منظمو "مؤتمر الرئيس" السنوي الذي ينعقد الاسبوع القادم في القدس حاولوا ان يعقدوا فيه ندوة مشتركة لثلاثة قادة اذرع الامن الذين اعتزلوا الخدمة منذ وقت غير بعيد: رئيس الاركان السابق غابي اشكنازي، رئيس المخابرات السابق يوفال ديسكن ورئيس الموساد المعتزل مئير دغان. وقد رفض الثلاثة بأدب. والتقدير هو أن التوجه اليهم كان بعلم رئيس الدولة ورئيس المؤتمر، شمعون بيرس. مثل هذا اللقاء على منصة واحدة، في مثل هذه الفترة، للمسؤولين الثلاثة الكبار السابقين الذين يعزى لهم تصريحات انتقادية لاذعة على القيادة الحالية في اسرائيل كان يمكن له أن يركز اهتماما نادرا في البلاد وفي الخارج ويجدد المواجهة الحادة حول مواضيع استراتيجية محملة بالمصائر. جمع ثلاثتهم في حدث علني مشترك كان في واقع الامر استعادة شبه كاملة للجنة رؤساء الاجهزة باستثناء رئيس شعبة الاستخبارات، مثابة لجنة ظل كان لا بد لها ان تحدث عناوين رئيسة ضخمة. موضوع الندوة كان يفترض أن يكون الموضوع الفلسطيني قبيل شهر ايلول، ولكن لا شك أنه كانت ستطرح في اثنائها مسائل في المواضيع الاستراتيجية المختلفة ايضا، بما فيها الموضوع الايراني. وكان المسؤولون الثلاثة هؤلاء عارضوا بشدة هجوما اسرائيليا على المنشآت النووية في ايران وحسب عدة منشورات منعوا أيضا مثل هذا الهجوم باجسادهم في السنة الماضية. بارزة على نحو خاص انتقادات رئيس الموساد السابق مئير دغان الذي خلافا للاثنين الاخرين اطلق اقواله اللاذعة علنا أيضا. رفضهم لم يفاجيء منظمي مؤتمر الرئيس، وان كان أصابهم بخيبة الامل. فقد أعلن دغان بانه غير معني للدخول في مواجهة اخرى مع السياسيين، أما ديسكن فقال انه لا يعتزم الظهور علنا بعد وقت قصير جدا من اعتزاله، واشكنازي هو الاخر المتواجد في خارج البلاد انضم الى رفض رفاقه دون سبب محدد. هل كل هذا يعني أن المواجهة بين القيادة الامنية المتقاعدة والقيادة السياسية قد انتهت، واُعلن وقف لاطلاق النار ويمكن لنتنياهو وباراك أن يتنفسا الصعداء؟ ليس مؤكدا على الاطلاق.