القاهرة / وكالات / إعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل أنَّ "نقطة الإختراق التي حصلت في موضوع المصالحة الفلسطينية هي تجاوز الحساسية التي كانت حاصلة مع ملاحظاتنا من قبل القيادة المصرية في العهد السابق، بينما الآن أصبح هناك يسر في التعامل مع ملاحظاتنا سواء من قبل المسؤولين المصريين أو الأخوة في حركة فتح". وفي حديث لقناة "الجزيرة"، رأى مشعل أنَّ "روحية جديدة تتعامل فيها مصر، لأنَّ مسؤوليتها الآن بعد الثورة مختلفة عمَّا سبق، وإنشاء الله نرى هذه الروحية في المفاوضات مع إسرائيل، وفي موضوع معبر رفح، وفي إدارة تطبيق إتفاق المصالحة أيضاً"، مؤكداً أنَّ "تعافي مصر نلحظ أثاره علينا كفلسطينيين". وحول دور مدير المخابرات المصرية السابق عمر سليمان في المصالحة، أوضح مشعل انَّ "سليمان هو الذي كان يرعى موضوع المصالحة ويمثل القيادة المصرية"، مشيراً إلى أنَّ "حركة حماس اتفقت في بعض الأمور مع العهد المصري السابق واختلفت معه في أمور أخرى"، وقال: "عفى الله على ما مضى فنحن ننظر إلى مصر الآن"، أملاً من مصر "استعداداً لمواجهة الخطر الصهيوني على المستوى الإستراتيجي، وتكتيكياً فمن حق مصر أن تأخذ وقتها لاستعادة عافيتها الداخلية وبناء الحالة الإقتصادية والتنموية وأن تعيش حالة طبيعية لتصبح قادرة على تطوير أدائها السياسي". مشعل شدد في الوقت نفسه على "ضرورة فتح معبر رفح وإعادة إعمار غزة، وحماية المصالحة الفلسطينية، بالإضافة إلى المسار التكتيكي الذي تم الحديث عنه سابقاً، فمصر اليوم وبدعم الأمة العربية تستطيع ان تحمي وتوفر شبكة الأمان للشعب الفلسطيني، فمصر هي أم العرب وهي القائدة والرائدة، فهي حرة وفيها ديمقراطية وبإمكانها أن تعلب دوراً محورياً". واعتبر مشعل أنَّ "هناك مرحلة إنتقالية في ظل المصالحة التي تمت الآن، تتم إدارة القرارات فيها بالتوافق مع حركة فتح"، مضيفاً: "نحن أبناء شعب واحد ولا مجال إلا للتصالح بيننا"، وأشار إلى أنَّ "كل الأوراق بيننا وبين "فتح" نصت على المقاومة نصاً صريحاً"، مبدياً تفاؤله بـ"عودة حركة "فتح" إلى روحها". ولفت مشعل إلى أنَّه "تم الإتفاق بعد المصالحة على ثلاث مسائل، أولها اللإفراج الفوري عن المعتقلين، وثانيها تحديد موعد لإجتماع الإطار التنظيمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وثالثها تحديد موعد مع بقية الفصائل للإتفاق على رئيس الوزراء وتشكيلة الحكومة وأمور أخرى"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنَّ "هناك من لا يريد المصالحة الفلسطينية ويحاول التشويش، ولكن لن نسمح بإفساد المصالحة". وعن الإعتراف بإسرائيل، أجاب مشعل: "لا يمكن للضحية أن تعترف بجلادها، فنحن الآن لدينا هدف وطني توافقنا عليه وعندما تقوم الدولة ونعيش أحراراً بكنفها، فهي التي تحدد موقفها من مسألة الإعتراف". وبالنسبة لموقع رئاسة السلطة الفلسطينية، وما إذا كانت حركة "حماس" ستنافس "فتح" عليه، قال مشعل: "هذا أمر سابق لأوانه، ونحن تعلمنا من المرحلة السابقة الكثير". وأكد مشعل أنَّ "الجهد العربي كان حاضراً في المصالحة وفي رعايتها"، مشيراً في السياق نفسه أنَّ "سوريا كان لها دور، قطر، السعودية، اليمن، الأردن، فالعرب بمجموعهم كان لهم دور في المصالحة الفلسطينية في محطات مختلفة، إضافة لمصر طبعاً، ومن دون نسيان الجزائر والبحرين والإمارات ولبنان، فالعرب جميعهم تحركوا قبل الربيع العربي". إلى ذلك، أكد مشعل "وجود مخاوف نتيجة حال الإنتقال من مرحلة إلى أخرى، بالإضافة إلى أنَّ هناك من يخشى المصالحة، فقد تطرأ إعاقات بوجه المصالحة". وأمل مشعل في أن "ينعكس الربيع العربي على كل الأمة، في تعزيز كرامة المواطن العربي وحريته وعيشه الكريم، بالإضافة إلى انعكاس هذا الربيع العربي على الموقف السياسي العربي في الصراع العربي ـ الإسرائيلي أو في العلاقة مع العالم"، مؤكداً "الحاجة إلى استراتيجية جديدة في الصراع مع العدو"، وقال: "بإمكان الأمة تبديل التوازنات فهي قادرة على رسم المستقبل".