نيويورك وكالات قال الرئيس محمود عباس إنه يرفض أي تأجيل أو مماطلة في مجلس الأمن في البحث في طلب العضوية الكاملة للدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة. وقال إنه سيطرح الاقتراحات التي عرضت عليه لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، على القيادة الفلسطينية لدرسها وأخذ قرار في شأنها. وقلل من شأن التهديدات الإسرائيلية، معتبراً إنه إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يريد أن يهاجم الفلسطينيين أو يرغب في إلغاء الاتفاقات، فليفعل لأنه هو المحتل «لكن نحن لن نقبل، وسنعارض بكل وسائلنا الشعبية السلمية». وأضاف إن الوفد الإيراني في نيويورك رحب به، وإن الوفد السوري هنأه بالخطاب. في ما يلي نص المقابلة التي اجرتها الحياة معه: > السيد الرئيس، اللحظة التي وقفت فيها أمام الجمعية العامة، هذه اللحظة التاريخية وأنت تقف هناك، شخصياً، كيف شعرت؟ - شعرت إننا فعلاً أمام استحقاق تاريخي، وأننا أمام مطلب عادل وحقيقي، وهو أننا نريد أن نحصل على دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة مثل باقي الشعوب. وكنت وأنا أنظر للناس، أشعر أنه لو صوّتنا بين الناس لأخذناها بالإجماع. لكن، مع الأسف، هناك من يريد أن يمنع الشعب الفلسطيني من ذلك، ومن يريد أن يرفض هذا، وليس لنا إلا أن نصبر. > هل أنت خائف من ردود الفعل؟ هل هذه مغامرة تخشى أن تأتي عليك بما لا تتمناه؟ - هي ليست مغامرة. بالعكس، إنها قضية محسوبة تماماً. إننا منذ أكثر من سنة نناقش هذا الموضوع ونبحثه بالتفصيل الممل: إلى أين نذهب وكيف نذهب. وناقشنا هذا مع الدول العربية التي كانت على اطلاع كامل، خصوصاً لجنة المتابعة العربية، بكل خطوة كنا نقوم بها. لذلك، لم نكن نناور ولم نكن نلعب، وإنما كنا واضحين تماماً أمام الجميع. هذا هو موقفنا، وهذا الذي نريد أن نذهب إليه، وهو مسجل ليس في المحاضر وإنما في البيانات أيضاً. > هل سيؤدي بك «فيتو» أميركي إلى بدائل تعرف ما هي؟ ماذا ستفعل، ما هي بدائلك إذا كان هناك «فيتو» أميركي؟ - قلت أننا الآن سنعود إلى الوطن، وندرس كل الاحتمالات. يعني أي شيء يُقترح علينا لن نرفضه مباشرة وإنما نبحثه بناء على الأسس التي لدينا. يعني، نحن نريد أن نعود للمفاوضات. لكن من دون الاعتراف بحدود عام 1967 ومن دون وقف الاستيطان، لن نعود. ونحن ننتظر من مجلس الأمن أن يأخذ قراره في الوقت المناسب من خلال إجراءاته الرسمية والفنية. لكن نرفض أن تكون هناك ألاعيب سياسية للتعطيل والمماطلة. > هناك سيناريو بأنه عندما يصل الطلب إلى مجلس الأمن يتم تأجيل البت به، مجرد تأجيل البت به إلى حين التحرك الأوروبي مع العرب في الجمعية العامة كي تكون لفلسطين عضوية دولة مراقبة وليس عضوية كاملة؟ - لا نبحث الآن في هذا الموضوع. وبالتأكيد، نرفض أي نوع من التأجيل أو المماطلة. > لو توقف الأمر عند «الفيتو» الأميركي، لن تكون لفلسطين صفة أو مركز دولة، ولن تتمكن من التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية، فماذا تكونون حصدتم عندئذ؟ - تكون أميركا هي المخطئة تماماً في حق الشعب الفلسطيني، وهي بلد الديموقراطية والحرية وحق تقرير المصير للشعوب ترفض هذا. وهي ستكون مسؤولة عن كل عمل تقوم به، وبالتالي تتحمل هذه المسؤولية. > لكن هناك من يقول لماذا تغامر بخسارة رئيس أميركي يتعاطف معك أنت كقضية؟ - الرئيس الأميركي هو الذي قال لا بد من وقف الاستيطان، وهو الذي قال لا بد من حدود 1967. إذن، على الأقل، لا بد أن يلتزم كلامه. > هل الرئيس نيكولا ساركوزي هو البديل بطرحه طروحات مفصلة؟ - نقول له نحن نقدر ما تطرحه، لكن جوابنا الرسمي سيكون بعد أن نعود إلى القيادة الفلسطينية ونطرح كل شيء أمامها بالتفصيل، وهي التي تقرر الموقف المناسب. > هل انتهت «اللجنة الرباعية»؟ هل أنت مستاء من مواقف الرباعية؟ - مع الأسف، «الرباعية» فشلت خلال السنة الماضية في الوصول إلى بيان، على رغم أنها كانت في الماضي تصدر بيانات جيدة، لكن في هذه السنة منذ أيلول (سبتمبر) والى الآن فشلت. فشلت في أن تجتمع مرتين، وفي المرة الثالثة رفضت الاقتراحات الأميركية وليس نحن. روسيا وأوروبا والأمم المتحدة رفضت ما قدمه الأميركان. وهذا يعني ان ما قدمه الأميركان غير مقبول لأحد. عندما تتحدث عن دولة يهودية، وتتحدث عن البلوكات الاستيطانية على أنها أمر واقع، وتتحدث عن الأمن الذي سيبقى بيد إسرائيل، وبعد ذلك جاؤونا بأفكار حملها (مبعوث الرباعية) توني بلير هي الأفكار نفسها التي رفضتها «الرباعية». لذلك قلت حتى للرئيس أوباما إن هذه الأفكار مرفوضة جملة وتفصيلاً. > البيان الرباعي الذي حدثك عنه الأمين العام فيه جديد، أليس كذلك؟ - هم تكلموا عن بعض الأفكار وبعض الآراء. قلنا لهم نستمع إليها ونناقشها ونقول لكم رأينا. > وتحديد طروحات ساركوزي في إطار زمني، هو وضع إطاراً زمنياً، من سيتحرك بها؟ - المفاوضات؟ > طروحات المفاوضات؟ - المفاوضات أول شيء قبل الإطار الزمني. وهذا شيء مهم. لكن الأساس هو المضمون. إذا كان المضمون صحيحاً، نعم إطار زمني. نضع إطاراً زمنياً لإنهاء المفاوضات من خلال هذا الإطار. > «حماس» انتقدت خطابك. بينما كان العالم يصفق لك هنا ويقف مصفقاً، صدرت مواقف وتصريحات ضدك؟ - «حماس» في البداية قالت إن هذا عمل أحادي وفردي. ربما لم نتشاور معهم، هذا صحيح. لكن المسألة ليست إذا لم تتشاور معي فأنا ضدك. على الأقل افهم المضمون. وأخذتهم العزة بالإثم. واستمروا بالرفض وبدأوا يبحثون عن ذرائع ويقولون إن في البيان تناقضات وغير تناقضات. العالم كله فهم الخطاب وهم يفهمون أنه مليء بالتناقضات. وهذا مؤسف. > لماذا هناك كلام عن حل السلطة؟ - لا نتكلم عن حل السلطة. > أنت طرحت ما يشبه الآن انتفاضة مدنية على الاحتلال. - لم أقل انتفاضة. هذه موجودة منذ زمن. المقاومة الشعبية السلمية الموجودة في نعلين وبلعين وغيرها من المدن الفلسطينية المجاورة للجدار، وهي تظهر كل أسبوع من الفلسطينيين والإسرائيليين ومتطوعين أجانب. نحن نشجع هذه التظاهرات الشعبية والسلمية، وهي ليست ضد القانون الدولي، وليست ضد أحد، إنما هي ضد الاحتلال وبالوسائل السلمية. ما المطلوب منا؟ الآن علّمَنا أشقاؤنا العرب بثوراتهم، بربيعهم. أنهم يتحدثون عن سلمية التظاهرات. وفعلاً ثبت أن هذا أنجع أسلوب ليصل الإنسان إلى حقه. > أتخشى أن ينفذ بنيامين نتانياهو تهديداته بالإجراءات، إذ يبدو وكأنه يهدد حتى عسكرياً؟ - هو يستطيع من دون أن يهدد، يستطيع أن يفعل أي شيء عسكري لأننا غير مؤهلين لمواجهته عسكرياً ولا نريد أن نواجهه عسكرياً. فإذا أحب، ستكون الأبواب مفتوحة أمامه. > أتخاف قطع معونات الأموال الأميركية عنكم؟ - هناك حديث عن قطع المعونات، لكن على الأقل يجب أن يقول لنا الأميركان لماذا، إذا أرادوا أن يقطعوا لماذا. لكن إلى أن يحصل القطع، لكل حادث حديث. > هل انتم على علاقة جيداً الآن مع سورية؟ ولماذا لا تقوم بزيارة إيران؟ أول من توجه إليك ليهنئك على خطابك كان رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان وأيضاً أمير قطر. ما هي نوعية علاقاتك الآن، علماً أن هناك تنافساً إيرانياً تركياً على المنطقة، وما هي علاقتك الآن مع إيران وسورية؟ - أعتقد، عندما ذهبنا إلى المؤتمر، كان هناك الوفد الإيراني الذي رحب بنا. وكذلك كان الوفد السوري والتقينا معه. > هنا؟ - نعم، التقينا أمس، أكثر من مرة التقينا الوفد السوري، سواء في الجمعية العامة أو في بيت أمير قطر، أو اليوم، جاء فيصل المقداد هنأني. نحن لسنا على علاقة سيئة بأحد إطلاقاً وكل علاقاتنا جيد مع الجميع. أما أردوغان فعلاقتنا معه ممتازة، أمير قطر علاقتنا معه ممتازة. ليست لدينا مشكلة مع أحد، لذلك الكل جاء هنأنا والكل جاء وسلم علينا. لو كان أحد مثلاً لا يريد، لا أحد يضغط على أحد ليهنئ أو يُسلم أو يتحدث كلمات طيبة عن الخطاب. > أهناك ما يخيفك؟ - ممن أخاف؟ يعني إذا كان نتانياهو يريد أن يهاجمنا، أهلاً وسهلاً. إذا كان يرغب في إلغاء الاتفاقات، أهلاً وسهلاً. هو حر يستطيع أن يفعل ما يشاء لأنه هو المحتل، وليس نحن. هو الذي يحتل أرضنا وهو القادر على أن يفعل ما يريد. لكن نحن لن نقبل. سنعارض بكل وسائلنا الشعبية السلمية.