خبر : تعانقت دموعها وحزها مع قهرها ..غزة التي نادرا ما تفرح خرجت اليوم من حزنها الساكن

الثلاثاء 18 أكتوبر 2011 11:07 م / بتوقيت القدس +2GMT
تعانقت دموعها وحزها مع قهرها ..غزة التي نادرا ما تفرح خرجت اليوم من حزنها الساكن



غزة سما يوم مشهود فى تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي عاشته غزة اليوم وهي تحتفي بأحد انجازات مقاومتها وصمودها المتمثل بنجاحها فى إجراء عملية تبادل الاسرى ...يوم احتفالي كبير يسجل في تاريخها الحديث . غزة التي نادرا ما تفرح خرجت اليوم من حزنها الساكن فى مبانيها وشوارعها شبه المدمرة وفى جوع ابنائها وصبرهم على الحصار ، لتبتهج بانتصارها رغم المعاناة والحصار والحسرة التي لا تزال تغص قلوب ساكنيها جراء بقاء آلاف الاسرى والاسيرات خلف قضبان السجان الاسرائيلي.  وقد اسمى الفلسطينيون هذا اليوم العظيم "بانفجار الفرح الغزي" حيث تعانقت دموع الغزيين مع حزنهم وفرحهم وحصارهم لتشكل نموذجا جديدا في سعيهم نحو الحرية والانعتاق من قيود  السجن والحصار. ولا زالت الاحتفالات متواصلة حتى  بعد انتهاء المهرجان المركزي الاحتفالي بعودة الاسرى حيث تطوف مئات العربات شوارع القطاع، مطلقة صافراتها في كل اتجاه فيما يطلق الاطفال وذويهم العابا نارية في سماء غزة تضئ ليلها المعتم جراء انقطاع التيار الكهربائي.  مراسلة وكالة الانباء القطرية "قنا" جالت في شوارع غزة المزدحمة بحاملي الاعلام وزغاريد النساء، والتقت بعدد من المواطنين الذين اعربوا عن فرحتهم الشديدة وابتهاجهم بهذا الانتصار الكبير الذي حققته سواعد المقاومة رغم الثمن الباهظ الذي دفعه سكان قطاع غزة عبر سقوط الاف الجرحى والشهداء في حرب اسرائيل الاخيرة على قطاع غزة.  ويقول المواطن ايهاب حسن .. إنها لحظات تاريخية يعيشها الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان هذا اليوم هو عيد ثالث للفلسطينيين بجانب عيدي الفطر والأضحى.  واضاف "لا استطيع ان اصف مشاعري..هي مشاعر تغمرها الفرح والبكاء لرؤية اخواننا المعتقلين الذين امضوا زهرة شبابهم وعشرات السنين في المعتقلات الاسرائلية"، معربا عن أمله في تتمكن فصائل المقاومة الفلسطينية من اطلاق سراح كافة الاسرى في سجون الاحتلال.  أما المواطن ماجد رمضان فيصف في تصريح مماثل هذا اليوم بالعرس الفلسطيني المميز..استطاع فيه الشعب الفلسطيني ان ينتزع فرحته، مناشدا الجميع بالعمل على  اطلاق كافة الاسرى المتبقين في سجون الاحتلال. وأعرب رمضان عن أمله في أن تتحقق آمال الشعب الفلسطيني باطلاق سراح كافة الاسرى في سجون الاحتلال وبإقامة الفلسطينية أيضا وعاصمة القدس الشريف.  واضاف "نحن نؤكد ونشد على أيدي الأسرى البواسل المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال ونأمل بتلبية مطالبهم العادلة التي تكفلها لهم كل القوانين والمواثيق الدولية".  أما الأسرى فقد عبروا عن سروروهم بإطلاق سراحهم ولكنهم في نفس الوقت طالبوا بالعمل المستمر والجاد لاطلاق ما تبقى من زملائهم في سجون الاحتلال الاسرائيلي.  ووصف الاسير المحرر اياد ابو حسنة والذي امضى 23 عاما في السجن لحظات اطلاق سراحه بالتاريخية معبرا عن شعور لا يوصف ولحظات ذهول وعدم تصديق يعيشها الان في ظل تحرره من السجن الاسرائيلي.  وقال لمراسلة "قنا" في غزة.. إنه عانى كثيرا في سنوات سجنه وإن الثلاثة الاعوام الاخيرة من فتره سجنه قضاها في عزل انفرادي اشبه بالقبر.   بدوره قال الاسير المبعد من جنين إلى غزة، أبو خالد ..إنه يوم عظيم لكل الاسرى الفلسطينيين وإنه رغم ابعاده عن بلدته جنين إلاأنه لا يشعر بغربة في قطاع غزة، مشيرا إلى ان الاسرى المتبقين في سجون الاحتلال حملوه رسالة إلى الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه. وحول هذه الرسالة قال الاسير المحرر "لقد حملنا اخواننا في سجون الاحتلال رسالتين..الاولى تؤكد على انهم معتزون بالشعب الفلسطيني وبالمقاومة وشامخون بهم، ويقبلون جباههم ويبوسون الارض تحتت اقدامهم، اما الرسالة الثانية، فقد طالبوا فيها المقاومة والفلسطينيين كافة ألا ينسوهم لأنهم عانوا كثيرا وهم صابرون بانتظار فرج الله بايدي المقاومة". من جانبه دعا الأسير المحرر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكرية لحماس بأن يأخذوا على عاتقهم تحرير باقي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.   وقال السنوار في كلمة له خلال الاحتفال الذي نظم في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة:  "يجب أن يتحول ذلك إلى خطة عملية يشرع في تنفيذها وترصد لها الامكانات على الفور"، داعيًا كل من لديه القدرة على أن يشارك في هذا الأمر، أن يضع يده وأن يشارك فيه.   وأضاف أن "الاحتلال لا يمكنه إلا أن يقع بين المطرقة والسندان، فإما أن يدفع الثمن للمقاومة مقابل أسراه عندنا، أو أن يحطم قواعد أساسية في وجوده، والذي من دونها سيتفتت وينهار بسهولة ويسر".  وأكد السنوار أن الأسرى في سجون الاحتلال يتعرضون لهجمات صعبة وقاسية، مقدمًا شكره لكل من شارك في هذا الانجاز العظيم (صفقة تبادل الأسرى) ولمصر.  وأشار السنوار إلى أن الاحتلال حاول أن يقهر الأسرى، إلا أن الاسرى حوَّلوا الزنازين إلى أكاديميات ومدارس تعد للمعركة الفاصلة.. لنصر عظيم حققه الشعب والمقاومة حسب تعبيره.  وقال: "نحن نعيش الحفل الوطني الكبير"، مضيفًا "لا يجوز أن ننسى أولئك اللذين غرسوا الغرس الأول من الشهداء ونستذكر الشيخ الشهيد أحمد ياسين".  وتابع "نحن مدينون لأولئك الشهداء الذين قضوا في عملية الوهم المتبدد، ومن قضى بعد ذلك في هذا السبيل.. مدينون في حريتنا لكل أم رأت طفلها يتضور جوعًا وهي لا تستطيع أن توفر له حليبه وطعامه يوم أن حاصر قطاع غزة ليقهره على التنازل". يذكر أن تنفيذ صفقة الاسرى قد بدأ صباح اليوم الثلاثاء عندما سلمت حركة "حماس" الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط إلى الجانب المصري وعلى الفور بدأت الحافلات التي تقل الاسرى الفلسطينيين بالدخول الى الجانب الفلسطيني من معبر رفح، فيما اصطفت مئات الشخصيات السياسية والاعتبارية والمواطنون في استقبال الاسرى المحررين في عرس بهيج. ورغم التوتر الذي ساد لبرهة من الوقت أهالي الاسرى الفلسطينيين في أعقاب رفض اسيرتين فلسطينيتين الدخول إلى غزة إلا أن هذه الاشكالية سرعان ما حلت بموافقة الاسيرتين على الدخول إلى غزة واكمال فرحة الاهل بتحرر كافة الاسماء التي شملتها صفقة تبادل الاسرى التي تم بموجبها اطلاق سراح 477 أسيرا واسية فلسطينية ضمن المرحلة الاولى فيما سيتم اطلاق سراح 550 اسيرا فلسطينيا في المرحلة الثانية بعد شهرين.