غزة / رويترز/ خمسة آلاف عام من التاريخ ترقد آثارها مدفونة تحت الرمال في قطاع غزة من شمشون الذي ورد اسمه في التوراة إلى الجنرال اللنبي.هذه الارض المسطحة الواقعة في جنوب شرق البحر المتوسط حكمها المصيرون القدماء والفلسط والرومان والبيزنطيون والصليبيون. كما حاصرها الإسكندر الاكبر وزارها الإمبراطور الروماني هدريان وأغار عليها المغول. وغزتها جيوش المسلمين قبل 1400 ستة وفي وقت لاحق أصبحت جزءا من الامبراطورية العثمانية وبعد ذلك معسكرا لقوات نابليون ودارت فيها بعض معارك الحرب العالمية الاولى.لكن التنقيب عن الآثار هنا معدوم تقريبا.في قرية الزوايدة على بعد 15 كيلومترا من مدينة غزة تبذل وزارة السياحة والآثار الفلسطينية محاولات للحفاظ على موقع دير القديس هيلاريون الاثري. لكنها محاولات بغير طائل فيما يبدو حيث يفتقر القائمون بها إلى المعرفة والخبرة وحتى المعدات اللازمة.تقع أطلال الدير بالقرب من مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة ويرجع تاريخه إلى العام 329 الميلادي عندما عاد هيلاريون إلى غزة قادما من مصر. ويتكون الدير من عدة مبان منها كنيستان ومدفن وقاعة للتعميد وغرف للطعام.اكتشف الدير الأثري العام 1992 وتسير عمليات التنقيب في الموقع ببطء شديد وتوقفت عدة مرات. وفي كل مرة توقفت فيها عمليات التنقيب أعيد دفن الموقع في الرمال لحمايته.وتتولى الاشراف على عمليات التنقيب بموقع الدير بعثة فرنسية تزور المكان من حين لاخر. وذكر حسن أبو حلبية ممثل وزارة السياحة والاثار في غزة أن البعثة تحمل معداتها معها لدى رحيلها في كل مرة.وقال أبو حلبية "بسبب نقص الإمكانات والادوات المساعدة للمحافظة على بقاء المعلم والمحافظة عليه من عوامل التعرية.. العبث فيه والتدمير.. الوسيلة الوحيدة للمحافظة على هذا الاثر أن يتم دفنه في بطن الارض إلى حين توفر المواد والادوات المساعدة للمحافظة عليه."وفي مدينة خان يونس حول وليد العقاد الباحث في مجال الآثار منزله إلى متحف صغير امتلأ بالقطع الأثرية التي يرجع تاريخها إلى عدة قرون.أسلحة عتيقة وآنية أثرية ولوحات من المرمر وعملات قديمة يمتلىء بها المنزل الذي وضعت على واجهته لافتة مكتوب عليها مركز العقاد للتراث والآثار.قضى وليد العقاد(54 عاما) 30 عاما من عمره في عمليات بحث وتنقيب بعضها في مناطق محفوفة بالخطر قرب حدود غزة مع اسرائيل.وقال العقاد: قمت بهذا العمل للمحافظة على التراث الفلسطيني ولإبراز الجوانب المضيئة في التاريخ الفلسطيني وفي نفس الوقت حمايتها من السرقة والضياع والتزييف.لكن حماس رجل واحد لا يكفي للكشف عن الاثار التي ما تزال مدفونة في أرض قطاع غزة الذي يعيش فيه 5ر1 مليون فلسطيني لا تكاد الآثار القديمة تحتل مكانا في أذهانهم وسط المعاناة من الحصار الاسرائيلي والفقر والبطالة.ومن المفارقات أن غزة قد تبدو اليوم أقرب إلى نوع من الاستقلال من أي وقت سابق في تاريخ طويل من الغزو والاحتلال.لكن الأمم المتحدة تقول إن سيطرة اسرائيل القوية على مداخل غزة في الارض والبحر والجو تجعل القطاع فعليا أرضا محتلة ولكن إسرائيل ترفض هذا التعريف.