خبر : يا بيبي إجلس في صمت / بقلم: يوئيل ماركوس / هآرتس 9/3/2012

الجمعة 09 مارس 2012 02:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
يا بيبي إجلس في صمت / بقلم: يوئيل ماركوس / هآرتس  9/3/2012



  في حين كان يخطب أمام المصابيح الساطعة، استطاع مشاهدو التلفاز في البيوت فقط ان يلاحظوا انه قد بدأ وراء شعره الأشيب يزحف بدء صلعة. اجل ان الزمن يفعل فعله. يصعب ان نصدق انه في طريقه الى ولاية ثالثة لرئاسة الحكومة وفي العقد السابع من وجود دولة اسرائيل، يذكر المحرقة باعتبارها أساسا لسياسة حكومته الحالية كي يحظى بالتصفيق. كيف يقول الساخرون بيننا؟ "ليس في الاعمال عمل كالمحرقة" وبخاصة حينما تكون امريكا مُقبلة على انتخابات رئاسية.             ألا يدرك نتنياهو أنه حين يتحدث عن المحرقة بمصطلحات حالية فانه يجعل الجيل الشاب يهرب من البلاد؟ في معادلة بيبي التي جيء بها هذا الاسبوع لتكون عنوانا رئيسا في صحيفة "هآرتس" والتي تقول "ان الصواريخ على تل ابيب أفضل من قنبلة ايرانية"، ليس واضحا من الذي يهدده – هل يهدد ايران أم سكان مدينة تل ابيب. وكأنه لا تكفي رحلات بيبي وخطبه في واشنطن حتى ليقفز هنا وزير المالية يوفال شتاينيتس ويطلب الى رئيس الحكومة ان يعرض انذارا على ايران بل ان يذكر جدولا زمنيا دقيقا للعملية. ماذا كان يفعل بيبي من غيره؟.             يقول خبراء بشؤون الامن ان حكومة اسرائيل تلعب بالنار. فمن يعتقد أننا قادرون على حل التهديد الايراني وحدنا يخطيء ويضلل لأنه يُحتاج الى عملية تقوم بها قوة من القوى العظمى لافشاله بصورة مطلقة مع حماية جبهتنا الداخلية من الصواريخ. وشعار شمشون الجبار: "لتمت نفسي مع الفلسطينيين" ليس في رؤوس سكان اسرائيل في هذه الايام من الحرب على أسعار "بيسك زْمان" (حلوى تنتج في اسرائيل من الشوكولاتة – المترجم).             ان نجاح بيبي هو في الأساس في إبراز التهديد الايراني للوعي العالمي. والفرق بين قليلي الصبر والواقع هو انه يُحتاج دائما الى زمن لفهم التهديد والعمل على مجابهته. ليست انتخابات الولاية الثانية وحدها هي التي ينظر اليها اوباما. يمكن ان نفهم رئيسا يحاول ان يعالج امريكا التي نزفت في عدة حروب بكلفة استعمال وسائل دبلوماسية بشأن ايران.             ينفخ بيبي صدره بخطابة ذاتية. وهذه أعراض مقبولة عند رفاقنا من اليمين. ينبغي الضرب من غير أخذ للنتائج في الحسبان. وتُذكر تهديدات بيبي بأنه اذا لم تعملوا أنتم فسنعمل وحدنا بالانذار الذي صدر عن المتسول الذي قال اذا لم تقدموا إلي عشاءا فسأفعل ما فعل والدي. وبعد ان استجابوا لطلبه سألوه ماذا كان ينوي ان يفعل لو لم يستجيبوا له فكان جوابه: كنت سأذهب للنوم جائعا.             لكن لندع الضحك جانبا. ان شخصا خبيرا جيدا بساحتنا يُقدر ان رئيس حكومة يخاف من زوجته لا يتجرأ في نهاية الامر على الضغط على الزر وهذا جيد. ورد في مقالة أسرة التحرير في صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الاسبوع ان اوباما ونتنياهو مسؤولان بنفس القدر عن التوتر الذي نشأ بينهما لكن "ينبغي عدم التشكيك في التزام الرئيس بأمن اسرائيل"، حينما يحذر اسرائيل من ان الهجوم على ايران سيفضي الى رد مضاد صعب من قبلها وانه "ما تزال توجد نافذة" لحل دبلوماسي وهي مصلحة امريكا واسرائيل.             لن تكون عملية اسرائيلية في ايران مركزة مثل تدمير مفاعل اوزيراك في العراق في 1981 أو العملية المركزة في سوريا في 2007. ان هجوما اسرائيليا على ايران قد يؤخر على الأكثر انتاج القنبلة الذرية وتكون كلفة ذلك نشوب حرب اقليمية ولن نتحدث عن الاصابة الشديدة التي قد تنال الجبهة الداخلية المدنية.             وتكتب "تايمز" ايضا ان الجهاز العسكري الامريكي يستطيع ان يعمل بصورة أفضل من اسرائيل وان "اوباما على حق إذ يقول ان استعمال الجيش يجب ان يكون آخر خيار". حسن. يكرر بيبي قوله ان لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها – وينبغي ألا ننسى اذا ان الصلة الوثيقة بالولايات المتحدة والتزامها جزء مهم من ردعنا. فاذا كان بيبي يعتقد انه هو الذي حرك الولايات المتحدة الى جانبنا فهنيئا مريئا له ذاك.             في الاثناء نصحه حكيم هذا الوقت بقوله قمت بعملك فاجلس في صمت.