القدس المحتلة / سما / ذكرت الاذاعة العبرية الرسمية ان وزير المالية الاسرائيلية قرر وقف تحويل اموال الضرائب والمستحقات المالية الى السلطة الفلسطينية كاجراء عقابي على موافقة الرئيس عباس على التوقيع على المصالحة مع حركة حماس . وقال الوزير يوفال شتاينتس ان ان القرار يشمل ما قيمته بين 3- 5 مليارد شيكل سنويا اي ما يعادل مليارد ونصف المليارد دولار .واوعز يوفال شتاينتس الى موظفي وزارته بعدم حضور الاجتماع الدوري الذي كان من المقرر عقده اليوم مع المسؤول عن ضريبة القيمة المضافة في السلطة الفلسطينية.وقالت الاذاعة انه يتم عادة في ختام هذا الاجتماع تحويل اموال بقيمة 300 مليون شيقل الى السلطة الفلسطينية هي عبارة عن اموال جمارك وقيمة مضافة وضرائب تجنيها اسرائيل من العمال الفلسطينيين بموجب اتفاقية اوسلو (الدولار يساوي 3ر4 شيقل).وبينت ان قيمة الضرائب الاجمالية التي تحصل عليها السلطة الفلسطينية من اسرائيل تتراوح بين ثلاثة وخمسة مليارات شيقل سنويا وتشكل ثلثي ميزانية السلطة المالية.واكدت ان وزير المالية قرر الغاء الاجتماع المقرر مع الجانب الفلسطيني اليوم بعد مشاورات مع نتنياهو بهذا الخصوص.ونقلت الاذاعة عن شتاينتس قوله خلال جلسات مغلقة "انه ينبغي فحص ودراسة التوجهات الفلسطينية عقب اتفاق المصالحة والتأكد ان الفلسطينيين لن يسلكوا طريق "الارهاب" وعدم الاعتراف باسرائيل". من جهته ندد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات بما ذكرته الاذاعة الاسرائيلية اليوم عندما اكدت ان اسرائيل قررت تجميد المستحقات العائدة للسلطة الفلسطينية من اموال الضرائب.ورأى عريقات في تصريحات له انه اذا صح هذا الامر فذلك يدل على ان اسرائيل تحارب السلطة الفلسطينية سواء كان "هناك مصالحة مع حركة (حماس) او لم تكن او كانت هناك حكومة او لم تكن".واتهم الحكومة الاسرائيلية "باتباع نهج بمحاربة الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية بشكل مستمر منذ ان جاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الى الحكم في اسرائيل".وقال "ان ما يتحدثون عنه هو اموال الشعب الفلسطيني..واذا ما صحت هذه الاخبار بشأن تجميد تحويلها للسلطة فهذه (قرصنة مالية) الامر الذي ندينه ونرفضه بشدة".و اعتبر عريقات ان كل ردود الفعل الاسرائيلية الغاضبة ازاء اتفاق المصالحة "انما هو جزء من نهج استخدام الذرائع لعدم ذهابها نحو السلام".ونبه الى "ان اسرائيل وقبل المصالحة كانت تقول ان الرئيس محمود عباس شخص خطير يجب التخلص منه لا لشيء الا لانه تمسك بالثوابت وبوقف الاستيطان بما يشمل القدس وباقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين والافراج عن المعتقلين".واتهم عريقات اسرائيل "بمواصلة التحريض ضد الرئيس عباس وضد منظمة التحرير الفلسطينية" مشددا على "انهم يستخدمون الان المصالحة كذريعة في اطار سياسة التحريض هذه ضدنا".وقال "ان السلطة الفلسطينية تجرى هذه الايام اتصالات مع مختلف دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي وروسيا ونؤكد لهم انه لا يمكن التوصل الى خيار الدولتين واقامة دولة فلسطينية مستقلة الا بالمصالحة اذا كان هناك رغبة في تحقيق السلام".وأعرب عن الامل في ان تفهم دول العالم انهم اذا كانوا يسعون الى السلام فإن الطريق اليه يأتي عبر المصالحة واذا كانوا يريدون الوصول الى الديمقراطية فإن هذا يتحقق من خلال المصالحة.ورأى ان رد الفعل الاسرائيلي على هذه المصالحة يؤكد ان هذا الانقسام كان يشكل نقطة ارتكاز في استراتيجية اسرائيل العليا.