لندن / سما / أكدت مؤسسات حقوقية وإنسانية أوربية على ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة لحقوق الإنسان بحق الأسرى الفلسطينيين داعية المجتمع الدولي إلى التدخل بقوة لوقف سياسة التعذيب خاصة ضد الأسيرات والأطفال في سجون الاحتلال. ودعت المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى منح الأسرى الفلسطينيين أبسط حقوقهم الاعتقالية ووقف الاعتقالات الإدارية التي تتم بذريعة "الملفات السرية" مؤكدة على ضرةرة الإفراج الفوري عن أعضاء المجلس التشريعي وغيرهم من القيادات السياسية.جاءت دعوات المؤسسات التي تمثل عدة دول من بينها فرنسا والمانيا وبلجيكا والنرويج؛ خلال تظاهرة سلمية امام مقر المفوضية الأوربية في بروكسل ببلجيكا بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني، شاركت فيها (17) مؤسسة أوربية داعمة لحقوق الأسرى الفلسطينيين في مواجهة الانتهاكات الأإسرائيلية ضدهم.وتقدم التظاهرة السلمية عدة نساء ورجال معصوبي الأعين واسلاك شائكة تحيط بهم من كل جانب مشيرين بذلك إلى ما يواجهه الأسرى الفلسطينيون من تعذيب وقهر وإذلال، فيما رفع آخرون الأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بالسياسات الإسرائيلية بحق الأسرى، وصور الأسرى التي برزت من بينها صور الأسيرات مثل الأسيرة نيللي الصفدي وكفاح قطيش.واتهمت الشبكة الأوروبية لدعم حقوق الأسرى الفلسطينيين UFree احد المؤسسات القائمة على تنظيم التظاهرة المجتمع الدولي "لازدواجية المعايير الدولية" التي يتعاملون بها مع قضية الأسرى من خلال تركيز جل اهتمامها على أسر جندي إسرائيلي واحد كان يقف في أرض محتلة، في مقابل إغفال معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين. وطالبت الشبكة الأوربية بالإفراج غير المشروط عنهم كونهم يدافعون عن حقوقهم المشروعة بموجب الأعراف والقوانين الدولية كافة، مؤكدة إدانتها بشدة استخدام سلطات الاحتلال سياسة الاعتقال الإداري والانفرادي، كما حدث مع الأسيرة المريضة كفاح قطيش، والأسير الضرير عبادة سعيد بلال وزوجته الأأسيرة نيللي الصفدي.ودعت UFree الإتحاد الأوربي و الأمم المتحدة إلى إجبار إسرائيل على الالتزام بالقوانين الدولية المتعلقة بحقوق المعتقلين ووقف التعذيب ضدهم، ووقف كافة الانتهاكات التي تمارسها بحقهم.من جانبه قال الناشط الحقوقي لوك فيرفات "luk vervaet" في كلمة المؤسسات الأوربية المشاركة: " الاسرى الفلسطينيون يتعرضون للتعذيب خاصة النساء ويواجهون أساليب التحرش والتعذيب الجسدي والنفسي والاهانة والتفتيش بطريقة مهينة والضرب وغير ذلك"وأكد الناشط "فيرفات" على ضرورة منح الاسرى الفلطسينيين حقوقهم الاعتقالية كافة بموجب القوانين الدولية والإنسانية، مشيرا إلى أن معظم أفراد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع مروا بالتجربة الاعتقالية. وذكر أن إسرائيل تعتقل حاليا 5834 اسيرا منهم 798 اسير محكومين مدى الحياة، ومن بينهم 330 اعتقلوا قبل اتقاقية اوسلو في العام 1993؛ منهم 95 اسيرا أمضوا اكثر من 20 عاما في السجون الاسرائيلية، إضافة الى اعتقال نحو 40 سياسيا وبرلمانيا من الوزراء والنواب الفلسطينيين.ونددت المؤسسات المشاركة في التظاهرة بسياسة الاحتلال الرامية إلى تشتيت شمل الاسر الفلسطينية من خلال العزل الانفرادي والحرمان من الزيارة لعدة سنوات كما يحدث مع 676 اسير من غزة محرومين من الزيارات منذ حوالي اربع سنوات وغير مسموح لهم الاتصال مع ذويهم.وتطرقت إلى معاناة الأأسيرات والأطفال في سجون الاحتلال "المحرومين من أبسط حقوقهم الآدمية والاعتقالية" مؤكدين أن قوات الاحتلال تحتجزهم وسط "ظروف غير انسانية".وقال الناشط "فيرفات": "إسرائيل تعتقل 221 طفل ما بين 12-18 في السجون الاسرائيلية حسب احصائية الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال، علاوة على 75 طفلا وضعتهم قيد الاقامة الجبرية رغم صغر سنهم وهو ما لم يحدث في العالم".. وأضاف: "10% من المعتقلين وضعوا تحت الاعتقال الاداري وهو امرة عسكرية ويبيح لهم اعتقال اي انسان بصورة تعسفية تحت ذرائع امنية لمدة 6 اشهر مع تجديد المدة تعسفا" . كما أعرب ممثلو المؤسسات الحقوقية والإنسانية والمتضامنون الأجانب عن إدانتهم الشديدة لجريمة القتل البشعة التي تعرض لها المتضامن الإيطالي الصحفي فيتوريو أريغوني Vittorio Arrigoni بعد اختطافه الخميس الماضي على أيدي جماعة مجهولة في غزة، مؤكدين أن قوافل المتضامنين وكسر الحصار عن غزة "ستتواصل ولن تتوقف رغم كل المؤامرات والتهديدات الإسرائيلية".