خبر : وجه الشر../ وطعنا../يديعوت

الإثنين 18 أبريل 2011 11:26 ص / بتوقيت القدس +2GMT
وجه الشر../ وطعنا../يديعوت



 ببرودة أعصاب شيطانية، دون أن يهتز لهما رمش، دون أي ندم. هكذا أعاد المخربان اللذان ذبحا خمسة من ابناء عائلة بوغل تمثيل حملة الذبح التي تجمد الدم والتي نفذاها قبل نحو شهر. ورويا كيف حزا بوحشية رقبة الطفلين الغضين، كيف صارعهما الابوان الى أن انهكا وانهارا أخيرا يقطران دما، وعن البكاء الصارخ لهداس الرضيعة والذي دفعهما على اعقابهما عائدين الى داخل البيت كي يذبحاها هي أيضا.  نجحت المخابرات الاسرائيلية في اعتقال المخربين اللذين نفذا المذبحة الباعثة على الصدمة في ايتمار. احدهما هو حكيم عواد، ابن 18، تلميذ ثانوية. والثاني أمجد عواد، 19، طالب. كلاهما من سكان القرية المجاورة عورتا. كلتاهما يتماثلان مع منظمة الجبهة الشعبية، ولكن دون انتماء لمنظمة ارهابية. كلاهما رويا في التحقيق معهما بانهما نفذا القتل بدافع وطني ولكن دون تخطيط مسبق، رفضا الاعراب عن الندم وشرحا بانهما ارادا "ان يموتا ميتة الشهداء". الاعداد – سكاكين وكراهية لاذعة من التحقيق معهما يتبين أن نشاطهما بدأ قبل ثلاثة ايام من المذبحة. عندها اتخذا القرار بتنفيذ عملية ضد اليهود، توجها الى نشيط الجبهة الشعبية في عورتا وطلبا منه أن يوفر لهما أسلحة. لم ينجح في الحصول على بنادق، ولكن هذا لم يمنعهما من تنفيذ مأربهما الاجرامي، ويوم الجمعة 11 ايار في الساعة 15:00 قررا الخروج في حملتهما للذبح.  مسلحان بالسكاكين، بغطاء للوجه، بقطاعة لقطع السياج وبكراهية لاذعة، انطلقا من القرية في حوالي الساعة 21:00 مساءا. بعد نحو 15 دقيقة من السير على الاقدام وصلا الى سياج بلدة ايتمار، قطعا السياج ودخلا. سارعا الى اقتحام أحد المنازل المجاورة للسياج لابناء عائلة حي. لم يكن هناك احد في البيت، ولكن في التفتيش الذي أجرياه في المكان عثر المخربان على بندقية ام 16 قصيرة، خزانات رصاص، سترة واقية وطاسة حربية.  المذبحة، صارعا حتى الموت فور ذلك، كما روى الاثنان لدى التحقيق معهما في المخابرات، توجها الى منزل عائلة بوغل. ومن نافذة المنزل لاحظا طفلين. اقتحما بسرعة عبر النافذة وقتلا الاثنين بطعنات سكين. كان هذان هما يوآف ابن 11 والعاد ابن 4.  من هناك واصلا حملتهما الشيطانية نحو غرفة النوم واشعلا النور. في هذه اللحظة بدأ صراع بينهما وبين الزوجين اودي 36 وروتي 35. وخلافا لمنشورات سابقة تبين أن روتي لم تطلق عليهما النار بسلاح زوجها، ولكنها حاولت مصارعتهما بما تبقى لها من قوة. وأخيرا نجح المخربان بطعن اودي حتى الموت. اما روتي فاطلقا النار عليها فقتلاها بواسطة البندقية التي وجداها في المنزل الاول الذي دخلا اليه.  في هذه المرحلة، كما روى الاثنان، لم يلاحظا هداس الرضيعة ابنة الاربعة اشهر التي كانت في غرفة الابوين. ولا بالطفلين روعي ويشاي اللذان كانا هما ايضا في البيت. وجدا في بيت عائلة بوغل بندقية أخرى، اخذاها وسارعا للخروج لفحص اذا كان الجيران قد سمعوا اطلاق النار. لاحظ المخربان سيارة دورية تمر في البلدة وقررا الانسحاب بسرعة باتجاه السياج.  نزعة الشر – عادا لقتل هداس ولكن في هذه المرحلة قرر الاثنان العودة الى البيت للبحث عن اسلحة اخرى. عندما عادا سمعا بكاء الرضيعة هداس فتخوفا من أن يكشفهما البكاء. أمجد عاد داخلا الى البيت وطعنها حتى الموت. وشرح في التحقيق معه بانه فعل ذلك "كي لا تثير الصخب". كما رويا ببرودة أعصاب بان من ناحيتهما لا يوجد فرق في العمر، وأن "الاطفال والرضع على حد سواء هم يهود" – وعليه فقد قررا قتلهم.  الطفلان الاخران اللذان كانا في البيت، روعي ويشاي، لم يلاحظاهما. اما أمجد فقد روى في التحقيق معه بانه لو كان لاحظهما لما كان تردد في قتلهما هما ايضا.  في ختام حملة الذبح خاصتهما عاد الاثنان الى عورتا حيث اطلعا على فعلهما عم أحدهما، صلاح عواد، هو أيضا نشيط في الجبهة الشعبية. ونقل العم السلاح لاحد سكان رام الله وأخفى السكاكين التي نفذت فيها العملية. وفي ذات المساء ساعد العم الاثنين في احراق ملابسهما، التي كانت ملطخة بدم المغدورين.  اليوم التالي – المخربان عادا الى الدراسة غداة العملية عاد الاثنان الى حياتهما الطبيعية. حكيم عاد الى دراسته في الثانوية، وامجد عاد لدراسته في الجامعة. محققو المخابرات ذهلوا من برودة الاعصاب التي ابداها المخربان في التحقيق ولا سيما من أنه في مرحلة اعادة التمثيل لم يعربا عن الندم حتى ولا مرة واحدة. وقال احد المحققين: "في كل سنواتي لم ألقَ مثل برودة الاعصاب هذه".  في التحقيق أيضا تبين بان أبا حكيم هو نشيط الجبهة الشعبية، في الماضي قضى في سجن السلطة الفلسطينية على خلفية قتل ابنة عمه واحراق جثتها. عمه جبريل عواد قتل في اشتباك مع قوة للجيش الاسرائيلي في كانون الاول 2003 بل وكان مشاركا في العملية في ايتمار في 2002 التي قتل فيها منسق امن البلدة واربعة ابناء عائلة شابو.  عائلات المغدورين: لا مواساة في المعرفة عائلة بوغل وبن يشاي تلقيا بشرى القبض على قاتلي اعزائهم الاسبوع الماضي وقالوا انهم لا يجدون مواساة في معرفة القتلة. "من الصعب الحديث عن القبض عليهما بتعبير الفرح او التحلل من الثقل"، قال يوحاي بن يشاي، شقيق روتي الراحلة. أخوه حنان قال: "حسن أن امسكتم بهما ونحن نشعر بفرح كبير في أن لنا قوة وشدة كدولة. يجب العمل على الا يكون هناك أي احتمال في أن يفكر احد ما مرة اخرى بعمل مثل هذا الشيء. يجب تحقيق الردع للمستقبل".