خبر : إسرائيل تعدم فيتوري صديق كوري؟.. عماد الحديدي

السبت 16 أبريل 2011 12:33 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إسرائيل تعدم فيتوري صديق كوري؟.. عماد الحديدي



فجعنا وأحرار العالم فجر اليوم الجمعة 15/4/2011م بمقتل المتضامن الشاب "فيتوري اريغوني" نصير الشعب الفلسطيني واحد المتضامنين الأوائل مع غزة والذي لم يترك وسيلة للتعبير عن وقوفه مع غزة إلا وسلكها (الكلمة، التوثيق، التقارير، الاعتصام، ركوب البحر، المهرجانات، المؤتمرات، اللقاءات) إلا وغزة حاضرة على لسانه، واشتد حبه لغزة ودفاعه عنها بعد مقتل رفيقته راشيل كوري (الامريكية) على أيدي الجنود الصهاينة بعملية دهس إرهابية لجرافة الاحتلال في مدينة رفح(16/3/2003). و يعتبر فيتوري من المتضامنين القلائل الذين شاركوا غزة محنتها العصيبة في العدوان الصهيوني على غزة 2008/2009 والذي امتزج دمه بالدم الفلسطيني اثر إصابته أثناء الحرب، ورغم إصابته فلقد نقل بقلمه معاناة غزة عبر راديو غوريلا الايطالي قائلا" ليفني صرّحت للعالم بأنه لا يوجد أزمة إنسانية في غزّة، من الواضح بأنّ الإنكار أصبح موضة، الفلسطينيين متفقون مع ليفني على شيء واحد، القاتل المتسلسل يفي بعمله للموساد، الحاجة الملحة الآن هي وقف إطلاق النار، حتى قبل تموين الغذاء،الجثث لا تأكل، إنها فقط تخصب التربة، وعلى ما يبدو أن غزة لم تحصل على تربة خصبة كما حصلت عليها من الجثث المتحللة،لا بدّ أن تغذي أشلاء الأطفال المتناثرة في المشارح إحساس الذنب لدى أولائك الحياديين، لدى أولئك الذين كانوا من الممكن أن يفعلوا شيئاً"ل. لكن السؤال الملح لماذا يخطف ويقتل أثناء مغادرته غزة لزيارة أهله في ايطاليا ووالده المريض كما جاء في بيان حركة التضامن الدولية أمس الخميس ؟ ولماذا قتل في هذا الوقت؟ ومن المستفيد من قتله؟هذا الشاب هو من ضمن مجموعة راشيل كوري الذين تركوا حياة الترف والرقص كما تقول راشيلفي رسالة لوالدتها"يجب علينا أن نترك كل شيء آخر ونكرس حياتنا للتوصل إلى إنهاء هذا الوضع، لا أظن أن هناك ما هو أشد إلحاحاً، أنا أرغب في التمكن من الرقص، وأن يكون لي أصدقاء ومحبون، وأن أرسم قصصاً لأصدقائي. لكنني أريد قبل أي شيء آخر أن ينتهي هذا الوضع. ما أشعر به يسمى عدم تصديق ورعب، خيبة أمل ،أشعر بالانقباض من التفكير في أن هذه هي الحقيقة الأساسية في عالمنا وأننا جميعنا نساهم عملياً في ما يحدث، لم يكن هذا هو ما أردته عندما جئت إلى هذه الحياة، ليس هذا ما كان ينتظره الناس هنا عندما جاؤوا إلى الحياة؟" فانضموا إلى حركة التضامن مع الشعوب المحتلة المقهورة المظلومة فناصبتهم إسرائيل العداء ولاحقتهم بالاعتقال والإبعاد فنال منها فيتوري ما نال . ورغم ذلك أصر على المجيء لغزة فكانت سفينة"غزة حرة 2008" فكمنت له إسرائيل وهاهي تحرك احد مجموعاتها الكامنة المضللة فكريا من خلال تجنيدها عبر الانترنت (حسب اعترافات مجموعات سابقة للأمن الوقائي سابقا) لتضع حدا لحياته لتوقف قلما ولتخرس صوتا ولتقتل روحا ولتغيب جسدا طالما صدح بالكلمة الحقيقية أن فلسطين محتلة وغزة محاصرة ويجب وضع حدا لهذا الاحتلال البغيض، كما إن إسرائيل اليوم على موعد مع أسطول الحرية 2 مع مرمره المعافية وهذه المرة ليست مرمره وحدها بل عشرات السفن ومئات المتضامنين قادمون عبر البحر في سرية بحرية وجسر بحري دولي لكسر حصار غزة الأمر الذي تقف إسرائيل عاجزة حائرة (الإرهاب والعنف رأي الجهات الأمنية والعسكرية، أم السماح رأي قلة سياسية) أمامه لأن مرمره قد مرمرتها ولطخت صورتها، وليس أمام إسرائيل إلا السماح لهذا الأسطول بالوصول إلى غزة وهذا ما أعلنته القناة العاشرة بأن إسرائيل تدرس إمكانية السماح لأسطول الحرية بالوصول لغزة (إعلاميا) ولكن عمليا تتوعد ركاب الأسطول بالمفاجآت المخيفة فكانت حادثة فيتوري البشعة لتخيفهم وتشردهم وتبعثر شملهم، فليس من أحد مستفيد من خطف وقتل المتضامن اليساري قيتوري سوى إسرائيل فهي رسائل بضربة واحدة؟ لأصدقاء راشيل ارحلوا طواعية وعلى أرجلكم قبل أن ترحلوا عنوة وعلى ظهوركم؟ ولأسطول الحرية تقول غزة إرهابية وظلامية سكانها أشرار يقتلون البشر فابتعدوا وإلا ستلاقون مصير فيتوري؟لغزة الحرب جولات وجولات عسكرية ونفسية وتشويهية وانتظروا المزيد؟نقول لغزة يجب لفظ هؤلاء الآحاد الذين يريدون الإساءة لغزة وصبرها ونضالها يجب تقديمهم للعدالة وإنزال أقصى درجات العقوبة بهم وعلانية أمام الأشهاد، ويجب تقديم واجب العزاء شخصيا لذوي المغدور فيتوري في ايطاليا، بل يجب إقامة مراسيم جنازة رسمية لفيتوري وفتح خيمة تضامن وعزاء، وإطلاق اسمه على احد معالم غزة وفاء لنضاله ووقوفه وتضامنه مع الشعب الفلسطيني، كما يجب عقد حلقات تثقيفية إعلامية لتبيان دور المتضامنين وأثرهم الواضح والمؤثر في تخفيف حصار غزة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فهؤلاء هم رسل السلام ولا يغتالهم إلا أعداء الرسل و السلام أمثال إسرائيل؟