خبر : المخربون يحتفلون في السجن../ أحرار في الشبكة ../هآرتس

الأربعاء 15 يونيو 2011 11:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT
المخربون يحتفلون في السجن../ أحرار في الشبكة ../هآرتس



فحص "معاريف" يُبين: سجناء أمنيون كثيرون في سجن اسرائيلي يديرون، دون عراقيل، حياة مثمرة وثرية على شبكة الانترنت. والاستخدام على قدر من الانتشار والتوفر لدرجة انهم لا يخشون الكشف عن هويتهم. بفضل قدرة الوصول هذه الى الشبكة تنكشف الشروط الاعتقالية المريحة للسجناء. في صفحة الفيس بوك لسائد عمر، النشيط في الجبهة الشعبية من نابلس، والذي يقضي محكومية بالسجن لمدة 19 سنة، مثلا، يظهر ألبوم صور وفيه وليمة عقدها السجناء. فهم يحشون الدجاج بالأرز، يوزعون صحون السلطة على الطاولات، ويأكلون حتى الشبع. "أموت وسلاحي بيدي"، كتب عمر في صفحة الفيس بوك خاصته، "ولن أبقى حيا والسلاح بيد عدوي". ويتم الارتباط بالانترنت دون عراقيل من خلال الهواتف الخلوية. فالتكنولوجيا تسمح للسجناء فضلا عن التصفح السريع والنوعي بادارة مكالمات فيديو مع العالم الخارجي. وهكذا مثلا عندما توفي والد أحد المخربين المسجونين في اسرائيل "بث له صديقه كل الجنازة في مكالمة فيديو خلوية. سجين آخر استخدم الفيديو كي يجري مشتريات: فقد أراه اقرباؤه الملابس في محل الملابس واختار تلك التي احبها على نحو خاص.  منذ اختطاف شليت طرحت بقوة أكبر مسألة الشروط الاعتقالية الجيدة للسجناء الامنيين. ولكن المحاولات المتكررة لاساءة هذه الشروط لم تنجح.  قبل ثلاثة اسابيع نشر هيثم بطاط فيلما قصيرا في اليوتيوب على صفحة الفيس بوك خاصته. "خذوني الى الجهاد"، أنشد المغني بالعربية في الشريط الذي اهدي الى الثوار الشيشان. بعد دقائق معدودة كتبت ام هيثم، ام بطاط، على حائط الفيس بوك. "ابني حبيبي هذه اغنية رائعة. انشاء الله تتحرر بسرعة انت وكل باقي السجناء". من الصعب بعض الشيء التصديق، ولكن صفحة الفيس بوك لبطاط كتبت من داخل حجرته في السجن الاسرائيلي، بل ويتم تحديثها بشكل مستمر، من داخل ذات السجن.  بطاط، ابن 27، يقضي محكومية ليس أقل من ثلاثة مؤبدات، على دوره في ارسال مخرب انتحاري للقيام بعملية في بئر السبع. وقد نشر في صفحته على الفيس بوك دون خوف صورا التقطت من داخل السجن، بما فيها صورة مشتركة له مع نشيط حماس سعيد شلالدة، الذي اختطف وقتل بطعنات سكين الاسرائيلي ساسون نوريئيل في العام 2005، في بلدة بيتونيا قرب رام الله. ويظهر شلالدة في قائمة السجناء الذين وافقت اسرائيل على تحريرهم مقابل الجندي المخطوف جلعاد شليت، اذا ما وعندما تخرج صفقة التبادل الى حيز التنفيذ. في صورة اخرى يظهر مع رفاقه في الحجرة، الذين يسميهم "خلية الشهيد اياد بطاط" على اسم مطلوب حماس كبير صفي في منطقة الخليل في العام 1999. صفحة الفيس بوك لبطاط ليست الوحيدة التي خرجت من السجن. فقد أظهر فحص أجرته "معاريف" بان العديد من السجناء الامنيين يستغلون ثورة الانترنت بواسطة الهواتف النقالة الذكية، التي تسمح بالتصفح للشبكة وبمكالمات الفيديو. وتظهر صفحات الفيس بوك للعديد من السجناء بان الاستخدام منتشر ومتوفر جدا لدرجة أنهم لا يخشون من الكشف عن هويتهم.  وتسمح التكنولوجيا للسجناء بمكالمات فيديو مع العالم الخارجي الامر الذي يستغلونه جيدا. وهكذا مثلا روى أحد السجناء لشبكة "العربية" كيف نقلت جنازة أبيه له بالبث المباشر.  الاستخدام العلني للفيس بوك وللفيديو قد ينطوي على مخاطرة كبيرة. ففي الماضي وجه سجناء كبار خلايا ارهابية خارج السجن، بالاساس لتنفيذ عمليات اختطاف. في تلك الايام اضطر السجناء الى ايجاد سبل ذكية واصيلة لنقل الرسائل الى رجالهم في الخارج. اما اليوم فيمكنهم ببساطة أن يجروا دردشة على الفيس بوك او أن يرسلوا رسالة مشفرة وكله عبر الخلوي. بسيط وسهل.  ويوظف السجناء جهودا كبيرا لتهريب الاجهزة النقالة الذكية الى السجن بل وجهود لا تقل صعوبة لاخفائها عن عيون السجانين. غير أن الصور تبين ان الهواتف الذكية تسللت الى صفوف السجون بما فيها سجن رامون، نفحة وكيدار. وادعى سجين امني في مقابلة مع "العربية" جرت عبر الفيس بوك بان مصلحة السجون على علم بالظاهرة. فقد قال: "لدينا اتفاق صامت مع ادارة السجن. الادارة تعرف باننا نخبىء الهواتف الذكية في حجرنا، ولكنها تغض النظر طالما لا نستخدمها لاغراض تعتبرها ادارة السجون أمنية أو عسكرية. يمكننا ان نصور انفسنا بالكاميرا ونبعث بالصور الى اقربائنا او ان ننشرها على صفحات الفيس بوك. هناك امور لا نصورها خشية أن ندفع الادارة الى العمل ضدنا. كاجراء تفتيشات مفاجئة ومصادرة الهواتف النقالة. وهكذا فنحن لا نكشف عن هويتنا عندما نتحدث مع وسائل الاعلام وذلك لان الادارة تعتبر ذلك مواجهة جبهوية ضدها. ومن مصلحة السجون جاء التعقيب التالي: "مصلحة السجون تخوض حربا ضروس ضد تهريب الهواتف النقالة الخلوية الى السجون واستخدامها، من خلال التفتيشات، الوسائل التكنولوجية والردع. ولعلمنا فان الحديث يدور عن منشورات ليست دقيقة وبالتأكيد الادعاء بغض النظر من جانب ادارات السجون كذب وافتراء.