رام الله / سما / قال الرئيس محمود عباس، إننا سنسعى إلى تعديل اتفاق باريس الاقتصادي مع إسرائيل لأنه مجحف. وأضاف الرئيس عباس خلال لقاء مع الصحفيين المرافقين له على طائرته الرئاسية لدى عودته من نيويورك إلى عمان، اليوم السبت، :"نريد فتح اتفاق باريس الاقتصادي بين منظمة التحرير وإسرائيل لتعديله لأنه غير منصف وفيه قيود على الاقتصاد الفلسطيني ما يمنعه أن ينهض"، مشددا على انه ’في اتفاقية باريس لا يوجد إمكانية لتطوير اقتصادنا وأرضنا’ و إن ’مخططنا أن ننهي تدريجيا المساعدات الخارجية’. وعن الأزمة المالية للسلطة الوطنية، أكد :"إنها لا زالت قائمة ولم تنته، نحن نعمل لتفعيل آفاق العمل التجاري والصناعي، ونريد مشاريع إنتاجية زراعية وصناعية". وعن بيان الرباعية الذي صدر أمس الجمعة، قال الرئيس:" إنه لا تعليق عليه إلا بعد دراسته من القيادة الفلسطينية وأيضا هناك المبادرة الفرنسية والمبادرة العربية الأوروبية" مشددا على أنه يجب نسف اقتراحات الرباعية القديمة. وشدد الرئيس عباس على أن أية مبادرة لا يوجد فيها وقف للاستيطان وحدود عام 1967 لن نتعامل معها، وقال :"إننا لم نتجاهل أية مبادرة سياسية، ومن الخطأ السياسي تجاهل مبادرات لأنه قد يكون فيها بعض الايجابيات ونطورها، خاصة أننا أقدر على تطويرها ممن يقدمها لأنهم يريدون حلا ما أو تفادي حل ما". وأضاف انه :"يجب استمرار المبادرة العربية للسلام التي صدرت عن قمة بيروت في 2002 وإعطائها أهمية ولا يجوز أن نغفلها لأن فيها الحل السياسي الكامل في الشرق الأوسط". وقال الرئيس عباس :"سوف نكون في حديث معمق مع حماس خلال الفترة القادمة ليس فقط لمعالجة المصالحة وإنما للحديث المعمق حول الأفق العام للعمل الفلسطيني". وأشار إلى أن مسؤولين من حماس أبدوا اعتراضات على طلب عضوية دولة فلسطين ولهم بعض الملاحظات، لكن طلبنا بعضوية فلسطين بالمجمل لقي تأييدا كبيرا من قيادات في حماس. وعن المصالحة قال :"نحن مستمرون في تنفيذ بنودها وكان سوء فهم من البعض أننا بصدد تشكيل حكومة وحدة وطنية، والحقيقة أننا نريد أن نشكل حكومة انتقالية من التكنوقراط المستقلين". وتحدث الرئيس عن مجريات تقديمه طلب عضوية فلسطين وخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا:"إن ردة فعل شعبنا على الخطاب عالية جدا وعاطفية وسياسية ومثلجة للصدر لكن لا نريد دفع الناس إلى توقعات عالية’’. وأضاف سيادته:"أن الحد الأقصى لمدة نقاش مجلس الأمن طلب عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة سيستغرق 65 يوما، لكننا نتوقع أن يتم البت بعضوية دولة فلسطينية خلال مدة أسابيع قادمة وليس أشهر". وقال :"هناك أطراف لم يكونوا متحمسين للقضية من حيث المبدأ، لكن ربما تأثروا بالجو في قاعة الجمعية العامة لدى إلقائي الخطاب ما خلق جوا من الحماسة، منوها إلى أن الجميع يعرف أن أميركا ستصوت بـ’الفيتو’ وهذا ليس سرا". وأشار السيد الرئيس إلى أن موقفه كان أقوى من موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وقال:"الموقف الفلسطيني كان متقدما على الموقف الإسرائيلي وأكثر وضوحا وتصميما لقد تقدمنا عليهم’، منوها إلى أن ’الخطاب السياسي الإسرائيلي كان في موقع ردة الفعل وموقع الدفاع". وتحدث عن :"اللحظات الأخيرة قبل إلقاء الخطاب، وقال: لقد عاش الوفد الفلسطيني لحظات متوترة جدا ولا شك أن هذا التوتر نتيجة الأجواء التي كانت سائدة في نيويورك، لقد أشاعوا أن هناك تآمرا او اتفاقا مع الأميركان لتعطيل الطلب، وكذلك الأجواء العربية كانت ملبدة ولا ادري أسباب هذا التلبد، وكانت محاولات لثنينا عن تقديم طلب عضوية كاملة". وقال:"كنت أواجه في لقاءات عديدة، بل خلال عشرات اللقاءات والحوارات، محاولات لثنينا عن التوجه إلى مجلس الأمن". وأضاف :"كانت بعض اللقاءات مشوشة والجو العام كان مشوشا، لكن ذلك لم يؤثر على معنوياتنا إذ أن هدفنا هو إيصال الرسالة الفلسطينية الرسمية والإنسانية". وقال: "الناس كانت معبأة بالجو الفلسطيني ومتأثرة بالحوارات الجانبية الكثيرة وكان هناك تخوف من التراجع عن خطتنا لطلب عضوية كاملة ليس تخوفا مني بل من شعبنا وحتى في قاعة الأمم المتحدة هناك من كان يتحدث عن تغيير موقفنا في اللحظة الأخيرة".