خبر : من الذي قتل المتضامن الإيطالي فيكتور أريغوني ؟ .. مأمون سويدان

السبت 16 أبريل 2011 07:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
من الذي قتل المتضامن الإيطالي فيكتور أريغوني ؟ .. مأمون سويدان



 أفاقت غزة صباح الجمعة على وقع جريمة مروعة هزت مشاعر الناس جميعا، تمثلت باغتيال المتضامن الإيطالي الصحفي فيكتور أريغوني، ليشكل هذا العمل الإجرامي سابقة خطيرة غير معهودة في تقاليد وأعراف شعبنا الفلسطيني وأخلاقه وإنسانيته. إن وقائع وملابسات هذه الجريمة النكراء تثير الكثير من الشكوك وتضع العديد من علامات الاستفهام حول هوية الجهة المنفذة لهذه الجريمة القذرة، كيف لا وقد سبقها جريمة قتل المخرج فلسطيني الأصل جوليانو مير خميس في جنين قبل أيام قليلة. يقيني أن الأيدي القذرة التي نالت من المتضامن الايطالي فيكتور أريغوني هي نفسها التي أزهقت روح المخرج الشجاع المتضامن مع شعبنا وقضيتنا جوليانو خميس.  إن إعلان بعض الجماعات النكرة مسؤوليتها عن هذه الجرائم لا يعدو عن كونه محاولات للتشويش والتضليل على الحقيقة، وإبعاد الشبهة عن الجاني الحقيقي وهو في يقيني العدو الإسرائيلي وإن كان بأيدي غير إسرائيلية، هذا العدو الذي لا يروق له أن يرى انحطاط وانكشاف صورته أمام العالم ككيان استعماري إحلالي إجرامي متمرد على القوانين والأعراف الدولية والقيم الحضارية والإنسانية، مقابل التغير الهائل الحاصل لصالح شعبنا الفلسطيني من حيث الإقرار الدولي الواسع بحقوقه المشروعة والاعتراف بقدرته على بناء دولته العتيدة.  ليس غريبا ولا جديدا على إسرائيل أن ترتكب هذه الفعلة الشريرة من خلال عملائها بهدف تشويه صورة الإنسان الفلسطيني من خلال إلصاق تهمة الإرهاب والشر والغدر، بغية تنفير العالم من دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والإيحاء للعالم بأنه شعب همجي وغير إنساني ولا يستحق الحياة في دولة كريمة أسوة بباقي شعوب الأرض.  لعل الكثير من المراقبين للشأن الإسرائيلي يلحظ بوضوح حالة التخبط والتذمر التي يعيشها الكيان الإسرائيلي نتيجة ما وصفه ساستها بالتسونامي السياسي والدبلوماسي الذي يعصف بإسرائيل لإجبارها على الالتزام بالمبادئ والقوانين الدولية وكذلك الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وليس أقل أهمية عن ذلك تنامي واتساع نطاق التعاطف الشعبي على المستوى الدولي مع الشعب الفلسطيني وقضيته في مختلف دول العالم، يجري ذلك بالتوازي مع التغير الحاصل تجاه الصورة النمطية للإنسان العربي في العقل الغربي بفعل ثورات الشعوب العربي التي ساهمت على نحو كبير في تحسين صورة الإنسان العربي المتحضر بفطرته الإنسانية العميقة وعشقه للحرية والحياة الكريمة على عكس ما رسخته الدعاية والإعلام الإسرائيلي عبر عقود تجاه الشخصية العربية وتصويرها بأبشع الصور.  لقد أصبح واضحا بشكل جلي لكل العالم المتحضر أكذوبة أن إسرائيل واحة الديمقراطية والحرية الوحيدة في الشرق الأوسط التي تعيش في وسط عربي ظلامي متخلف وفاسد وهمجي، تلك الأكذوبة التي روجت لها إسرائيل منذ نشأتها الباطلة على أرضنا الفلسطينية. لقد استنفذت إسرائيل كامل رصيدها من الكذب والتضليل ولم تعد روايتها المخادعة تنطلي إلا على القليل من أنصارها المُضَللين، لذلك لا ينبغي لأحد أن يتفاجأ بأي أعمال وممارسات إجرامية ستقدم عليها إسرائيل مستقبلا تسعى من خلالها إلى خلط الأوراق وتعميم الفوضى في فلسطين ومحيطها العربي بهدف تشويه صورة الإنسان العربي، والعمل على إثارة القلاقل والفوضى وإعاقة التطور في المحيط العربي الذي بدأ يلتقط أنفاسه ويستعيد وعيه الذي غيب وزيف عبر عقود مضت تحت وطأة وسطوة أنظمة حكم فاسدة ومتآمرة على شعوبها.  من المنطقي والواقعي القول بأن إسرائيل هي الجهة الوحيدة المستفيدة وصاحبة المصلحة من وراء هذا العمل الجبان، ولا يساورني أدنى شك بأنها خططت ونفذت هذه الفعلة الشنيعة على يد عملائها الجبناء، ليبقى القول أن وحدتنا الوطنية هي صمام الأمان الوحيد لشعبنا وقضيتنا وهي من يصون جبهتنا الداخلية ويعزز مناعتها ويدرأ عنها المفاسد والشرور.