كأولوية لتطبيق أي اتفاق مع العدو يجب أن يكون الأسرى في رأس الأولوية، ولا اتفاق من غير تحريرهم كشرط مسبق لا مساومة فيه وعليه، وهذا ما افتقده اتفاق أوسلو المشؤوم حيث تجاهل هذا الاتفاق أغلبهم وترك الخيار للعدو ليفرض على مناضلينا الأسرى شروطه المهينة وخاصة التعهد بالتزام السلام مع الصهاينة ونبذ العنف، أي عدم مقاومة الاحتلال. اليوم نعيش أزمة حقيقية ترتبط بهؤلاء الذين يدفعون حريتهم ثمناً لحرية شعبهم، ورغم أن هذا خيارهم الذي مارسوه عن حب لبلدهم وشعبهم إلا أن ذلك لا يعني التغافل عن معاناتهم أو التكاسل والاستخفاف بقضيتهم. إن محاولات الإفراج الراهنة عن أسرانا البواسل لا ترقى إلى مستوى المسؤولية الوطنية أو الأخلاقية الواجبة تجاههم، ومن هنا لابد من تفكير جدي في الأسلوب الأمثل للإفراج عن أغلبيتهم إن لم يكن كلهم وهو الهدف الذي يجب أن يضعه بين عينيه كل من يقول ببرنامج وطني يستهدف التحرير أو يسعى للوحدة الوطنية. ليس لقائد سياسي أو في الأجنحة العسكرية للفصائل أن ينام ملء جفنيه وهو يعرف بدموع أمهاتنا المفجوعات بفقد أبنائهن بسجون العدو، ولا بآهات الأبناء والزوجات تحسراً على فراق يطول من غير رحمة، ولا بحزن الإخوة والأهل لغياب الأحبة وفقد الألفة التي تعودوها منهم. الزيارات والتواصل كما الحاجيات و"الكنتين" وغيرها من وسائل التخفيف عن هؤلاء الأحبة يجب أن لا تلغي أو تخفف من السعي الدائم والمثابر على ابتداع الطرق من أجل الإفراج عنهم سواء بطرق قانونية سلمية أو بالطرق العنفية التي ترغم العدو على تلبية مطالبنا بغير مراوغة. إن هدف تحرير أسرانا يحظى بإجماع وطني لا مثيل له، وله ذات الاهتمام بتحرير الأرض والمقدسات لأن الإنسان هو هدف كل النضال في المحصلة النهائية. تحية لأسرانا البواسل في يومهم الوطني ولن نمل من الدعاء لهم كما الدعوة لتحريرهم. Zead51@hotmail.com