خبر : لا يهمني اسمك.. كوثر النيرب

السبت 23 أبريل 2011 08:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
لا يهمني اسمك.. كوثر النيرب



لا يهمني اسمك، ولا يهمني بلدك، يهمني الإنسان حتى بلا عنوان، رائعة الفنان محمد منير، فتحت باب مشاعري على مصراعيه، مشاعر تضاربت بين الحزن الشديد، والشفقة الشديدة عما آلت إليه أحوالنا، ما الذي يحدث ؟! هل ما حدث فعلا في غزة؟ هل هؤلاء الشباب من غزة؟ أم أنهم هبطوا علينا من كوكب آ خر؟ الموقف بدا وكأننا نستكثر علينا حب الآخر لنا، وكأن غزة المثخنة بالجراح ينقصها ما حدث، وبدأنا نتساءل لماذا؟ ومن المستفيد؟ المستفيد، لا أحد بالطبع، الا أعداء الإنسانية، جاء فيكتور إلى غزة من اجل الإنسان الفلسطيني؟ هذا المشهد الأول الصادم فيما حدث. أما المشهد الأكثر صدمة فهو مطاردة المتورطين في هذه الجريمة البشعة، لم نكن نتوقع هذه النهاية السريعة التى للأسف نخشى أن يسدل عليها الستار من دون أن نفهم لماذا؟ وما السبب؟ وماذا جنى فيكتور لتكن نهايته ليس كما كان يحلم ولماذا وئد حلمه سريعاً؟ وما الضمان من أن هذا المشهد لن يتكرر؟ وكم منا ينتظر أن تزهق أحلامه في بلد لا يمتلك الا الأحلام! المشهد الثالث مشهد والدة احد المشتبه بهم بالجريمة، وهى تناديه وتتوسل إليه أن يرحم قلبها الممزق، مشهد مزق قلوبنا جميعاً، ولكن رغم ذلك لم يلين قلبه عليها. بكيت لبكائها الذي ضاع أدراج الرياح، لم تفكر أبداً في يوم من الأيام أنها ستودعه الوداع الأخير بهذه الطريقة، لماذا لا يفكر هؤلاء بأقرب الناس لهم؟ وكيف تغيب المشاعر بهذه الصورة الغريبة العجيبة؟؟ المشهد الثالث، والدة فيكتور التي ضحت بوجوده جانبها وبجانب والده المريض، من اجل الإنسان الفلسطيني من اجل نصرة قضية عادلة، قضية من أجل القضايا الإنسانية، لم استغرب عندما تأثرت زميلة لي شديدة التدين وقالت “سأدعو ربي دائما أن يتقبله شهيداً”. تبسمت، هذه هي الإنسانية لا يحدها أديان أو بلدان، وبعد هذه المشاهد الحزينة نتمنى أن يقف كل إنسان مع نفسه، ويذكرها دائماً، وهنا أقول الإنسان وليس البشر، لان من مشاهدتنا هناك بشر، ولكن تبحث عن الإنسان داخله فلا تجد، إن ما يغضب الإنسان لابد أن يغضب رب البشر. أتمنى دائما أن نرى جميع المواقف بحياتنا بمرآة الإنسانية، لأن الفطرة السليمة لا فرق بينها وبين الإنسانية أو الدين، ولا يسعني الا أن نجدد دائما دعوة فيكتور كن إنسان.