خبر : نفدت الاسباب بعدم مهاجمة ايران/بقلم: رون تيره/اسرائيل اليوم 31/7/2012

الثلاثاء 31 يوليو 2012 02:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
نفدت الاسباب بعدم مهاجمة ايران/بقلم: رون تيره/اسرائيل اليوم 31/7/2012



اذا كنا صادقين في كل ما يتعلق بالنووي الايراني، سنصل الى الاستنتاجات التالية: الاول، المسيرة الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة فشلت، كما كان متوقعا. الثاني، العقوبات قد تكون أليمة لايران، ولكن ليس بالقدر الذي يدفعها الى الانحراف عن أهدافها. الثالث، الولايات المتحدة وايران توصلتا الى التوازن – كلتاهما غير معنيتين بالمواجهة، وعليه فانهما ستتعاونان في تأجيل أحداث دراماتيكية. طالما كانت ايران تتقدم في برنامجها النووي بخطوات مدروسة وليست فظة أكثر مما ينبغي، ستُسلم الولايات المتحدة بهذا التقدم. والرابع، تكاد تكون كل الخطوط الحمراء التي وضعتها الولايات المتحدة واسرائيل في السنوات الاخيرة قد اجتيزت. ايران تخصب دون عراقيل كميات هائلة من اليورانيوم. وهي قادر على ان تخصب اليورانيوم الى مستوى عسكري ايضا، وكل ما هو مطلوب هو القرار. عمليا، النشاط الامريكي الحثيث – سلسلة زيارات كبار المسؤولين الى اسرائيل، اللقاءات مع ايران، العقوبات وتحريك القوات في الخليج – لا تستهدف التأثير على ايران بل على اسرائيل. الولايات المتحدة تحاول منع هجوم اسرائيلي قبل الانتخابات للرئاسة في تشرين الثاني، وذلك بطريقة "اسبوعين آخرين وبعدهما اسبوعان آخران". في كل لحظة معينة يشير الامريكيون الى التاريخ بمسافة اسبوع حتى شهر، حين يفترض ان يقع شيء ما ذو مغزى، وهكذا يسحقون الجداول الزمنية الاسرائيلية، على أمل ان تذوب تماما. ولكن هذا النهج لا يحتمل. مرور الوقت يسمح لايران بالمضي قدما في برنامجها النووي، وهي تقترب من النقطة التي يجعل فيها توزيع البرنامج وتحصينه من الهجوم أمرا غير عملي. بعد بضعة اشهر من ذلك تحقق ايران غموضا نوويا مصداقا، وتتحول الى قوة عظمى نووية بحكم الامر الواقع. فضلا عن ذلك، فان الانتظار الى تشرين الثاني لا يضمن شيئا. اذا ما فاز اوباما بولاية اخرى، فلا يمكن ان نعرف ماذا ستكون عليه سياسته، واذا ما خسر في الانتخابات – ففي كانون الاول 2013 فقط سيدخل الرئيس الجديد البيت الابيض. ولا بد ان الرئيس الجديد سيحتاج الى فترة معينة كي يدرس الموضوع وان يستنفد الامكانيات الاخرى، ومشكوك ان يرغب رئيس جديد في ان يستهل ولايته بمواجهة مع ايران. وعليه فان اسرائيل تقف أمام خيارين بسيطين ومحتمين: هجوم فوري أو تسليم بايران نووية. استراتيجية بنيامين نتنياهو تعتمد، أغلب الظن، على واحد من البديلين: هجوم في اسرائيل أو تهديد مصداق بهجوم في ايران. لا يمكن المواظبة على البديل الثاني على مدى الزمن. سياسة "أمسكوني" تفقد مصداقيتها اذا استمرت الى ما هو أكثر من فترة محدودة. فضلا عن ذلك، فان الهجوم أو التهديد به ليسا حدثا يمكن فصلهما عن باقي مجالات الفعل، إلا اذا كانا يستوجبان التوافق بين منظومات عديدة. علينا ان نفترض بأن الهجوم ينطوي على حرب ضد حزب الله، وهذه من شأنها ان تتدهور الى ساحات اخرى. وعليه فينبغي تدريب فرق الاحتياط وملء مخازن الجيش؛ يجب اعداد الاقتصاد لحالة الطواريء (مخزون الوقود وما شابه)، الحفاظ على ائتلاف حربي في الساحة العامة وبالتالي عناق رجال الاحتياط وليس الاصوليين؛ يجب تقريب البيت الابيض، المحفوظ له دور حرج في التسوية ما بعد الهجوم، وعليه فيجب تنفيذ بادرات طيبة نحوه، مثل الاعتذار للاتراك، حتى وإن لم يكن لذلك ما يبرره؛ يجب المبادرة الى خطة سياسية مع الفلسطينيين، حتى وإن كنا نعرف بأنها لن تعطي شيئا، ويجب تحرير سجناء فلسطينيين حتى وإن كنا نعرف بأننا سنضطر الى القبض عليهم مرة اخرى. دون ان نقوم بالتنسيق بين عموم المنظومات للهجوم، توجد امكانيتان سيئتان: ان يعتبر التهديد بالهجوم تهديدا غير مصداق، أو ان الهجوم سيتم دون الاعداد له بشكل متعدد المجالات كما يستوجب الامر.