غزة / سما / فيتوريو أريغوني".. متضامن إيطالي وصل قطاع غزة عام 2008م على متن إحدى سفن كسر الحصار التي قدمت عبر البحر, وهو مقيم فيه منذ ذلك الحين. ويعتبر "أريغوني" أحد أعضاء اللجنة الدولية للتضامن مع قطاع غزة, وصل غزة وغادرها عدة مرات ليعود من جديد مع سفن ومتضامنين جدد وبجنسيات مختلفة. وتعود المواطنون في قطاع غزة على رؤيته في العديد من الأنشطة والفعاليات الوطنية، من أبرزها الاعتصامات ضد الشريط الإسرائيلي العازل شمال القطاع. عاش "أريغوني" (36 عامًا) الذي ينحدر من "بيسانا برانتسا" (قرب ميلانو) في قطاع غزة ثلاث سنوات وألف كتابًا بعنوان: "غزة، لنبق إنسانيين" حول العدوان الإسرائيلي الواسع على القطاع نهاية 2008 ومطلع 2009. ترك أهله وعائلته وقرر البقاء في غزة لمساندة أهلها والوقوف إلى جانبهم في وجه الحصار والعدوان وخاصة في ما عرف بعملية "الرصاص المصبوب"، ليشارك الصيادين في أعمالهم رغم ما يشوبها من خطر وإطلاق نار متكرر من قبل زوارق البحرية الإسرائيلية. وبرز دور "أريغوني" أكثر, في مشاركته المزارعين الفلسطينيين الزراعة والصمود على أرضهم في المناطق الحدودية التي يحاول الاحتلال طردهم منها عبر فرض ما يسمى "المنطقة الأمنية العازلة". ولم يتوقف دوره إلى هنا، بل شارك دومًا في كافة الأنشطة المناهضة للاحتلال من مسيرات وفعاليات وزيارات لأهالي الأسرى والشهداء والجرحى، وكذلك الفقراء والمتضررين جراء العدوان. ويعرف عنه مواقفه الرافضة للاحتلال الإسرائيلي ودوره في نقل معاناة وهموم الشعب الفلسطيني، وجهوده في نصرة القضية الفلسطينية عبر سفن كسر الحصار ومحاولة جلب المتضامنين ونقل رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم. وهو ثالث متضامن مع الشعب الفلسطيني يقتل في غزة بعد "ريتشيل كوري" و"توم هارنديل" اللذين قتلا في 2003 بأيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي. وفجر الجمعة 15-4-2011، فجع سكان قطاع غزة بنبأ مقتله, عقب العثور على جثته شمال غرب مدينة غزة بعد عدة ساعات من إعلان خطفه, الخميس، وهو أول أجنبي يقتل في القطاع منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عليه في حزيران/ يونيو 2007.