلم: ايتان هابر / يديعوت 8/4/2012

الأحد 08 أبريل 2012 08:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
امريكا تعطس / بقلم: ايتان هابر / يديعوت  8/4/2012



 لو أن رئيس الحكومة طلب مشورتي (ولا تقلقوا فانه لن يطلبها) لقلت له ما يلي: إنتبه الى جميع خطوات القطيعة الامريكية مع ايران، وتابع مراحل التخطيط والتنفيذ، واحرص على تمييز الفاعلين والافعال وماذا يمكن وماذا لا يمكن، وماذا يجوز وماذا لا يجوز وكيف يكون الامر (اذا) ركعت ايران في نهاية الامر. وكنت أقول له ما يلي: إنتبه الى كل ما يحدث وتعلم جيدا لأن هذا على التقريب ايضا ما قد يحدث لك ولنا.             أنتم تسألون: متى؟ ونحن لا نعلم حقا. فعليكم ان تأخذوا في الحسبان ان الولايات المتحدة امبراطورية، وان الامبراطورية تتحرك في تثاقل وبطء. ونحن، الاسرائيليين، نفخر بقدرتنا على الارتجال وبسرعة الرد والتلقف. ولا يوجد عند الامريكيين تذاكي. أتذكر أنه ذات مرة في قاعدة القوات الخاصة لتدخل جيش الولايات المتحدة في بورت – بيرغ في كارولاينا الشمالية سألت جنرالا امريكيا: "هب أن الرئيس أمركم بالتدخل في مصر فورا مثلا. فكم ستحتاجون من الوقت لوضع أول قوة لكم في القاهرة أو حولها؟"، وفكر الجنرال طويلا وأجاب: "ثلاثة اشهر أيها السيد". فلا يوجد عند الامريكيين ارتجال. بل توجد خطط دُرج "لكل حالة" ونحن في نظرهم ايضا "حالة".             ان الرد الاسرائيلي المباشر والغريزي على هذا الامر هو على نحو عام: "نحن أفضل اصدقاء الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، وفي هذه الايام، في الوقت الذي تحترق فيه المنطقة كلها يحتاج الينا الامريكيون مثل الهواء للتنفس". وهذه سخافات. فامبراطورية كامريكا تُدبر أمور العالم أو يُخيل اليها أنها تفعل ذلك، لا تأخذ في الحسبان اشياء سخيفة مثل موقع دولة اسرائيل في نسيج الشرق الاوسط. وحينما يستقر رأي الامريكيين على العمل فلا شفقة عندهم.             انهم في هذه الايام يحاولون ان يدوسوا وأن يُلقوا على الارض دولة فيها 80 مليونا من السكان، وفي مساحتها التي تبلغ مليونا وأكثر من الكيلومترات المربعة توجد موارد نفط وجيشها ضخم وحديث – فماذا تكون عندهم دولة فيها 7 ملايين يهودي طيبين واصدقاء؟ نحن اصدقاء الى ان يقرر شخص ما في الغرفة البيضوية من البيت الابيض أنه يجب "إنهاء" الصداع الدائم الذي يثير غضب امريكا منذ سنين.             هل حان وقت هذا القرار؟ لا حتى الآن. لكن اسرائيليا من أرفع المناصب عاد في هذه الايام من زيارة لدهاليز السلطة في واشنطن يستطيع ان يُحدثنا عن مبلغ كُرههم هناك – وهذا هو التعريف لا غير – بوحي من الرئيس اوباما، لرئيس حكومة اسرائيل وكم يُحبون دولة اسرائيل. فلا يوجد اليوم في البيت الابيض ما يُقال عن نتنياهو. وسواء أكان ذلك حقا أم لا فانه لم يعد يوجد اتجار بأسهمه. والتصفيق والهتاف الذي حصل عليه في خطبته في مجلس النواب الامريكي وفي مؤتمر "ايباك" بعد ذلك لا يؤثر إلا في الجماعة اليهودية، وفي جزء منها فقط في هذه الحال.             يقولون هناك في أحاديث داخلية: "هل تريد اسرائيل ان تهاجم المنشآت الذرية في ايران وحدها؟ فليكن، ولنراها تهاجم وحدها". وهم يعلمون هناك ان نتنياهو ووزراءه سيشخصون في اليوم نفسه الى واشنطن طالبين المساعدة كما كانت الحال في حرب يوم الغفران. وما يزال يوجد في العاصمة الامريكية من يتذكر كيف رفض رئيس الحكومة آنذاك اسحق رابين بعد تلك الحرب في محادثات فصل القوات، الاستجابة لمطالب وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر، ومع عودة هذا الأخير الى واشنطن استقر الرأي على "تقدير من جديد". ولم يصل أي لولب امريكي الى اسرائيل. وكاد الجيش الاسرائيلي يستلقي على الارض وتوسلت حكومة اسرائيل من اجل انقاذها. وكل هذا فعله بها هنري كيسنجر وهو يهودي.             يتابع الامريكيون ما يجري في المناطق ومنها الخليل في هذه الايام، ويرون ويصمتون أو يرسلون بتنديد صغير كي يُسجل في الكتب. لكنهم يعرفون من تجربتهم أنه حينما يزأر الاسد الامريكي فلا يوجد أحد لا يخاف. وقد ذكرني دبلوماسي امريكي ذات مرة بصورة غير دبلوماسية على الاطلاق بأن امريكا كي تعتقل حاكم بنما نورييغا قتلت 3.500 مواطن بنمي بريء ولم تطلب حتى المعذرة. هل نقل 350 ألف شخص من يهودا والسامرة الى ما وراء الخط الاخضر؟ قُل لي هل تعلم كم مليونا حولناهم من شقة الى شقة؟.            هكذا الشأن عند الامريكيين. لا يوجد تذاكي، فالامر يستغرق زمنا وهم يستعدون سلفا. وبعبارة اخرى ان امريكا تعطس. فيا أيها اليهود أعدوا المناديل