الخليل / سما / أشاد مؤتمر مناهضة الاحتلال والعنصرية الذي نظمته قوى اليسار في الخليل، اليوم السبت، بتوقيع اتفاق المصالحة بالقاهرة، ودعا إلى التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعبنا، وضرورة تعزيز المقاومة الشعبية للاحتلال والاستيطان.وكان المؤتمر الذي نظمته القوى الوطنية اليسارية ’الجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب’ في المحافظة، بالتعاون مع مركز المعلومات البديلة، وحركة ترابط الإسرائيلية- العربية، افتتح تحت شعار ’لنناضل معا لإنهاء الاحتلال العنصرية’.وتولت عرافة حفل افتتاح المؤتمر الناشطة النسوية إيمان شلاله وحضره، محافظ الخليل كامل حميد، والنائبان بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب، وسحر القوا سمي النائبة عن كتلة فتح البرلمانية، ورئيس بلدية المدينة خالد العسيلي، وحشد من النشطاء اليهود والعرب من حركة ترابط العربية- الإسرائيلية وقوى السلام والديمقراطية داخل الأراضي الفلسطينية عام 1948 وفي إسرائيل إلى جانب عدد كبير من ممثلي وأعضاء القوى والفعاليات الوطنية والجماهيرية اليسارية في الخليل وعشرات المتضامنين الأوروبيين. وأوضح المحافظ أن المؤتمر يأتي في مكانه وزمانه المناسبين، كإنجاز سياسي ووطني للعمل الموحد والمشترك ضد الاحتلال والعنصرية وفي ظل استمرار الاعتداءات اليومية التي يمارسها الاحتلال ومستوطنوه في الخليل وبالخصوص الصراع الدامي بين الاحتلال ومواطني البلدة القديمة من المدينة.وأشار إلى أن السلطة الوطنية ومؤسساتها بذلت ولا زالت، جهودا يوميه من أجل إنهاء هذا الصراع وإنهاء الاحتلال ليس في الخليل فحسب بل في كافة الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وقال: ’إن انجاز المصالحة الفلسطينية التي عبرت عن إرادة الشعب وقواه جاءت كخطوه لا غنى عنها لتعزيز الوحدة ومواصلة النضال الوطني السياسي والدبلوماسي من أجل إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.من جانبه أشار الصالحي، في كلمة باسم القوى اليسارية، إلى الأهمية التي يكتسبها عقد هذا المؤتمر بما يعلنه من رسالة تؤكد يوما بعد يوم صواب ونجاح طريق المقاومة الشعبية، وأوضح أن شعبنا وقواه الوطنية وعبر تجربته الكفاحية والوطنية اليومية والطويلة، يدرك ويميز بوضوح بين طبيعة ومهمات النضال المشترك لقوى السلام والديمقراطية المناهضة للاحتلال وبين مواقف ومهمات القوى المساومة والداعمة للاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية.وأعرب عن تقدير شعبنا وقيادته وقواه السياسية للتضامن والنضال اليومي المشترك الذي تجسده تلك القوى والحركات الديمقراطية واليسارية الدولية والإسرائيلية في القدس ونعلين وبلعين والخليل ومن خلال كافة الفعاليات المتزايدة والمتنامية في مقاومة الاحتلال على الأرض الفلسطينية بما يخدم ذالك تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إعلان وإقامة دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق قرارات الشرعية الدولية.بدورها وفي كلمة قدمتها باسم ’حركة ترابط العربية – الإسرائيلية من أجل إنهاء الاحتلال، أعربت الناشطة السياسية من مدينة عكا جهينة صيفي عن اعتزازها وسعادتها ورفاقها بعقد هذا المؤتمر كثمره من ثمار النضال الفلسطيني واليهودي المشترك ضد الاحتلال والعنصرية ومن أجل تحقيق السلام الدائم والعادل بعيدا عن المشروع الصهيوني الكولونيالي في المنطقة، كما نقلت ’تحيات أيمن عوده سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل الذي حالت الظروف دون مشاركته في المؤتمر.ووجه الناشط اليهودي ’الموغ بيهاز’ من منظمة اليهود الشرقيين المناهضة للاحتلال في كلمة تحت عنوان ’عودة الروح .. روح تحرريه جديدة عام2011’ التحية لشباب وشابات الثورات العربية، وقال: ’إن صرخة أبناء هذا الجيل في وجه الاضطهاد والأنظمة المستبدة والمستغلة ودعوتها للتغيير وللحرية وبناء أنظمة ديمقراطيه هي محل إعجاب وتقدير واستلهام لنا نحن أبناء هذا الجيل من اليهود الشرقيين المناضلين من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومن أجل السلام العادل والدائم في منطقة الشرق الأوسط’.وأضاف أن اليهود الشرقيين بأجيالهم المتعاقبة يعتزون بالموروث الثقافي والديني واللغوي والإنساني الشرق أوسطي، ما يحتم عليهم الانخراط مع كل القوى المناهضة للاحتلال من أجل الحرية والعدالة لكل شعوب المنطقة.وبعد اختتام أعمال الافتتاح للمؤتمر انطلقت جلساته الأربع لمناقشة عدد من أوراق العمل حيث تضمنت الجلسة الأولى ورقه عن الواقع السياسي الفلسطيني الراهن قدمها الناشط السياسي والباحث’ طه نصار’ والتي تعرضت لاتفاق المصالحة الفلسطينية والجهد الوطني والسياسي الفلسطيني من اجل إنهاء الاحتلال، وورقة عن توجهات القوى الحاكمة والمسيطرة في إسرائيل وبدائلها الممكنة والتي قدمها ’حيراردو ليبنز’ الناشط السياسي في حركة ترابط ، فيما تضمنت الجلسة الثانية عرض ومناقشة الورقة المقدمة من الكاتب والناشط السياسي محمد سعيد مضيه حول ’المقاومة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال والعنصرية وآفاق استنهاضها’، وورقتين حول ’الأسرى الفلسطينيين ودورهم في النضال الوطني’ و’سبل تعزيز دور المرأة الفلسطينية في المقاومة الشعبية’ قدمها على التوالي الباحث عبد العليم دعنا والناشطة النسوية عفاف غطاشة.وتناولت الجلسة الثالثة للمؤتمر عرض تجارب عمليه في مقاومة الاحتلال والعنصرية ومن بينها ’تجربة الخليل كنموذج لمقاومة الاستيطان والاحتلال’ قدمها الناشط في منظمة شباب ضد الاستيطان هشام الشرباتي و’تجربة بلدة العراقيب في النقب’ التي قدمها غازي الغازي الناشط في حركة ترابط، أما فيما يتعلق بأوراق الجلسة الرابعة فقد تناولت ورقتين الأولى حول واقع وآفاق النضال المشترك ضد الاحتلال والعنصرية وفي مواجهة التطبيع والثانية حول مصاعب النضال ضد الكولونيالية الصهيونية والتي قدماها كل من الكاتب نصار إبراهيم من مركز المعلومات البديلة و’ياعيل بن ييفت’ عضو بلدية تل أبيب – يافا والناشطة في ترابط .ورحب المؤتمر في توصياته بنتائج الحوار الوطني الشامل الذي انعقد في القاهرة، والذي توج بالتوقيع على اتفاق المصالحة يوم الأربعاء الماضي بما يجب أن يضمنه في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وصون الحريات الديمقراطية والعامة، ويعزز برنامج القواسم المشتركة في مقاومة الاحتلال والاستيطان، إلى جانب تعزيز المقاومة الشعبية والنضال المشترك مع كل قوى الديمقراطية والتقدم والسلام وحركات المقاطعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي في العالم من أجل دحر الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس العربية.ودعا المشاركون في المؤتمر إلى وضرورة التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني لتمثل كل الشعب الفلسطيني ومكوناته السياسية وبتفعيل دورها وإجراء انتخابات ديمقراطيه لهيئاتها ومجالسها وفق قاعدة التمثيل النسبي، والتمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم الذين شردوا منها طبقا لقرار الأمم المتحدة 194.