وزير الخارجية الفرنسي، آلن جوبيه، سلم أمس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وثيقة تتضمن خطة فرنسية لاستئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. ويتضمن الاقتراح الفرنسي لاول مرة قولا من الأسرة الدولية بأن هدف المفاوضات هو "دولتين للشعبين" الامر الذي يعتبر اقتراب من مطلب نتنياهو الاعتراف باسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي. والتقى الرئيس بيرس أمس في روما برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن). وتتحدث الوثيقة الفرنسية عن استئناف المفاوضات على أساس عدة مباديء: * موضوع الحدود يُبحث على أساس حدود 1967 مع تبادل للاراضي متفق عليه، وفقا لخطاب الرئيس الامريكي براك اوباما. * تُدار مفاوضات على ترتيبات أمنية "للطرفين"، اسرائيل والدولة الفلسطينية. * المفاوضات تبدأ في بحث في الحدود ومسألة الترتيبات الامنية، فيما تؤجل المفاوضات على اللاجئين والقدس الى موعد لاحق، لا يزيد عن سنة من لحظة بدء المحادثات عن الحدود والأمن. * تتضمن الوثيقة قولا صريحا بأن هدف المفاوضات هو الوصول الى "دولتين للشعبين" وليس فقط "حل الدولتين"، كما درجت الأسرة الدولية والفلسطينيين على القول. وهذا تغيير ذو مغزى كبير يقترب من نتنياهو ومن مطلبه من الفلسطينيين بأن يعترفوا باسرائيل بأنها "الدولة القومية للشعب اليهودي". وتتضمن الوثيقة حلا وسطا آخر في صالح اسرائيل في موضوع القدس. خلافا لمواقف سابقة للأسرة الدولية، لا تقضي بأن تكون القدس عاصمة الدولتين، بل فقط أن حل موضوع القدس يتحقق بالمفاوضات. الوثيقة الفرنسية التي رُفعت أمس لنتنياهو في القدس نُقلت ايضا الى رئيس السلطة عباس يوم الاربعاء، في لقائه مع جوبيه في روما. وأوضح وزير الخارجية الفرنسي لنتنياهو وأبو مازن بأنه يريد جوابا وملاحظات على الوثيقة في غضون بضعة ايام، ولكنه ألمح لهما بأنه لا توجد أي رغبة في الشروع في مفاوضات طويلة على مضمون المباديء لاستئناف المفاوضات. وحسب دبلوماسي فرنسي، أوضح جوبيه بأنه فقط اذا ما رد الطرفان بالايجاب على المباديء في الوثيقة، فان فرنسا مستعدة لأن تعقد في تموز مؤتمر سلام في باريس لتستأنف فيه المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. "اذا كنتما لا تريدان، قولا، وسنتخلى عن كل الفكرة"، قال جوبيه لنتنياهو وأبو مازن. وأجاب الزعيمان بأنهما سيبحثان الوثيقة وسيردان عليها في غضون بضعة ايام. وأكد موظف اسرائيلي كبير بأن نتنياهو تلقى الوثيقة وهو يدرسها. وحسب اقواله، شدد نتنياهو أمام جوبيه على أن اسرائيل تطالب بأن تقوم كل مفاوضات على أساس مبدأ تواجد عسكري اسرائيلي على نهر الاردن، على الاعتراف بدولة يهودية وعلى مبدأ عدم عودة اللاجئين الى دولة اسرائيل. كما شدد نتنياهو على انه لا يحتمل استئناف المفاوضات السياسية مع حكومة وحدة بين فتح وحماس، لا تعترف باسرائيل ولا تتخلى عن الارهاب. في حديث مع نتنياهو ألمح وزير الخارجية الفرنسي بأن صيغة الوثيقة نالت المصادقة من الادارة الامريكية ومن دول بارزة اخرى في الاتحاد الاوروبي. وشدد جوبيه على أن هدف المبادرة هو عرض بديل للخطوة الفلسطينية أحادية الجانب في الامم المتحدة في ايلول، لقبول فلسطين عضوا كاملا في الامم المتحدة. وأوضح جوبيه لنتنياهو بأنه اذا لم يكن تقدم في المسيرة السلمية حتى ايلول، فستفكر فرنسا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وجاءت الخطوة الفرنسية بعد اسبوع ونصف الاسبوع من خطاب نتنياهو في الكونغرس الامريكي. وقد استُقبل الخطاب سواء في الادارة الامريكية أم في اوساط الاعضاء المركزيين في الاتحاد الاوروبي – فرنسا، المانيا، بريطانيا، ايطاليا واسبانيا – بخيبة أمل شديدة. وأشار دبلوماسيون اوروبيون كبار الى أن الخطاب "لم يوفر بضاعة يمكنها ان توقف الخطوة الفلسطينية في ايلول". في اجتماع الدول الصناعية الكبرى، الثمانية الكبار، في فرنسا، بعد يومين من خطاب نتنياهو، التقى اوباما بزعماء فرنسا، المانيا وبريطانيا، وبحث معهم في وقف الخطوة الفلسطينية في ايلول. وقال دبلوماسي اوروبي ان "كل من شارك في المؤتمر قال انه يجب وقف ايلول، ولكن السؤال هو كيفية عمل ذلك".