خبر : ماذا سنقول للعالم ؟؟؟ ... سليمان الوعري

الأحد 17 أبريل 2011 09:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ماذا سنقول للعالم ؟؟؟ ... سليمان الوعري



 شهدت حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني نضوجا ونموا كبيرا في السنوات الاخيره ، تقاطرت فيها الوفود التضامنية الدولية من شتى انحاء العالم لفلسطين ، وذلك للتعبير عن تأييدهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني الذي يناضل من اجل الحريه والاستقلال لانهاء اطول احتلال في التاريخ المعاصر . وقد شارك هؤلاء المتضامنين ابناء شعبنا الفلسطيني في ميادين النضال السلمي ضد الجدار ومصادرة الاراضي والاستيطان وكان لهم دورا بارزا في نقل ما يجري في الضفه الغربية وقطاع غزة والقدس الى حكوماتهم وشعوبهم بحياديه وأمانه ،بعد مشاهدتهم بأم اعينهم معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال والظلم والقهر الذي يتعرض له المواطنين المدنيين العزل من ألة البطش الاسرائيلية . ونشط هؤلاء المتضامنين في بلعين ونعلين والمعصره والشيخ جراح وغيرها من المواقع ، ووقفوا الى جانب النشطاء الفلسطينيين الذين يقاومون الاحتلال بصدورهم العاريه دفاعا عن ارضهم ووطنهم وشرفهم ، واعتقل واصيب العديد منهم ، وجاء الامر العسكري رقم  1650  والذي عرف بقانون( منع التسلل ) ، ليس لملاحقة الفلسطينيين فقط، وانما ليشمل المتضامنين الدوليين وملاحقتهم واعتقالهم وطردهم . وبرز دور حركة التضامن الدولية بعد الحرب على غزة ، وفرض الحصار الظالم عليه ، حيث شرع نشطاء السلام الدوليين بتسيير سفن الحريه لفك الحصار عن غزه ، والتضامن مع اهلنا المحاصرين هناك ، والعمل على تزويدهم بما يستطيعون من ادوية ومواد غذائية وحليب للاطفال ، ونقل صورة معاناتهم للعالم  ، وقد نجحوا في فضح الممارسات الاسرائيلية امام العالم اجمع عندما تصدت لهم السفن الحربية الاسرائيلية ومنعتهم من دخول القطاع وقتلت واصابت واعتقلت العديد منهم . وقد لعبت السلطه الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير دورا مهما في تحريك الرأي العام العالمي لصالح القضية الوطنية الفلسطينية ، وذلك بعد التعنت الاسرائيلي ورفض حكومة اليمين الاسرائيلية المتطرفه وقف الاستيطان والعوده الى طاولة المفاوضات ، واستمرارها في مصادرة الاراضي وبناء الجدار وتهويد القدس . وقد توجت هذه الجهود مؤخرا بتوالي الاعترافات الدولية بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967، بعد اعلان السلطه الوطنية الفلسطينيه نيتها وجاهزيتها اعلان الدولة في شهر ايلول (سبتمبر) القادم ، حيث هددت اسرائيل باتخاذ خطوات من جانب واحد ،واستخدام العنف في حال اعلان الدوله ، وقد قامت بارسال رسائل تحذير الى دول الاتحاد الاوروبي والامم المتحده ، تحذر من مغبة دعم خطوات السلطه في الحصول على اعتراف دولي بمشروع دولتهم الفلسطينية ، وللخروج من عزلتها الدولية، قامت اسرائيل بحمله دبلوماسيه واسعه للنيل من الجهد السياسي والدبلوماسي الفلسطيني، خاصه بعد التصويت في مجلس الامن والامم المتحده لقرار ادانة الاستيطان ،والذي حظي بتأييد 14 دولة من اصل 15 دوله ، وانتهى بالفيتو الامريكي . هذا الفيتو الامريكي من جهه وتراجع القاضي الجنوب افريقي ريتشارد جولدستون عن تقريره نتيجة الضغوطات الصهيونيه عليه، شجع نتانياهو وحكومته المتطرفه وكذلك المستوطنين على تصعيد اجراءاتهم وهجماتهم ضد السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم ، وضرب قطاع غزه ، والتحضير لحرب واسعه على القطاع ، وزيادة الاستيطان في القدس الشرقية بصوره غير مسبوقه . ان استمرار هذه الاعمال الارهابية الاسرائيلية مع الافلات من العقاب ، امام ومرأى من المجتمع الدولي ، وادارة الظهر لقواعد القانون الدولي وقرارا ت الشرعيه الدولية ، يأتي في وقت يتخذ فيه المجتمع الدولي موقفا موحدا في حماية حقوق الشعوب، من اجل الحرية والديمقراطية في العالم بشكل عام والشرق الاوسط بشكل خاص ، فلم يعد مقبولا ان يبقى المجتمع الدولي صامتا فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني ، وعلى الولايات المتحده الامريكية والرباعية الدولية اتخاذ مواقف جاده تجاه اسرائيل، لالزامها بالشرعية الدولية وقرارات الامم المتحده فيما يتعلق بحق الشعب الفلسطيني العيش بأمن وسلام واقامة دولته المستقله على حدود 1967 . وفي الوقت الذي تعمل فيه السلطه الوطنية الفلسطينية على كسب الدعم والتأييد الدولي والتحضير لاستحقاق سبتمبر ، والذي سيكون موعدا مفصليا في تاريخ القضيه الفلسطينية والجاهزيه الكامله لهذا الاستحقاق وفقا للتقارير الدولية،   تخرج علينا فئه مارقه او عميله ، تعمل وفقا لاجندات خاصة ، لتنفيذ اعتداءات وعمليات قتل لمتضامنين دوليين من اشد مناصري الشعب الفلسطيني . قبل اسبوعين قتل المخرج جوليانو خميس ابن المناضل القومي صليبا خميس ، والذي كان يعمل من اجل رفع شأن الثقافة والعمل المسرحي الفلسطيني ، وبالامس تم قتل الصحفي والمتضامن الايطالي فيتيريو اريغوني الذي دخل قطاع غزه من خلال سفن الحريه لكسر الحصار على قطاع غزة في العام 2008 ، وأثر البقاء في القطاع ورفض العوده لبلده ، لمساعدة الفلسطينيين المحاصرين في القطاع ونقل معاناتهم الانسانيه من خلال تقارير يومية يرسلها للصحافه العالمية . هؤلاء المتضامنين الدوليين الذين تركوا بلدانهم ،وتركوا بيوتهم وعائلاتهم واطفالهم من اجل الدفاع عن قضيتنا الفلسطينية، يستحقون منا كل الاحترام والتقدير ، وان ما جرى لا يعبر عن اخلاق الشعب الفلسطيني ،ولا يمت بصله لنا ولا لاخلاقنا وثقافتنا الحضارية والانسانيه ، وانما يسئ لسمعتنا ونضالنا المشروع امام من يدعمون حقوق الشعب الفلسطيني . الوضع الداخلي الفلسطيني ، والانقسام الذي طال امده ، شجع الظلاميين على المضي في غيهم ، والعبث بالآمن الداخلي الفلسطيني ، لتنفيذ اجندات خارجية هدفها المساس بالجهد الدولي الفلسطيني لاقامة الدولة ، فماذا سنقول للعالم عن سبب قتل نشطاء السلام والمتضامنين معنا ؟! لهذا كله على حركة حماس الاستجابة الفورية لمبادرة الرئيس محمود عباس لانهاء الانقسام ، وتفويت الفرصه على اسرائيل وعملائها ، وكذلك على جميع العابثين بأمن الوطن ، ووضع حد لكل التجاوزات وحالة الفلتان الامني ، وتوحيد شطري الوطن للحد من هذه الظواهر التي تسئ لشعبنا وسمعته امام المجتمع الدولي ، والعمل سويا من اجل انهاء الاحتلال ، واقامة دولتنا المستقله بدعم دولي كامل من كل اصدقاء الشعب الفلسطيني حول العالم