وسط أكوام الحديد والصفيح المتناثرة فوق صفحة الوطن ..تظهر معادن الناس ..، لكن الرجال الرجال هم وحدهم من يمتلك بريقا خاصا .. تلمح لمعانه من يعيد طيفا ولا أبهى..يخترق جزيئات الهواء ويتدفق زاحفا وسط الكتل الصدئه كنهر من الضوء..ليعلن عن جماله ..! قد لا يتمكن الكثيرون من رؤيته ..بعد أن فقدوا البصيره بقلوبهم وهم ينظرون بعيونهم المرتخيه التي أتعبتها السياسه..، لكنه حتما لن يتوقف عن إبهار الجميع بسحر طلته .. يجتمع المنتمون للوطن الممزق بين نافذتين في قاهرة الثوره اليوم ..بعد أن أرهقهم الانقسام ..وأرهقونا كثيرا معهم ..، ليعلنوا عن توحدهم في حبه ..، ورغبتهم في فتح صفحة جديده في العلاقه السويّه بين الأخ وأخيه و الثائر ورفيقه .. يجتمعون وكل أنظار ملايين الفلسطينيين والعرب والمسلمين تتجه نحوهم ليقرروا أن لا يسمحوا لكل مشاعر الخيبة والاحباط أن تصيبنا مرة أخرى ..ليثبتوا لنا من جديد أنهم لن يكونا عبئا على أنفسهم بعد أن كادوا أن يكونون عبئا على فلسطين وثورتها البريئه ..! نعرف ..أن من تلوثت يداه بدم أخيه .. من الصعب عليه أن يغسل عارها بماء الاحتفال ..، ونعرف كذلك أكثر أن من اعتاد على الصلاة في محراب الكنيس لن تهديه بوصلته بسهوله الى اتجاه قبلتنا ..! لكن فلسطين تحمل بين جنباتها من البركة ما يمكن أن يفعل أكثر من السحر ويفوق كل التوقعات الأكثر تفاؤلا ..! لذلك ليس أمام أهل فلسطين إلا أن يشمروا منذ اليوم وليس الغد عن سواعد العمل المخلص الواعي الدؤوب كي يوظفوا كل دقيقه في حياتهم من أجل انهاء الانقسام في كل جزيىء مزقه الانقسام في هواء بلادي .. وكل بيت سكنه الحزن على أثره ..! فاستحقاق اليوم ..غير استحقاق الأمس ..واستحقاق المستقبل غير استحقاق الحاضر .. غدا تنتظرنا فلسطين كلها من بحرها الى نهرها ..لنقدم لها الإجابه النموذجيه ..حول كيفية اعادة الاعتبار لبياضها في ظل سواد المرحله ..ولحضورها في ظل كل هذا الغياب ..ولتألقها في ظل هذا الضباب ..! سأوجه اليوم اعتذارا صادقا لشباب 15 آذار باسمي أنا وباسم فلسطين ..، ودون استئذان من الحاضرين من ممثلي الشرائح الفلسطينيه في مهرجان القاهره التصالحي ..ولأقول لهم شكرا أيها الكبار ..في عالم كنا فيه أصغر من أن تحتملنا فلسطين ..وكنتم فيه أكبر منا كثيرا ..! هؤلاء الشباب الذين أتقنوا لغة الصدق مع فلسطين حينما خاطبتها كلمات الرصاص المنتحر في شوارع الوطن.. ..عندما وقفوا ليسجلوا لنا نحن حفنة السياسيين العجزه وعلى الملأ أروع درس في حب الوطن ..وأرغمونا أن نعترف بخيارهم وبموعد تألقهم ..ودفعوا مئات الآلاف منا ونحن خجلين من أنفسنا أن نغادر مكاتبنا وبيوتنا للنزول الى الشارع لتلبية دعوتهم في 15 آذار 2011.. هذا الكرنفال الذي لم تدعوا اليه في القاهره أيها الشباب .. لا يضيركم ..ولا يضير ذاكرة فلسطين المدججه بفروسيتكم ..فهي ستتذكركم رغم أنف الشيطان الذي تعود أن يغيّب عنا بل ويسرق منا أجمل أبنائنا لننساهم في زحمة الكلمات ..والخطب ..والمهرجانات ! ورغم ذلك فأنا أعرف وانتم تعرفون ..أن مهمتكم الصادقه لم تنته بعد ..فأنتم أول الجهات التي ستقف بالمرصاد كي تدافع عن الاتفاق وتحمي ظهر فلسطين من فؤوس المأجورين .. وعباد الذات والحزب .. لقد رأيتكم ..وأنتم في الميدان ..في 15 آذار .. تفصّلون لنا مقاسا للشعر والوطن بهتافات شجعانكم : "الشعب يريد إنهاء الانقسام" ..فلم أنس قسمات وجوهكم التي غطتها ألوان العلم الأربعه ..، كنتم متميزون حقا ..وجميلون حقا ..وفلسطينيون حقا . لكم الجائزه ؟؟ وحدكم .. وللصادقين منا التصفيق ..فقط .