وبعد أن تنتهي الحملة البرية الواسعة في غزة، عندها أيضا لن يكون هدوء مطلق الى الابد. ولكن هذا سيكون مختلفا. الاف الصواريخ سيجمعها الجيش الاسرائيلي في غزة، الاف قطع السلاح واطنان من المواد المتفجرة. المئات، وربما حتى الاف المخربين سيصفون أو يسجنون. قادة المنظمات الارهابية – حماس وكل الاخرين – سيختفون وآخرون سيأتون مكانهم، وهم أيضا في وقتهم سيعالجون. ولاسفنا سيصاب ايضا مواطنون في غزة، وذلك لان هذا قتال في المنطقة الاكثر اكتظاظا في العالم. ونحن لنا ايضا قد يقع مصابون. وبعد التطهير الذي سنسميه "السور الواقي في غزة" سيتمكن الجيش الاسرائيلي من الدخول عندما تكون حاجة ويسجن هذا المخرب أو ذاك. حملة "السور الواقي في غزة" يجب أن تكون مختلفة عن رصاص مصبوب. الحملة اياها اعتبرت انجازا، رغم أن تقصي الحقيقة، لو كان جرى، لاظهر بان الحديث لا يدور عن نجاح حقيقي. بعد ثلاثة أسابيع استولى الجيش الاسرائيلي على بضعة احياء في أطراف غزة. ذات مرة سيطر الجيش الاسرائيلي في أربعة ايام على كل سيناء، ولكن هذا كان قبل اكثر من أربعين سنة من ذلك. في رصاص مصبوب، على 360 كم مربع فقط، والتي هي كل مساحة القطاع، لم يسيطر الجيش الاسرائيلي. نار الصواريخ لم تتوقف كنتيجة للحملة بل فقط قلت في أعقاب وقف النار. والامر الوحيد الذي "اكتوى في الوعي" هو التعبير الغبي هذا نفسه. من لم يرغب في الانشغال في غزة كي لا يصرف الانتباه عن ايران فليفكر مرة اخرة. فضلا عن حقيقة أن قرابة مليون اسرائيلي يوجدون تحت النار لزمن طويل بهذا القدر، سيوضح هذا ايضا للعالم باننا نقصد ما نقول. "لن نقبل بالنار على بلداتنا" هذا ليس كما نقول "لن نوافق بعد اليوم على الايام الخماسينية"، بل نحن ايضا سنفعل شيئا في هذا الشأن. جملة "لن نقبل ايران نووية" ستصبح شيئا ما يصدقه الجميع، ويعرفون باننا حقا نقصده. استمرار الوضع الحالي، كي لا نزعج الرئيس الايراني، يعرضنا فقط كضعفاء، كمن كلمتهم ليست كلمة، وكأن بنا شعب مستعد لان يعيش 200 ألف من أطفاله تحت النار، لا يذهبون الى رياض الاطفال والى المدارس وان يناموا في الملاجيء. كان يمكن ايضا خلاف ذلك – ضربة شديدة للبنى التحتية في غزة كرد على الارهاب. هذا يتخذ صورة أقل سوءاً من مدنيين قتلى وصور دمار وخراب. فليجلسوا هناك في غزة دون كهرباء في الظلام، الا تكون لديهم وقود أو سيارات مسافرة – يا مواطني غزة، هذا ما اخترتموه وهذا ما ستحصلون عليه. كان يمكن تنفيذ تصفيات في مستويات القيادة العليا لمنظمات الارهاب – قذيفة هاون على كيبوتس نير عوز تساوي، مثلا، رأس هنية، كي يكون لهم مهم حقا الحفاظ على الهدوء. ولكن هذا ما لن تفعله الحكومة؛ لو كانت تريد، لكانت فعلت ذلك منذ زمن بعيد، وعليه فان هذا يبقينا مع السور الواقي في غزة. ان نقول ان الخروج من غزة جعلها مركزا للارهاب (وكأنها كانت من قبل فرعا لـ ديزني لاند)، هو كالقول انه اذا كان لديك عش أفاعي سامة قرب البيت، فان السبيل الى مكافحته هو السكن في داخله.