رام الله / سما / اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات اليوم ان العالم يرحب بالمصالحة التي جرت في القاهرة امس بين حركتي (فتح) و(حماس) وبرعاية مصرية . وقال عريقات في تصريحات صحفية :"ان العالم يصر علينا وعلى ان نستمر في عملية السلام وان تحترم حكومتنا (المقبلة)الاتفاقيات الموقعة والالتزمات المترتبة علينا". واضاف عريقات الذي يرافق الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة لالمانيا ان عباس من جانبه يؤكد ان منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية تلتزمان بالاتفاقيات الموقعة وبمبدأ الدولتين على حدود العام 1967. كما اعرب عريقات العضو في اللجنة المركزية لحركة (فتح) عن الامل في ان توقف الحكومة الاسرائيلية الاستيطان "وتقبل المرجعيات الخاصة بعملية السلام حتى نستأنف المفاوضات". واشار الى ان المفاوضات هي من شأن منظمة التحرير الفلسطينية في اشارة الى عدم مسؤولية الحكومة الفلسطينية عن هذا الملف الذي تديره المنظمة. وابدت اسرائيل امس على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو معارضتها الشديدة للجهود الفلسطينية حيث اعلن من العاصمة البريطانية لندن ان اتفاق المصالحة بين حركتي (فتح) و(حماس) هو "ضربة قاسية للسلام". وقال نتنياهو للصحفيين قبل محادثاته الليلة الماضية مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "ما حدث في القاهرة هو ضربة قاسية للسلام ونصر عظيم للارهاب" مضيفا "انه قبل ثلاثة ايام مني الارهاب بهزيمة مدوية بالقضاء على بن لادن وفي القاهرة حقق الارهاب انتصارا". وحذر عريقات "من ان الفشل في المصالحة بين الفلسطينيين ليس خيارا بالنسبة لنا " مشددا على " انه ليس امامنا خيار الا النجاح لان المصلحة الوطنية الفلسطينية فوق كل اعتبار وفوق الفصائل" . واشار الى "ان هذه المصالحة هي طريقنا الى صندوق الاقتراع الذي لا يوجد أي طريق اخر اليه الا المصالحة كما لا يوجد طريق الى الدولة المستقلة الا المصالحة ". وتوقع عريقات " ان تنشب نقاشات وخلافات خلال مرحلة تطبيق بنود اتفاق المصالحة " غير انه شدد على " ان الحكم بيننا سوف يكون الديمقراطية والتي هي طريقة حياة وتفكير وكسر للانغلاق والتعصب التنظيمي والنظر للاخر كما ننظر لانفسنا كنهج حياة " وشدد على "اهمية ان يحتكم الفلسطينيون الى اسس الديمقراطية في حياتهم والايمان بمبدأ القبول بالاخر وهو الامر الذي نريد ان نؤسس له في حياتنا ". واحتفل الفلسطينيون امس في الضفة الغربية وقطاع غزة بتوقيع اتفاق المصالحة في القاهرة بمظاهرات حاشدة عبروا فيها عن الامل في ان يطوي هذا الاتفاق صفحة الانقسام الذي دام نحو اربعة اعوام . ونظم في القاهرة حفل حضره الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل وقادة عدد من الفصائل اضافة الى مسؤولين مصريين كبار من بينهم مدير المخابرات العامة اللواء مراد موافي . وعلى صعيد متصل كشف عريقات "ان المجلس الثوري لحركة (فتح) سيعقد اجتماعا له في رام الله يومي التاسع والعاشر من هذا الشهر حيث سيعمل على تشكيل لجان للبحث في تشكيل الحكومة وبرنامجها " والتي تم الاتفاق عليها في اعلان القاهرة . ونص اتفاق المصالحة بين حركتي (حماس) و (فتح) والذي جاء لانهاء الانقسام في احد بنوده على تشكيل حكومة وحدة وطنية من شخصيات مستقلة ومهنية تعد لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال عام . وكشف عريقات " ان الاسبوع المقبل سيشهد البدء في اتخاذ خطوات على الارض من اجل البدء في تنفيذ اتفاق المصالحة ". واعترف " بان التوصل الى اتفاق المصالحة لم يكن سهلا وان الامور حلت بمجرد التوقيع على هذا الاتفاق" مشددا على " ان الطريق صعب وطويل ويجب الا يكون الفشل خيارا لنا ولن يكون خيارنا".
