خبر : من فرعون حتى أحمدي نجاد/بقلم: أبراهام تيروش/معاريف 4/4/2012

الأربعاء 04 أبريل 2012 03:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
من فرعون حتى أحمدي نجاد/بقلم: أبراهام تيروش/معاريف 4/4/2012



 ثمة في قصة خروج مصر واسطورة الفصح التي تتلى بعد غد عناصر ذات مغزى واقعي للاجيال. مثل القول: "في كل جيل وجيل ملزم الانسان بان يرى نفسه وكأنه خرج من مصر"، ومثل المقطع الشهير: "وهو الذي وقف لابائنا واجدادنا ولنا، وقف لنا لابادتنا، وفي كل جيل وجيل يقفون لنا لابادتنا والرب تبارك اسمه ينقذنا من أيديهم". ذاك الذي وقف لابائنا ولنا هو وعد الرب تبارك اسمه بالخلاص والانقاذ لاسرائيل والذي ورد في الاسطورة في الآية السابقة.  وهكذا يكتب البروفيسوران شموئيل وزئيف سفاري في "اسطورة الحكماء" التي حرراها وأصدراها: "آية "هو الذي وقف" تعلمنا بأن وعد الرب تبارك اسمه هو واقع متواصل من جيل الى جيل. وهذه الاية تنضم الى آيات وجمل تترافق والاسطورة انطلاقا من النية للتأكيد على المعنى الديني والواقعي لقصة خروج مصر".  غير أنه في العقود الاخيرة، منذ الكارثة الرهيبة، اصبحت هذه الاية، برأيي على الاقل، اشكالية، ولا سيما بالنسبة للناس المؤمنين. فهي تلمس العصب الحساس للايمان، في مسألة أساس مثقلة ومؤلمة، أعمق من مياه البحر، ليس لاحد جواب عليها: أين كان الرب تعالى اسمه، الذي "ينقذنا من أيدي" اولئك الذين يقفون لنا لابادتنا، في عهد الكارثة، في عهد الابادة الاكبر الذي ألم باسرائيل وفي واقع الأمر باي شعب كان؟ المعضلة الاليمة هذه، التي تنزل حتى أسفل القاع، شككت بايمان الكثيرين بعد الكارثة وأبعدتهم عن الدين. آخرون، ممن تمسكوا بايمانهم، واصلوا العذاب به طوال ايام حياتهم. والسطر الاخير للتفسيرات التي حاول توفيرها زعماء متدينون كان "مخفية سبل الباري ومحظور علينا القيام بحساباته. هذا أكبر منا (الامر الذي لم يمنع بعضا منا من أن يشرح لنا حسابات الرب في مواضيع اخرى، واقعية، وبالاساس في حالات المصيبة). هذا الجواب لم يرضِ ولم يشفِ نفس أحد. انا اعرف من كانوا يتجاوزون تلاوة الاسطورة عن "هو الذي وقف لنا". بل وهذروا بشيء ما، ولكنهم لم يكن لديهم ما يدعوهم الى الانشاد.  دولة اسرائيل هي الاخرى قامت من داخل حرب وضد قوى وقفت لها لابادتها فور ولادتها، وكان هناك من بدا لهم النصر الاسرائيلي في حرب الاستقلال، نصرا لقلة مقابل كثرة، نصرا ذا بعد معجزة – تعويض واصلاح ما من السماء على غياب رد الرب المخلصة قبل سنوات من ذلك.  ما أن ترسخت وتعززت الدولة حتى أردنا أن نصدق بان كل موضوع "في كل جيل وجيل يقفون لنا لابادتنا" وصل الى منتهاه، وعلى أي حال ايضا آية "وهو الذي وقف" لم تعد واقعية. صحيح أن هناك من هدد بالقائنا في البحر، ولكن هذه كانت تبجحات عديمة الغطاء. نعم، كانت ايضا ايام من الخوف والقلق مثل عشية حرب الايام الستة وفي اثناء حرب يوم الغفران، ولكن اسرائيل خرجت منها منتصرة ايضا. الاعتراف بان ما حصل للشعب اليهودي في عهد الكارثة لن يتكرر هو أمر بديعي ومثله الافتراض انه لو كانت دولة يهودية قائمة حينذاك، ما كانت لتقع الكارثة – "لو" لا يمكن التوقيع عليها بثقة كاملة.  والان، عشية عيد ميلاد اسرائيل الـ 64، مرة اخرى يقفون لنا لابادتنا، هذه المرة الطاغية الايراني، وعلى الاقل هذا الجزء من "وهو الذي وقف"، عاد لان يكون واقعيا. لا يوجد أي مجال للمقارنة مع الكارثة، ولكن مرة اخرى توجد مخاوف ومصادر قلق، بل وحتى خوف، كيف سنصمد في هذا الاختبار. وبعض من التخويفات جاءت لاسفنا من الداخل، من زعماء يتحدثون أكثر مما ينبغي. بدلا من التخويف، يجب الاستعداد كما ينبغي، وليس فقط في الجيش الاسرائيلي بل في الجبهة الداخلية أيضا. الانطباع هو أن جاهزية الجبهة الداخلية مخلولة وتستدعي منذ الان لجنة تحقيق. كما أن من لا يزال رغم صدمة الكارثة والمسألة الدينية التي تثيرها يتمنى ويؤمن بمساعدة السماء ويعتمد على "والرب تبارك اسمه هو منقذنا من أيديهم" فما بالك من لا يؤمن منذ البداية بذلك – يجب أن يعرف بان هذه المساعدة لن تأتي من فوق لمن لا يساعد نفسه من تحت.