خبر : وأخيراً هل سيفعلها المتخاصمان ويوقعان إن غداً لناظره قريب .. ماجدة البلبيسي

الجمعة 29 أبريل 2011 10:42 م / بتوقيت القدس +2GMT
وأخيراً هل سيفعلها المتخاصمان ويوقعان إن غداً لناظره قريب .. ماجدة البلبيسي



وقع خبر التوقيع على الأحرف الأولى للمصالحة على أذني، كأي خبر عادي، بينما كنت أستعد لمتابعة مباراة كرة القدم بين فريقي برشلونة وريال  مدريد، ولم أصغ بإهتمام  لمهاتفة  الكثير من صديقاتي لي حول هذا الخبر، بل " النبأ العظيم"، الذي طالما انتظرناه لسنوات ولم يتحقق، رغم أنني من أشد المتفائلين في هذه الحياة، إلا أن خبر المصالحة لم يبقيني على هذه الحالة، و إحساس الشك وحالة الإحباط سيطر على نفسي لدرجة كبيرة يصعب علىَ تصديق كل ما يقال بعد التجارب الأليمة السابقة التي تحدثت عن قرب الوصول إلى المصالحة والكثير من الحوارات والاتفاقات التي وقعت في بعض الدول العربية، ولكن لا استطيع أن أمنى نفسي بأحلام صعبة التحقيق، وأتمنى أن لا يكون ظني في مكانه، وأن يكون الحديث هذه المرة عن  مصالحة حقيقية وفعلية وليست اضطرارية فرضتها علينا ظروف المنطقة العربية والثورات التي بدأت تغزو الدول العربية واحدة تلو الأخرى. على أي حال من الأحوال لا أريد أن أكون متشائمةً للغاية، لحين تفعيل هذا التوقيع على أرض الواقع ومشاهده ولمس آثاره الفعلية بشكل عملي من خلال جملة من التغييرات وعلى رأسها عودة الآلاف من موظفي السلطة السابقة لمواقع عملهم، وهذه تعد أولوية بالنسبة لي ولغيري من النساء المتضررات من تعطل أزواجهم عن العمل ومكوثهم في البيوت لسنوات طويلة كادوا أن يفقدوا على إثرها خبراتهم العملية التي اكتسبوها على مدار سنوات طويلة من العمل، وتخف حدة الأمراض الاجتماعية التي تبعت كابوس الانقسام المقيت الذي أدى إلى شرخ دقيق في  علاقاتنا الاجتماعية والإنسانية وحول حياتنا إلى روتين قاتل،  هذه جزئية واحدة من جملة متطلبات ضرورية لترميم علاقتنا وتأهيل نفوسنا للعودة إلى ما قبل الانقسام، فحينما أشعر بأنني مواطنة في هذه البقعة الصغيرة من الوطن تصان حقوقي الأساسية وفي مقدمتها الأمن الشخصي وحرية الحركة والتنقل، والسكن والصحة، وجودة الخدمات، وقبل كل ذلك حرية التعبير عن الرأي بحرية دون ريب أو خوف حينها أشعر أن هناك مصالحة حقيقية، حينما تفتح المعابر في وجه المواطنين العاديين الذين سئموا من الانتظار وطابور التسجيل والسفر حسب اللون السياسي والفكر الأيدلوجي وغيره من الشروط كل ذلك إذا ما تحقق وتم الاتفاق على إدارة معبر رفح الحدودي بتوافق بين الطرفين، حينها أشعر بأن هناك مصالحة على الأرض وليست على الورق ووسط المراسم والطقوس المعروفة. هناك متطلبات أخرى يريد أن يلمسها المواطن المغلوب على أمره الذي أنهكه الانقسام وأفقده فرص السفر والتعلم والعمل وتلقي العلاج في الخارج بل في الداخل أيضاً، عدا عن عودة مئات المهجرين قسرياً والذين أبعدو عن أسرهم لسنوات طويلة واجهوا على إثرها مشاكل جديدة ومتطلبات فرضها الواقع عليهم، كل ذلك أرى أنه من الأهمية بمكان أن يعطينا ويقنعنا بأننا باتجاه مصالحة حقيقية فعلية، جاءت كضرورة وطنية في المقام الأول وليست اضطرارية، رغم أننا كنا نحلم بأن تتحقق هذه المصالحة قبل سنوات كي نتجنب الكثير من الويلات والأزمات النفسية والاجتماعية وعلى رأسها حالة الإحباط التي وصلت لكل بيت بلا استثناء. أعي جيدا كذلك أنه بدون المصالحة الاجتماعية وحقن الدماء لن تكون هناك مصالحة حقيقية علينا أن نهيئ أنفسنا ونؤهلها للتسامح والصفح الجميل، حتى لا نعود إلى نهج الانتقام لا سمح الله، علينا أن نؤمن بأن هذه المصالحة جاءت بعد قناعات من جميع الأطراف بضرورتها وإن جاءت متأخرة كثيراً، وأنها تخدم المصلحة الوطنية للعليا للشعب الفلسطيني الذي يواجه تحديات جمه، وأولها ما صدر من تصريحات من قادة العدو الصهيوني بتشديد الحصار المالي على قطاع غزة، كل ذلك لن يضير في حالة كنا يدا واحدة ووقفنا في خندق واحد فيد الله مع الجماعة، وفي الوحدة قوة والتفرق ضعف، فعلينا أن نعد أنفسنا كي ندفع استحقاقات هذه المرحلة الهامة في تاريخ الشعب الفلسطيني وأن نوحد الجهد ونتعالى على الاختلافات لنبدأ رحلة الاعمار وإعادة الاعتبار للإنسان الفلسطيني أولاً ومن ثم لقضيتنا الوطنية الشرعية على طريق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والله الموفق والمستعان.