رام الله / سما / شددت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيسة دائرة الثقافة والإعلام حنان عشراوي، على الحاجة لوضع برنامج عمل ونشاط إعلامي وسياسي تراكمي متواصل ومكثف، على كل المستويات التنفيذية والتشريعية في الولايات المتحدة الأميركية، ومع مؤسسات المجتمع المدني، لـمواجهة الدعاية الإسرائيلية المغرضة واللوبي الداعم لها هناك. جاء حديث عشراوي هذا بعد عودتها من العاصمة الأميركية واشنطن، ولقائها العديد من الشخصيات المؤثرة في مجالات مختلفة من أعضاء الكونغرس الأميركي، ومستشاري الرئيس باراك أوباما، وشخصيات فاعلة في صياغة السياسات الأميركية، بالإضافة إلى الصحافة الأميركية والعربية هناك. وقالت عشراوي: ’من الواضح أن إسرائيل تقوم بتشويه الواقع الفلسطيني، وموضوع المصالحة الوطنية في الولايات المتحدة، ولديها قلق شديد حول ذهاب الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة، وتحاول جرّ الإدارة الأميركية لمواقف تنسجم مع الموقف الإسرائيلي من ناحية يهودية الدولة وأمن إسرائيل وتأجيل القضايا الجوهرية للصراع، وإلغاء حق العودة، ورفض وضع القدس على جدول أعمال المفاوضات’. وتابعت: ’نحن بحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى خطاب سياسي إعلامي واضح ومحدد ومنسجم مع ذاته’. وحول مناسبة مرور 44 عاما على هزيمة 1967، قالت عشراوي: ’ليس علينا أن نستخدم مصطلح ’النكسة، فهو دون مستوى الحدث، هو مأساة للشعب الفلسطيني واستكمال للنكبة التي بسطت من خلالها إسرائيل سيطرتها على باقي أرض فلسطين التاريخية، وضمت القدس بشكل غير قانوني، واحتلت الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيناء، وهضبة الجولان، وبنت المستوطنات’. وأضافت عشراوي: ’إسرائيل تدرك اليوم أن الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده لم ينس ولن ينسى، وأن الزمن يعمل لصالحنا. علينا أن نعمل من أجل وضع حد لهذا المخطط الاستعماري التوسعي، والاستمرار في مواجهة الخطوات أحادية الجانب المجحفة التي قامت بها إسرائيل، مثل الاستيطان وتهويد القدس وغيرها، وفضح هذه الانتهاكات بحيث يصبح الاحتلال مكلفا، وتتم مساءلته ومحاكمته على المستوى الدولي والحقوق والمؤسساتي. وعلينا إنقاذ حقنا في المقاومة الشعبية وحقنا في الحياة وفي تقرير مصيرنا على أرضنا’. وأكدت عشراوي أننا ماضون في الحصول على الالتزامات الدولية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة من قبل دول منفردة، وسنتوجه للأمم المتحدة للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين.وأضافت: ’أن الصحوة العربية تصب في صالح القضية الفلسطينية، لأنها أعادت إلى الوجدان العربي قضية فلسطين المركزية، وقامت بتصويب المسار العربي على أسس ديمقراطية. أي نظام سيظهر الآن، أو يقوم بإصلاح نفسه سيمثل إرادة شعبه، وهذا يصلّب الموقف العربي في دعم القضية الفلسطينية’.وقالت: ’إن هذه الصحوة غيرت الكثير من قواعد اللعبة التي كانت قائمة، وتدرك الآن القيادات العربية أن مصدر شرعيتها ينبع من شعوبها، وليس من رضى أي دولة أخرى عنها’. وكانت عشراوي، خلال زيارتها للولايات المتحدة، قد ألقت عددا من المحاضرات حول الوضع الفلسطيني، أفردت خلالها مساحة واسعة لدحض خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي والايباك.