خبر : فلسطين تشارك في مؤتمر 'منتدى صوفيا ' تجسير أوروبا والشرق الأوسط

السبت 07 مايو 2011 03:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
فلسطين تشارك في مؤتمر 'منتدى صوفيا ' تجسير أوروبا والشرق الأوسط



صوفيا / سما /  شاركت دولة فلسطين ممثلة بسفير فلسطين في بلغاريا د. أحمد المذبوح، في المؤتمر الدولي المنعقد تحت عنوان ’منتدى صوفيا ’ تجسير أوروبا والشرق الأوسط، الذي عقد تحت رعاية وزارة الخارجية البلغارية، والمجلس الأوروبي لشؤون العلاقات الخارجية.وشارك في المؤتمر 150 شخصاً من أوروبا وشمال أفريقيا والولايات المتحدة، وضم نخبة من القادة السياسيين والنشطاء والصحفيين، وممثلي المنظمات غير الحكومية، لمناقشة التغيرات في العالم العربي وتجربة الانتقال في بلدان أوروبا الشرقية والوسطى، من النظام الشمولي إلى المجتمع الديمقراطي. وكان من أهم المشاركين الرئيسيين في المؤتمر، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، ووزير الخارجية المجر يانوس مارتون، ووزراء خارجية البرتغال لويس أمادو، والسويد كارل بيلت، واليونان ديميتريس دروتساس، والبوسنة والهرسك سفين الكلاج، والأمين العام لمجلس أوروبا، توربيون ياغلاند، والرئيس البلغاري السابق جيليو جيليف.وعلى مدار يومين متتاليين تم مناقشة ستة محاور رئيسية، أولها: التحول يتطلب الحوار، ثانيها: المجتمع المدني ووسائل الإعلام : هل من حاجة إلى مشاورات أم لا ؟، ثالثها: استراتيجيات مكافحة الفساد والحاجة إلى الجهود المشتركة لأوروبا والعالم العربي، رابعها: الاصلاحات في المؤسسات السياسية، خامسها:الربيع العربي، فرصة ليس فقط لمنطقة الشرق الأوسط، وإنما أيضا للاتحاد الأوروبي، سادسها: الطريق للأمام صعب، لكنه يتطلب جهود كل المجتمع.وفي كلمة افتتاح المؤتمر، قال رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف: ’إنني مقتنع بأن التغيرات الجارية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط تمثل فرصة تاريخية فريدة لتطوير بلدانها، ودمقرطتها،لا ينبغي تجاهلها. من جانبه، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن دور المنظمة الدولية على الصعيد الدولي، وعن تقاريرها الدورية الصادرة عن أوضاع حقوق الإنسان، وأكد مون على أن هيئة الأمم المتحدة يجب ألا تكون حيادية بين الأطراف المتنازعة، وأن تكون متحيزة دائما إلى جانب  حقوق الإنسان، وأضاف أن عهد الإفلات من العقاب على الانتهاكات قد ولى، وسيتم محاكمة الذين ينتهكون حقوق الإنسان في محكمة العدل الدولية في هاغ.وفي رده على سؤال كيف سيحقق كأمين عام للأمم المتحدة حقوق الشعب الفلسطيني، أجاب مون: أن هناك تحديات كبيرة أمام الفلسطينيين، مفاوضات السلام، وهناك انتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني ناتجة عن حصار غزة، وكذلك في الضفة الغربية، وأن هيئة الأمم المتحدة تشارك في إطار الرباعية الدولية للمساعدة على إيجاد حل للنزاع، وأن الهيئة الدولية تعمل على إيجاد تصور، يمكن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي  على العيش بسلام مشترك. بخصوص موضوع المصالحة بين فتح وحماس فقال: أنها تمثل بداية جيدة، مع أن هناك تخوفا إسرائيليا لأن حماس لا تعترف بإسرائيل.وأكد وزير الخارجية المجري يانوس مارتون، نيابة عن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، أن الانتخابات ليست الشرط الوحيد للديمقراطية في العالم، مع أنها عامل هام، لأن الانتخابات الأخيرة في بعض دول العالم لم تثبت الديمقراطية، وللأسف راح ضحيتها العديد من الأرواح البريئة.إلى ذلك، اقترح وزير الخارجية اليوناني، ديميتريس دروتساس، أن يعمل الاتحاد الأوروبي في إطار تعاون وشراكة لتنفيذ برنامج اقتصادي سياسي، من أجل دفع عملية التحولات الديمقراطية، أو مشروع مارشال الأوروبي، لمساعدة الدول العربية.في ذات السياق قال وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف، إن العالم العربي يقف اليوم على مفترق طرق هام، والعمليات الديمقراطية تكتسب زخما. وإن شعوب الشرق الأوسط تؤكد رغبتها من أجل التغيير. وأضاف ملادينوف: ’هناك توجد طاقة، هناك رغبة من أجل الحرية والإصلاح، ولكن كما هو الحال في الأيام الأولى بعد ثورة 1989، ومن الواضح هناك عدم معرفة لاتجاه الانتقال’.من جانبه، أكد السفير المذبوح، أن المدخل السليم لإصلاح العلاقات الأوروبية العربية يكون من الباب الفلسطيني، وذلك عبر الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام1967 ، لأن التصريحات الأوروبية، التي تنادي بالحرية والديمقراطية للشعوب العربية الثائرة، تستمر بنفس الوقت بالتغاضي عن حقوق الشعب الفلسطيني، وعدم تعاملها الجدي مع الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. وفي سياق متصل، أكد المشاركون على الدروس المستخلصة من تجربة انتقال دول شرق ووسط أوروبا نحو المجتمع الديمقراطي وأهمها أن هذه الدول كافحت ضد أيديولوجية الأنظمة الشمولية الشيوعية، لإسقاط هذه الأنظمة سياسيا واقتصاديا، من أجل العودة إلى أوروبا والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل قيم الديمقراطية والعدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان. يذكر أن القضية الفلسطينية لم تكن مدرجة ضمن المحاور الست الرئيسة للمؤتمر الدولي المنعقد تحت عنوان ’منتدى صوفيا ’ تجسير أوروبا والشرق الأوسط، إلا أن الموضوع الفلسطيني كان حاضرا في قلب النقاشات الحيوية لهذا المنتدى الدولي الأول من نوعه، لما تمثله التحولات الجارية في الشرق الأوسط من أهمية كبيرة، فهي التحولات الأهم منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، والتحولات في دول أوروبا الوسطى والشرقية.