خبر : انجازات وصعاب في شأن ايران/بقلم: افرايم كام/اسرائيل اليوم 22/3/2012

الخميس 22 مارس 2012 02:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
انجازات وصعاب في شأن ايران/بقلم: افرايم كام/اسرائيل اليوم  22/3/2012



 أحرزت اسرائيل طوال السنين انجازا مهما في القضية الذرية الايرانية. فقد أسهمت في ادخال القضية الى الوعي العالمي ونجحت في اقناع حكومات كثيرة بخطر التهديد، أي ان ايران في طريقها الى سلاح ذري وأن هذا السلاح لدى النظام المتطرف هناك سينشيء خطرا حقيقيا على استقرار الشرق الاوسط وأمن دول كثيرة، وأمن اسرائيل نفسها. ولهذا ينبغي فعل كل شيء لوقف ايران في طريقها الى السلاح الذري. لم يكن هذا الانجاز مفهوما من تلقاء ذاته، فقد فعلت اسرائيل هذا بجهد استمر سنين كثيرة، واشتمل على نشر معلومات استخبارية عن تقدم ايران في برنامجها الذري، واتصالات بحكومات كثيرة وجهات دولية وتوضيحات مكررة من قادة الدولة تقول ان اسرائيل لن تُسلم لايران الذرية. ان النجاح من هذه الجهة مدهش. جرى الى ما قبل بضع سنين جدل بين حكومات وجماعات استخبارية وخبراء في شأن معنى البرنامج الذري الايراني، ولا سيما سؤال هل تنوي ايران وهل تستطيع تطوير سلاح ذري. وقد انتهى الجدل ولا توجد اليوم جهة جدية تقبل رواية ايران ان برنامجها الذري يرمي الى حاجات سلمية. وكان لاسرائيل شركاء مهمون في احداث هذا الوعي وهم: الادارة الامريكية والحكومات الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراقبوها الذين بدأوا يكشفون عن العناصر المريبة في البرنامج الذري الايراني، والايرانيون أنفسهم الذين أوضح سلوكهم المريب في هذه القضية أن عندهم الكثير مما يخفونه. لكن تصريحات اسرائيل في الاشهر الاخيرة دفعتها الى موقف مقلق ومضر. فاسرائيل تُرى اليوم أنها تحاول ان تحث الادارة الامريكية على ان تعمل بخلاف مصالحها وبخلاف ارادتها. وتؤكد اسرائيل حقا أنها مسؤولة عن أمنها اذا خلصت الى استنتاج انه لا سبيل اخرى لوقف ايران في طريقها الى السلاح الذري، لكن يوجد في الولايات المتحدة من يشكون في أنه تكمن وراء التصريحات المتعلقة بضرورة الخيار العسكري نية حث الادارة الامريكية على مهاجمة ايران لأن للولايات المتحدة وسائل أفضل لتنفيذ هذا الاجراء. وتخشى الادارة الامريكية من أنه حتى لو هاجمت اسرائيل ايران فان الولايات المتحدة ستتورط في المواجهة لأن ايران ستهاجم ردا على ذلك أهدافا للولايات المتحدة وحليفاتها في الخليج. وبحسب وجهة النظر هذه، اذا هاجمت الولايات المتحدة ايران وتورطت أو اذا جُرت الى مواجهة عنيفة مع ايران على أثر هجوم اسرائيلي، فسيتم اتهام اسرائيل بافشالها. ومع هذا واليوم قبل ان تُطلق طلقة واحدة على ايران، تتهم الادارة اسرائيل بصراحة تقريبا على لسان الرئيس اوباما بأن تصريحاتها الفظة بشأن الاجراء العسكري في ايران هي التي سببت ارتفاع اسعار النفط. ولا حاجة الى ان نقول ان وضع اسعار النفط هو قضية مركزية في نظر أكثر الحكومات في العالم، ومن المؤكد أنه مهم على نحو خاص اليوم في نظر اوباما، فهو قد يؤثر تأثيرا سيئا في انتخابه لفترة رئاسة ثانية. وكلما قويت جذور زعم انه توجد صلة بين موقف اسرائيل من القضية الايرانية وارتفاع اسعار النفط، فينبغي ألا نعجب اذا واجهت اسرائيل موجة تصريحات واتهامات لها في الدول الغربية. وعلى ذلك فمن المهم ان يُقلل قادة اسرائيل من كلامهم علنا على الأقل في شأن الاجراء العسكري في ايران من غير تخلي عن المبدأ فالانجاز قد تم احرازه، وقد غدا واضحا لجميع الحكومات تقريبا خطر التهديد الذري الايراني، وهي تأخذ في حسبانها احتمال ان تهاجم اسرائيل ايران اذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات. وهذا هو السبب الرئيس الذي يجعلها مستعدة اليوم لأن تفرض على ايران عقوبات لم يسبق لها مثيل في مجالي المال والنفط. ومن المنطقي ايضا ان نفترض ان تكون الرسالة قد استوعبت جيدا في ايران ايضا وأن هذه مقتنعة بأن اسرائيل قد تهاجم. ولا حاجة في هذه المرحلة الى سكب زيت على الموقد والى تكرار حيوية العملية العسكرية اذا نفدت جميع الوسائل. يحسن ترك هذا للغرف المغلقة، فقد يكون الصمت من قبل اسرائيل مقنعا للايرانيين ان اسرائيل تجري عملية خداع وتستر من اجل تنويمهم ومباغتتهم، فليس عبثا ان قال حكماؤنا "الصمت سياج الحكمة".