خبر : الوقوف الى جانب مهدها/هآرتس

الجمعة 29 أبريل 2011 02:55 م / بتوقيت القدس +2GMT
الوقوف الى جانب مهدها/هآرتس



 ريح صرصر تهب على اسرائيل – ريح صرصر الدولة الفلسطينية. من الادق القول ان هذه الريح هبت على زعماء اسرائيل على مدى نحو أربعة عقود. وحل الان محلها الحرج، الآخذ في التزايد كلما اقتربنا من الموعد الذي ستعلن فيه الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة، باغلبية دولية ساحقة. رغم المساعي اليائسة لاسرائيل لاعاقة الخطوة – يبدو أن الامر قد حسم: دولة فلسطينية ستقوم وقريبا. والسؤال هو ماذا ينبغي لاسرائيل أن تفعل فضلا عن مساعي الاقناع، زرع الرعب والاعراب عن المخاوف.  سذاجة هي ان نرى في مجرد اقامة الدولة الفلسطينية – بل وبدون مفاوضات واتفاق مع اسرائيل – حلا سحريا ينهي النزاع دفعة واحدة. ولكن هناك سذاجة لا تقل في التفكير بان منع اقامتها لا يزال ممكنا، او مجديا. يحتمل أن يكون العكس هو الصحيح: اذا ما قيد لنا على أية حال أن تنقسم البلاد – فيحتمل أن تخرج اسرائيل رابحة بالذات من الوقوف الودي الى جانب مهد الدولة الفلسطينية الوليدة، بل وربما كأحد عرابيها.  اسرائيل يمكنها أن تحسن موقفها اذا ما عكست دولاب مصيرها بكلتي يديها: ان تقف على رأس المرحبين لاقامة دولة – شقيقة فلسطينية، تمد لها اليد للسلام وتعرب عن رغبتها في التباحث معها في مسائل الحدود، اللاجئين والمستوطنات – وهذه المرة على مستوى مختلف تماما: كدولتين سياديتين.  يحتمل أنه في هذه الخطوة الشجاعة والسخية تنجح اسرائيل في التخلي عن طوق عدم الشرعية الذي يغلق عليها: تعويض المسؤولية الملقاة عليها في مشكلة اللاجئين والاحتلال، ونقل النزاع من البعد الديني الى البعد الاقليمي، وعلى المستوى التكتيكي – نقل المسؤولية الواجبة من الدولة أيضا الى الطرف الفلسطيني، مهما كانت حكومته. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سارع على عادته الى شجب اتفاق المصالحة بين فتح وحماس، بدلا من اعطاء فرصة لحكومة الوحدة الفلسطينية.  وحتى لو خيب الفلسطينين الآمال، وحتى لو لم يكن لذلك نتائج عملية فورية، فان ابداء النية الطيبة يمكن أن يكسب اسرائيل ذخائر فقدتها منذ زمن بعيد في نظر العالم: الموقف الاخلاقي، صفاء السريرة وطيب النية.