غزة / سما / طالب ممثلو منظمات أهلية عاملة في مجال تأهيل المعاقين وخبراء وأكاديميون بتعزيز فرص الدمج لذوي الاعاقه وبخاصة تعيين مدرسي التعليم الخاص" التربية الخاصة " في المدارس الحكومية ؛ وعقد برامج تدريبية وورشات عمل للمرشدين التعليمين ، وتعزيز دور الجامعات وكليات المجتمع في فتح تخصصات التربية الخاصة وتطوير المناهج التعليمية المتعلقه بهذا المجال . جاء ذلك في ورشة العمل التي نظمها قطاع التأهيل في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية بعنوان " الدمج وذوي الإعاقة في قطاع غزة ... آمال وتحديات " في قاعة جمعية أطفالنا للصم في مدنية غزة وذلك ضمن الحملة الأهلية لتوفير فرص الدمج للأشخاص ذوي الإعاقة "ضمن مشروع تعزيز الديمقراطية وبناء قدرات المنظمات الاهلية الممول من المساعدات النرويجية. وفي كلمتة الترحيبية باسم قطاع التأهيل اكد مدير جمعية أطفالنا للصم نعيم كباجة أن هذه الورشة تأتي ضمن سلسلة فعاليات وأنشطة لقطاع التأهيل في الشبكة بهدف الوصول إلى حماية أفضل للأفراد المعاقين والعمل على تحسين حقوقهم والتي تتوج عملية الدمج . وأشار كباجة الى ان عملية الدمج غالباً ما تكون محفوفة بالصعوبات وأن كثير من عمليات الدمج التي حدثت عبارة عن دمج ظاهري لا يحقق أهداف البرامج النبيلة ،فهي لا تستند إلى أسس البرامج العلمية المبنية على التقبل والقناعة بقدرات المعاق وقدرته على العطاء . و من جانبه أكد كمال أبو قمر مدير الجمعية الوطنية لتأهيل المعاقين في ورقته "مؤسسات التأهيل والدمج آمال وتحديات " أن الهدف من الدمج هو تحقيق المساواة بين أفراد المجتمع، دون تميز، في ممارسة الأدوار والمسؤوليات الاجتماعية على صعيد العائلة والمجتمع . وأكد على وجود وجد أسس للدمج وهي توفير خبرات التفاعل بين ذوي الإعاقة/ ذوي الاحتياجات الخاصة وأقرانهم دون إعاقة والعمل على زيادة فرص التقبل الاجتماعي وكذلك الشمولية من حيث أوجه وأنشطة الحياة. وطالب أبو قمر بتطبيق بنود من قانون الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 4/1999، وإكمال التهيئة المدرسية بما فيها توفر غرف المصادر والحمامات واستخدام لغة الإشارة في الإعلام المرئي مشيرا الى الحاجة إلى خطة شاملة لجميع الوزارات تكفل ضمان تنفيذ سليم لعمليات الدمج بشتى أنواعها . ومن ناحيته أشار عبد القادر نصار مسئول برنامج التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم في ورقته " سياسات وزارة التربية والتعليم " إلى حرص الوزارة على أهمية الدور الذي تلعبه قامت بإنشاء دائرة للتربية الخاصة للاهتمام بالطلبة المعوقين ولتطوير البرامج بما يتلاءم مع فلسفة التعليم العام وحقوق الأفراد في التعليم. واوضح ان الوزارة تبنت برنامج التعليم الجامع الذي يعني " مدرسة لا تستثني أحداً من الطلبة " منذ عام 1997 م. في ظل المادة 10 من قانون حقوق المعوقين الفلسطيني رقم(4) لسنة1999م وهي: ضمان حق المعوقين في الحصول على فرص متكافئة للالتحاق بالمرافق التربوية والتعليمية والجامعات ضمن إطار المناهج المعمول بها في هذه المرافق. ولفت نصار إنه تم إصدار نشرات ليس فقط لجميع مدارس الوطن بل حتى لجميع المدارس الخاصة ورياض الأطفال بالسماح لدمج جميع الطلبة والأطفال المعوقين ماعدا شديدي الإعاقة السمعية والعقلية والحركية وذلك لاحتياجهم الشديد إلى تعليم أكثر تخصصية يعتمد على التعليم الفردي ولا يستطيعون تلقي التعليم ضمن بيئة المدرسة العادية . ولفت انه بلغ عدد الطلبة المدموجين هذا العام 2010/2011م حوالي (2859) من المعاقين في المدارس الحكومية ومن جانبه أكد حسين أبو منصور مدير جمعية جباليا للتأهيل في ورقته " الدمج داخل المجتمع وأثره على الأشخاص ذوي الإعاقة " مفهوم الدمج يعني تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة في المدارس العادية مع أقرانهم العاديين وإعدادهم للعمل في المجتمع مع العاديين أن الدمج أحد الاتجاهات الحديثة في التربية الخاصة, وهو يتضمن وضع الأطفال ذوي الإعاقة العقلية بدرجة بسيطة في المدارس الابتدائية العادية مع اتخاذ الإجراءات التي تضمن استفادتهم من البرامج التربوية المقدمة في هذه المدارس. وأن الدمج يعني ضرورة أن يقضي الأشخاص ذوي الإعاقة أطول وقت ممكن في الفصول العادية مع إمدادهم بالخدمات الخاصة إذا لزم الأمر . ونوه أبو منصور الى أن أنواع الدمج مختلفة تختلف باختلاف مستوى الإعاقة منها: الدمج المكاني، والدمج التربوي أو الأكاديمي، وهو النوع التي تستخدمه وزارة التربية والتعليم في فلسطين وأوضح أبو منصور أن هناك شروط يجب أن تتوافر في الأطفال القابلين للدمج أن يكون الطفل ذو الإعاقة من نفس المرحلة العمرية للطلبة العاديين. وقادراً على الاعتماد على نفسه في قضاء حاجاته. وأن يكون الطفل ذو الإعاقة من نفس سكان المنطقة المحيطة بالمدرسة، أو تتوفر له وسيلة مواصلات آمنة من وإلى المدرسة، أن يتم اختيار الطفل من قبل لجنة متخصصة للحكم على قدراته على مسايرة برامج المدرسة والتكيف معها شرط ألا تكون إعاقته من الدرجة الشديدة وألا تكون لديه إعاقات متعددة. وكذلك القدرة على التعلم في مجموعات تعليمية كبيرة عند عرض مواد تعليمية. وفي الجلسة الثانية للورشة التي أدارها مصطفى عابد مدير برنامج التأهيل في جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية تم استعراض أفلام وثائقية تدور حول قصص نجاح حالات للدمج من داخل المجتمع الغزي ،وأكد عابد بعد عرض الأفلام على مدى أهمية التعليم الجامع وضرورة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية، إلا أن المشكلة الرئيسة تكمن في ضعف الخبرة العملية والنظرية في مجال التربية الخاصة لدى العاملين في هذا المجال . وفي نهاية الورشة عرض المشاركون التوصيات التي خرجوا بها ومنها غياب الدور الإعلامي بالنسبة للدمج وضرورة الاهتمام بقطاع التأهيل المهني داخل المجتمع المحلي والعمل على الوصول لقدرات ومهارات وأساليب جديدة في عملية الدمج لأطفال ذوي الإعاقة وكذلك إيجاد فرص عمل لذوي الإعاقة في المؤسسات الحكومية والأهلية ،وتوفير مترجمين إشارة في جميع المؤسسات الحكومية .