غزة / آلاء الهمص / سما / اكوام القمامه تتكدس في كل مكان تنتظر سيارات البلدية او وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الاونروا" لنقلها ..وان لم تات فالحل بيد المواطن ..اشعال النار بها للتخلص من رائحتها الكريهه ومنظرها المزعج والحشرات القوراض التي ستاتي حتما لتتغذى عليها غير واعين بمخاطر حرقها التي تشكل خطرا اكبر من تراكمها لايام . البروفيسور سمير عفيفي استاذ البيئه في الجامعة الاسلاميه ورئيس جميعة حماية البيئه يقول لوكالة "سما" : "هناك توجهين للنظر الى النفايات الصلبه الاول ينظر اليها كشيئ سلبي لا حاجه للانسان بها ويرغب في التخلص منها اما التوجه الاخر الجديد فيرى انها مواد ليس لها قيمه لمنتجها ويرغب في التخلص منها وتفتح الباب الى اخر لاستخدامها واعادة تدويرها". ويضيف"هذة المواد يجب ان ينظر اليها على اساس انها مصدر لمواد خام اخرى يمكن الاستفاده منها فهي مصدر للرزق للعديد من الافراد في قطاع غزة ". وعن واقع النفايات الصلبة في قطاع غزة اشار العفيفي الي "ان وضعها في القطاع مرعب جدا حيث ان غزة تنتج ما يقارب 1500 طن يوميا من النفايات الصلبه التي تحتاج الى عميات عده فهي تحتاج الى جمع وترحيل وتخلص وهذا يفترض أن يكون من مهام البلديات في قطاع غزة," موضحا ان البلديات غير قادره على تقديم الحد الادنى من الجمع او الترحيل او التخلص لانها تكلف مبالغ كبيرة ليست متوفره لديها وأن المواطن من خلال تسديده لفواتير البلديات لا يغطي ما قيمته 10-15 % من اجمالي التكاليف اللازمه لعمليه التخلص من النفايات ونقلها . وعما اذا كانت هناك عملية تدوير للنفايات في قطاع غزة يقول العفيفي ان عمليات التدوير تتم بشكل عشوائي وتعتمد على جهود شخصيه حيث ينتشر في القطاع العديد من الافراد الذين يجمعون من مكبات النفايات ما يمكن اعادة تصنيعه وبيعه للجهات والمصانع ما يمثل لهم مصدرا للرزق..منوها إلى أن مشروعا ممولا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة تقوم به جميعة اصدقاء البيئه من أجل معالجة النفايات وفصلها والاستفاده منها. وقال :" نطمح ان يتم تعميم هذا المشروع على كل مناطق القطاع" ..مضيفا "اما اذا تحدثنا عن المكبات فاغلبها مكبات عشوائيه لا تخضع لمراقبه صحيه من قبل الجهات المسئوله بالرغم من انه تم تحديد المناطق الشرقيه في القطاع كمواقع لدفن النفايات وتم تأهيلها جزئيا من الاتحاد الاروربي".. واوضح ان مكب اليرموك الواقع في وسط مدينة غزة يمثل كارثه صحيه وهو يعتبر مكب للتجميع الاولي وهو غير خاضع للمراقبه الصحيه الى جانب انه يقع وسط تجمع السكان. وتحدث عفيفي عن مخاطر هذة النفايات قائلا "اذا تراكمت النفايات فهي تتسبب في تكاثر الجرذان الى جانب الرائحه الكريهه لها و المشاكل الاجتماعيه بين الناس والسكان مما يضطر المواطن الى اللجوء إلى حرقها للتخلص منها". وتابع "الدخان الناتج عن عملية الحرق يؤثر سلبا على صحة الانسان ويؤدي حرق ما يحتوي منها على مواد بلاستيكيه والمواد التي لا تحترق بشكل كامل الى تكوين مركبات سامه تنتج بتركيزات منخفضة وهي الدايوكسينات المكلورة والفيوران المكلور مما يؤثر على الجينات وتطور الاجنة وتشوهها فهي تكوينات مسرطنه تؤدي الى مشاكل صحية ". وتابع "إذا تحدثنا عن العصارة الناتجه عن هذة القمامه فهي تؤثر وتلوث المياه الجوفيه عن طريق وصولها الى خزانات هذة المياه". من جهتها نوهت فدوى الحداد القائم باعمال المنسق لبرنامج الطفل والبيئة في مؤسسة الضمير لحقوق الانسان ان قطاع غزة يعتبر من اكثر البلدان التي تعاني من ظاهرة النفايات الصلبة حيث المساحه محدوده وتزايد كبير في عدد السكان.. مشيرة الى ان معدلات هذة النفايات مختلفه في كل مناطق القطاع. وتقول الحداد لوكالة (سما) إن مؤسسة الضمير ترصد كميات النفايات بشكل دوري حيث تعتبر مدينة غزة من اكثر مدن القطاع انتاجا للنفايات فهي تنتج 600 طن يوميا ..مبينة ان هناك ثلاثة مكبات رئيسيه في القطاع وهي مكب صوفا جنوب قطاع غزة ومكب تل السلطان في مدينة رفح ومكب جحر الديك الذي يستقبل يوميا 1000طن من غزة ومدينة الزهراء ومنطقة جحر الديك والمغراقه ومنطقة الشمال . واضافت "أن العمر الزمني لهذه المكبات انتهى منذ خمس سنوات و فقدت القدره على الاستيعاب فهناك رؤيا لدينا لردمها وتحويلها الى منتجعات طبيعيه"..موضحة أن ظاهرة غريبة انتشرت، وهي وجود المكبات العشوائيه لان آليات البلديات المخوله لنقل هذة النفايات لا تكفي فهناك 22 اليه محتجزة لدى سلطات الاحتلال. وعن لجوء بعض المواطنين للتخلص منها عن طريق حرقها وصفت الحداد هذا السلوك بالخاطئ ويدل على قله الوعي لدى المواطنين ظنا منهم أن حرقها سيساهم في القضاء على القوارض والحشرات والبعوض غير واعين بأن هذا العمل سيؤدي الى افتعال خطأ اكبر حيث تنتج على حرق النفايات العضويه الرائحه الكريهه والغازات التي تؤثر على الجهاز التنفسي اما المواد البلاستيكية صعبة التحلل بالتربه فحرقها يولد غازات سامه مسرطنه تؤثر على الجينات الوراثيه وتسبب تشوه الاجنه الى جانب امراض الجهاز التنفسي وامراض العيون . وطالبت الحداد المجتمع المحلي والجهات المختصه بتكثيف حملات التوعيه لدى المواطنين بخطورة حرق هذه النفايات مطالبة المجتمع بالاتزام بكافة مسئولياته القانونيه والاخلاقيه برفع الحصار الجائر على قطاع غزة .