"الاحتمال في أن تكون مصالحة حقيقية بين فتح وحماس في السنوات القريبة القادمة منخفض جدا"، هكذا قدر امس رئيس المخابرات المنصرف يوفال ديسكين في حديث مع مراسلين عسكريين بمناسبة انهاء مهام منصبه. ومع ذلك فقد ادعى ديسكين بان ردود الفعل على الاتفاق خرجت عن التوازن وان الاحتمال في أن يتحقق الاتفاق صفر. "محاولة المصالحة تدحرجت لزمن طويل، وكانت بالاساس لعبة اتهامات بين فتح وحماس كان هدفها اتهام الطرف الاخر بالفشل"، ادعى ديسكين. وحسب اقواله، قررت حماس التوقيع على اتفاق المصالحة مع فتح، ضمن امور اخرى في ضوء الاضطرابات في سوريا والتطورات في العالم العربي. وبزعمه، فان حماس دمشق سحبت اعتراضها على التوقيع على اتفاق المصالحة في ضوء التطورات في دمشق، وهكذا سمحت لحماس غزة بالتوقيع على الاتفاق. سبب آخر لموافقة حماس على التوقيع على الاتفاق، بزعم ديسكين، هو رغبة المنظمة في تحسين علاقاتها مع مصر. ابو مازن، من جهته، كما اشار ديسكين، يريد أن يصل الى الاعلان المنشود عن الدولة الفلسطينية في ايلول فيما ان شعبه موحد. وقال ديسكين ان "التوقيع على الاتفاق سوق بشكل جميل، ولكن في الاساس تكاد لا تكون هناك قدرة على تنفيذ هذا الاتفاق عمليا. أنا لا ارى سبيلا تكون فيه مصالحة عمليا بين حماس وفتح في السنوات القريبة القادمة. هذا الاتفاق ليس كما يهتف به، الدراما الكبرى هي خيالية. هذه خطوة تكتيكية وليست استراتيجية، حماس لم تغير مواقفها الاساسية". وبزعم ديسكين، لا يوجد في هذه اللحظة سبب يدعو الى وقف التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. في مكتب رئيس الوزراء لم يتجلدوا امام تصريحات ديسكين، ومصدر كبير في مكتب رئيس الوزراء عقب قائلا ان "يوفال ديسكين لم يعد يتحمل المسؤولية. من يتحمل المسؤولية يؤمن بانه يجب الحديث بلغة واضحة وجلية في الوقت الذي ينظر الينا العالم. "اذا قلنا نحن ان الاتفاق غير فظيع، فالغرب سيتعاون مع حكومة حماس الموحدة".
